جريدة الديار
الإثنين 29 أبريل 2024 07:13 صـ 20 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مستشار المركز العربي للدراسات: السعودية رمانة الميزان في النظام الدولي ومبادراتها الخضراء تنقذ كوكب الأرض

قال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية: إن هذا الأسبوع يشهد استضافة المملكة العربية السعودية لثلاث قمم لمواجهة التغير المناخي ودعم المبادرات الخضراء هي "منتدى السعودية الخضراء تليها قمة الشباب الأخضر ثم قمة الشرق الأوسط الأخضر".

وأوضح ان هذه القمم الثلاث تعقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع وبحضور قادة عالميين وشركاء من مختلف ميادين المجتمع الدولي، وهي تؤكد أن السعودية رمانة الميزان في النظام الدولي ومبادراتها الخضراء.

وأضاف الديب أن هذه القمم التي بدأت أمس السبت ولمدة 3 أيام يشارك فيها عدد كبير من الزعماء والمسؤولين والمختصين من مختلف دول العالم وتحظى باهتمام دولي كبير كونها تناقش عددا من الأمور البيئية وتسلط الضوء على المبادرات السعودية الرائدة التي سبق وأن أعلن عنها سمو ولي العهد، مثل مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

وقال إن منتدى مبادرة السعودية الخضراء يسلط الضوء على جهود المملكة لحماية البيئة ويهدف لاتخاذ إجراءات ملموسة وحلول مبتكرة تسهم في مكافحة التغيرالمناخي ووضع خارطة طريق مبادرة السعودية الخضراء الرامية لزيادة حصة الطاقة المتجددة، وتقليل الانبعاثات، وتشجير المملكة.

وأشار الي تحقيق المملكة تقدما كبيرا في مجال العمل المناخي، لمواجهة الارتفاع الحالي لدرجات حرارة الأرض والتي تمثل تهديدا وجوديا لكوكب الأرض والحياة عليه، انطلاقا من الدور الرائد للمملكة العربية السعودية في الاقتصاد العالمي وإمدادات الطاقة العالمية، ولهذه الغاية، أطلقت المملكة مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتوحيد الجهود ووضع خارطة طريق لحماية كوكب الأرض داخل المملكة وخارجها.

وأوضح أن القمم الثلاث تجمع العديد من قادة الاقتصاد والحكومات وصناع القرار والسياسات الدولية والعلماء والناشطين من جميع أنحاء العالم، ما يمهد لبداية عهد جديد من التعاون الدولي في مجال العمل المناخي وحشد جهود المجتمع الدولي بأكمله وتعزيز الحوار الهادف للتوصل إلى حلول فعالة بآراء ودراسات علمية لكبار خبراء البيئة في العالم وإعلان خارطة طريق مبادرة السعودية الخضراء وعرض خطة المملكة لتحقيق ومتابعة أهدافها الطموحة  وتسليط الضوء على التزام المملكة بمكافحة التغير المناخي.

ووأوضح أن قمة الشباب الاخضر تأتي من منطلق دور الرياض ومسؤوليتها القيادية بالعالم لتوحيد الجهود واستثمار طاقات الشباب لمواجهة التحديات البيئية والمناخية من خلال تنفيذ أنشطة تعاونية معنية بسياسات المناخ.

أما قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر - حسب مستشار المركز العربي للدراسات - فتأتي أهميتها في أنها الأولى من نوعها لأنها ستجمع بين قادة بارزين من المنطقة والعالم بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود نحو تنفيذ الالتزامات البيئية المشتركة انطلاقاً من الالتزامات البيئية الواردة في مبادرة السعودية الخضراء، حيث أعلنت المملكة انها ستتعاون مع الدول المجاورة لمواجهة تحديات التغير المناخي خارج حدودها وتشكيل أول تحالف من نوعه في المنطقة لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط وتوفير منصة تجمع بين المعرفة ورأس المال وتعزيز الإستثمار ونقل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة ووضع أسس دبلوماسية المناخ وتعزيز الإرادة السياسية اللازمة لإحداث تغيير جذري من أجل زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط من بينها 10 مليارات شجرة داخل السعودية واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة عن طريق التشجير، مما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية في العالم بنسبة 2.5% والمساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج النفط والغاز في المنطقة لأكثر من 60%.

وقال إن السعودية وهي أكبر مصدري النفط في العالم تتعهد بخفض انبعاثات الكربون بأكثر من 4 % من المساهمات العالمية عن طريق مبادرات تشمل توليد 50 %من احتياجاتها من الطاقة من مصادر طاقة متجددة بحلول 2030 وزراعة مليارات الأشجار في البلد ذي الطبيعة الصحراوية وافتتحت المملكة أولى محطاتها للطاقة المتجددة في أبريل وبدأت أول مزرعة رياح بها توليد الكهرباء في أغسطس كما تتضمن أجندتها مشروعات عملاقة، مثل مدينة نيوم المستقبلية، وهو ما يشمل منشأة لإنتاج الهيدروجين بتكلفة 5 مليارات دولار.

وأضاف أن المملكة العربية السعودية ينبعث منها أقل قدر من الكربون لكل برميل من النفط في العالم.

ورحب الديب بإطلاق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء، النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض وإطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة لتكون خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، التي من شأنها المساهمة في تحقيق المستهدفات الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء والذي من شأنه تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، ويمثل ذلك تخفيضاً طوعيا بأكثر من ضعف مستهدفات المملكة المعلنة فيما يخص تخفيض الانبعاثات وأن تبدأ المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراض لمحمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من 20% من إجمالي مساحتها، وتمثل استثمارات الحزمة الأولى من المبادرات استثمارات 700 مليار ريال، ما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وخلق فرص عمل نوعية، وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وفق رؤية المملكة 2030.

وأشاد مستشار المركز العربي للدراسات باعلان ولي العهد عزمه على تحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المدن العالمية استدامة ونية المملكة للانضمام إلى الاتحاد العالمي للمحيطات، وإلى تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية في المحيطات والشواطئ، وإلى اتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي، بالإضافة إلى تأسيس مركز عالمي للاستدامة السياحية، وتأسيس مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات، واستهداف السعودية للوصول للحياد الصفري في عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وبما يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادي، وبما يتماشى مع "خط الأساس المتحرك"، ويحفظ دور المملكة الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، وفي ظل نضج وتوفر التقنيات اللازمة لإدارة وتخفيض الانبعاثات.