جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 11:49 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عزالدين الكلاوي يكتب: ورطة ومشكلة كبيرة للأهلي في كأس العالم للأندية بأبوظبي

عزالدين الكلاوي
عزالدين الكلاوي

هل يتدخل الكاف والفيفا لإقرار العدالة ومنح بطل افريقيا حقه مثل تشيلسي بطل اوروبا

تخيلوا الحل الوحيد للأهلي حتى لا يتعرض لفضيحة تاريخية أمام مونتيري، أن يفشل منتخب مصر ويخرج مبكراً من كأس الأمم ومعه تونس ومالي والمغرب.

ربما للمرة الأولى ترتبك جداول الفيفا وترتيباته فيما يتعلق ببطولاته المعتمدة التي أوقعت النادي الأهلي المصري بطل مصر وأفريقيا في مشكلة صعبة فيما يتعلق بمشاركته في بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام خلال الفترة من الثالث إلى الثاني عشر من فبراير المقبل بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.

والمشكلة التي سيواجهها الأهلي ممثل القارة الافريقية في البطولة أن موعد مباراته الأولى سيتعارض مع مشاركة لاعبيه المصريين والمحترفين الافارقة في بطولة كأس الامم الافريقية المقامة في الكاميرون خلال الفترة من التاسع من يناير حتى السادس من فبراير.

والتداخل والتعارض في المواعيد، أن لاعبي الأهلي في منتخب مصر ومحترفيه الأفارقة في منتخبات تونس والمغرب ومالي، سيكونون بحوزة منتخباتهم في الكاميرون، ولن يتمكنوا من العودة للأهلي قبل إنطلاق بطولة كأس العالم للأندية المقررة في الثالث من فبراير، والشرط الوحيد الذي يسمح بعودة هؤلاء اللاعبين للأهلي، أن تغادر منتخباتهم البطولة الأفريقية مبكراً بعد مرحلة المجموعات التي تنتهي يوم 20 يناير، أو من دور ال16 التي تقام من 23 إلى 26 يناير، أو من دور الثمانية المقام يومي 29 و30 يناير، ولكن تأهل هذه المنتخبات للدور قبل النهائي المقام يومي 2 و3 فبراير سيكون مشكلة كبيرة، لأنهم سيلعبون حتماً بعد ذلك في المباراة النهائية أو مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع والتي ستقام يوم السادس من فبراير وهو موعد مباراة الأهلي الأولى في كأس العالم للأندية في أبوظبي.

وهذا التداخل معناه أن الأهلي سيجد نفسه محروما من جميع أو أغلب لاعبي فريقه وأبرزهم من لاعبي منتخب مصر، وعددهم لن يقل عن ثمانية لاعبين في مقدمتهم محمد الشناوي ومحمد شريف ومجدي أفشة وأكرم توفيق وعمرو السولية وحمدي فتحي، وأيمن أشرف وياسر إبراهيم، ومع هؤلاء الظهير الأيسر الدولي التونسي على معلول ومدافع الوسط الدولي المالي أليو ديانج، وقلب الدفاع المغربي الدولي بدر بانون، وهؤلاء اللاعبين سيكونون في قلب البطولة الأفريقية بالكاميرون، يخوضون المباريات مع منتخبات مصر وتونس والمغرب ومالي.

وطبقاً لقواعد الفيفا، فإن حق المنتخبات في الإستعانة بلاعبيها في أية أندية، مكفول باللوائح وخاصة لأن كأس الامم الأفريقية أهم بطولة بالقارة وتحظى بإعتراف الإتحاد الدولي، ولكن ماذا عن التداخل، وهل يفلح التنسيق والتدخل من الفيفا والإتحاد الافريقي" الكاف" والاتحاد المصري في حل مشكلة الأهلي الخطيرة التي تهدد مشاركته السابعة في بطولة كأس العالم للقارات وأمله الكبير في تكرار إنجازاته العالمية، حيث حقق المركز الثالث مرتين من قبل، والمرة الأخيرة كانت العام الماضي في العاصم القطرية الدوحة.

النادي الأهلى ، بعد تصريحات هجومية من سيد عبد الحفيظ مدير الكرة، ندد خلالها بسوء التنسيق وتضارب المواعيد، وهاجم خلالها، الفيفا والكاف والإتحاد المصري، قرر ان يتخذ إجراءات رسمية، بإرسال خطابات رسمية للجهات الثلاث، يتضرر فيها من المواعيد المتضاربة بين بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها الكاميرون خلال الفترة من 9 يناير إلى 6 فبراير المقبل و وبطولة كأس العالم للأندية التي تقام خلال الفترة بين 3- 12 فبراير.

