جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 02:10 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هاني يونس .. «عطاءٌ بلا حدود»

لا أدري إن كان حديثي عنه سيغضبُه أم سيسعده، لكني صممتُ علي أن أكتب عنه انطلاقا من قول المصطفي : ( لا يشكرُ الله من لا يشكر الناس)، والمعني أن شكرَ الناس علي ما قدموا من معروف، وأسبغوا من فضل هو من شكرِ الله عز وجل.

والحقيقةُ أن الرجل رغم كثرة انشغالاته وتعدد مهامه باعتباره المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء، والمتحدثَ الرسمي لوزارة الإسكان لا يألُ جهدا في تضميد كل جرح، وإزالة أسباب أي شكوي، والاستجابة السريعة لاستغاثة كل مُستغيث، سواء يعرف صاحبَها أو لا يعرفه، فالناس عنده سواسية، والربتُ علي كتفِ كل مكلوم هو رسالته التي ما انفك يؤديها علي أكمل وجه، ولا يريد عليها من غير الله جزاء ولا شُكورا.

كنتُ أسبقَ منه التحاقا بالأهرام، فوفد علينا شابٌ بهيُ الطلعة ، عذبُ اللسان، يجيد أيما إجادة أدب الحوار، فلا يتكلمُ إلا بإذن، ولا يتسابق إلي اللغط والكلام فيما لا يفيد، بل كلُ كلمة عنده بحساب وفي موضعها، فتأتي مشاركاتُه إثراء للحوار، وعلوا بسقف النقاش.

عمل هاني يونس بأكثر من قسم من أقسام الأهرام، فجمع بين المهنية الطاغية، التي جعلت أعماله في الصدارة، وتشهد علي ذلك تحقيقاتُه المتميزة، وحواراته الفريدة بملحق الجمعة تحت إدارة الكاتب الكبير عبد العظيم الباسل، وإلي جانب تلك المهنية امتاز بحسن الخلق، و طِيب المعشر، والتفاني في مساعدة الزملاء، والتعاون الجاد، الذي كان إيذانا بمولد نجم من نجوم العمل العام.

ولشفافية الرجل وصدقه، كان الله بجانبه، ففتح له أبوابا للرزق استعصت علي كثيرين سبقوه، فاختير لمهنيته، ومنطقية تفكيره، وعذوبة حديثه مُتحدثا إعلاميا لوزارة الإسكان، وبانتقال المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان آنذاك لتولي رئاسة مجلس الوزراء، انتقل معه هاني يونس ليعمل مستشارا إعلاميا لمجلس الوزراء، واستمر في عمله الجديد، طيلة وجود المهندس محلب، فثبَّت أقدامه، وملأ مركزه الذي ناله عن جدارة واستحقاق، وكان من يُمن طالعه مرة ثانية أن اختير الدكتور المهندس مصطفي مدبولي وزير الإسكان لتولي رئاسة مجلس الوزراء، فبقي هاني يونس في مكانه مستشارا إعلاميا، تتمسك بتلابيبه تلك المهمة، وتأبي إلا أن يتولاها وحده.

هاني يونس نموذجٌ لابن البلد الشهم، والمنوفي الجدع والوطني حتي النخاع، وصورةٌ حية للرجل المناسب في المكان المناسب.

تشهد مداخلاته عبر الفضائيات علي أنه يُفكر قبل أن يتكلم، ومن ثم تراه يبدعُ فيما يقول، لم يجعل من عمله بمجلس الوزراء برجا عاجيا ينعزل فيه عن الناس، ويزعم أن ما وصل إليه أُوتيه كابرا عن كابر، بل صار الرجلُ أكثر التحاما، وأشد قربا من زملائه داخل جدران الأهرام، فما أغلق تليفونه الخاص في وجه أحد، وما تضجر من سؤال سائل.

أخلاق هاني يونس ونبل طباعه وتفانيه في خدمة الغير، تجعلنا نرفع له القبعة، ونؤكد أن مصر ولادة، وحقا صدق نبينا : (أمتي كالمطر، لا يُدري الخيرُ في أوله أم في آخره).