جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 07:58 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: عيد «الأستاذ مصطفي أمين» !

أحمد سلام
أحمد سلام

تألم الأستاذ مصطفي أمين قبل نحو أربعين عاما عندما رأي جنازة يسير فيها ثلاثة فقط ليدعو إلي عيد لم يألفه الشعب المصري إسمه "عيد الحب" وقد إختار قراء "أخبار اليوم" أن يُحتفي بالعيد يوم 4 نوفمبر من كل عام .

كان مبتغاه أن ترحل العتمة وتفارق القلوب  فمن الأليم أن يحيا الإنسان ويلقي ربه منبوذا بلا سيرة عطرة وذكري تؤرخ لتجربة إنسان .

ذاك فكر الأستاذ مصطفي أمين "الإنسان"  الذي قلما يجود به الزمان وقد شعر بالجفوة بين البشر ليدعو إلي عيد للحب في زمن يعم فيه الجدب والغلظة .

إستمد الأستاذ مصطفي أمين فكرته من قيم الحق والخير والجمال بعد أن توارت تباعا في زمن صار فيه اليقين إحتمال ولاشيئ يقال من هول مايفعله البشر وكلها خطايا تنوء بها الجبال.

رحل الأستاذ مصطفي أمين وترك الفكرة تنشد من يجد لها بعثا نأيا عن العقوق والشقاق والجحود والتغول والكراهية والبغضاء وبمرور السنين صار الأمر هباء .

الحب يُستمد من القيم  والأخلاق والمبادئ لأجل هذا ينقرض رويدا رويدا من منطلق أن النهم يُجهز علي الأجمل في زمن من أين ُتؤكل الكتف.

في 4 نوفمبر حديث البحث عن موضع في الأرض يخلو من خطايا البشر  شاغل الغرباء في أرض ضاقت بأحلام المُعذبين جراء التغول والتوحش والنهم .

"عيد الحب"  إحتفالية رمزية تؤرخ لنبل مشاعر رجل عظيم  زرع الخير ليحصده سيرة حسنة لكاتب عملاق إسمه مصطفي أمين ترك محبة وصرحا عظيما كان في زمانه عنوانا لصحافة الملايين وسيظل صرح أخبار اليوم يؤرخ لتجربة التوأم أنبل مانشيت في زمن الصحافة الجميل .

رحل الأستاذ مصطفي أمين وقد ترك أجمل فكرة من خلال طرحه النبيل لعيد الحب وهنا كلما تحل الذكري نترحم علي "زمن" رائع تواري مع تداول الأيام ينشد بعثا لدي من نجوا من تكالب البشر نحو متاع الدنيا القليل في عالم غابت عنه الإنسانية ولاتسل بعدها عن حياة وهنا لاملاذ إلا في رحاب الله.