وطلب الأهلي ضرورة حل الازمة، خاصة أن المنتخب الوطنى المصري سيضم على الأقل سبعة لاعبين ومن الممكن أن يصبحوا تسعة لاعبين بخلاف لاعبيه الثلاث الأفارقة المحترفين المشاركين مع منتخبات بلادهم وهو الأمر الذى سوف يصيب مشاركة الأهلي في البطولة في مقتل، خاصة إذا ما تأهل المنتخب المصري إلى الدورقبل النهائي وكذلك منتخبات مالي وتونس والمغرب.

ولا أظن أن الإتحاد المصري سيملك أي سلطة للتدخل، أو حتى للإعتراض على الفيفا، لأن إدارة الإتحاد حالياً عبارة عن لجنة ثلاثية قليلة الحيلة، قام الفيفا بتعيينها وتعمل مقابل أجر ومكافأة مالية مغرية من الفيفا.

أما الإتحاد الافريقي، فقد علم بالتضارب ولم يتدخل أو يعترض، لأن المتأثر هو نادي وحيد من القارة وهو الأهلي، ولن تتضرر المنتخبات او إنتظام البطولة الأفريقية نفسها، وحتى إذا كان الأهلي هو بطل القارة وممثلها في المونديال العالمي، فإن الكاف لن يدخل ، ولا يتحمل ان يدخل في صدام مع الفيفا من أجل الأهلي، ولن تصل قوة إعتراض الكاف إلى مطالبة الفيفا بتأجيل كأس العالم للاندية عدة أيام من أجل أن يحظي الأهلي بحقه الطبيعي باللعب بفريقه الأساسي ونجومه ومحترفيه الدوليين، كما أن الكاف نفسه لن يقوم بتغيير مواعيد بطولة كأس الامم، بالتقديم او التأخير من أجل عيون الأهلي.

أعتقد ان ورطة الأهلي التي لا يجد من يسانده فيها أي جهة، ستنال من قوة مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، وأعتقد أنه مهما حاول الفيفا أو الكاف، المساعدة أو تقديم إستثناءات للأهلي بالتعاقد مع لاعبين جدد، خصيصاً للبطولة، فلن يفلح الأمر، ولن يمكن تعويض فريقاً بأكمله من أهم اللاعبين، فهل يرضخ الأهلي ويشارك بالصف الثاني في مباراته الأولى في دور الثمانية بكأس العالم للأندية مع مونتيري المكسيكي بطل اتحاد الكونكاكاف، وهو فريق كبير ليس فقط بطل الدوري المكسيكي القوي، بل هو بطل إتحاد الكونكاف المكون من مناطق شرق وشمال امريكا الوسطى والكاريبي، والتي تضم إتحادات قوية مثل المكسيك والولايات المتحدة وترينداد وكوستاريكا وهندوراس.

وإذا خسر الأهلي مباراة مونتيري، فسوف يلعب بعدها بثلاثة أيام مباراته على الترتيب الخامس والسادس، أما إذا فاز، فإنه سيتأهل لمواجهة بالميراس البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية في الدور قبل النهائي للبطولة، بما يفتح له المجال الممكن نحو المباراة النهائية لمواجهة محتملة في الغالب أمام تشيلسي الإنجليزي بطل أوروبا ، وقد سبق للأهلي أن فاز العام الماضي في الدوحة على بالميراس في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع، بعد أن إنتهت المباراة بالتعادل السلبي وفاز الأهلي بركلات الترجيح.

أخيراً فإن الأهلي، الذي سينتظر في النهاية على أحر من الجمر، وجهازه الفني يتمنى ان تفشل المنتخبات الأربع التي ينتمي لها لاعبوة العشرة، وتخرج من الدور الأول في مرحلة المجموعات أو دور ال16 أو الثمانية، حتى لا يقع في الورطة ويواجه مونتيري بفريق من الصف الثاني او الشباب، ووقتها قد يتعرض لفضيحة تاريخية ويخسر بنتيجة ثقيلة، ولن يخسر فقط مبالغ مالية كبيرة لتأخره في الترتيب، بل سيخسر أيضاً سمعته وشهرته الكبيرة في تلك البطولة .

قضية الأهلي عادلة ومعاناة النادي وجهازه الفني وإدارته التي تواجه عدة مشاكل في بداية الدورة الإنتخابية لمجلس إدارته الجديد برئاسة محمود الخطيب، هذه المعاناة تنتظر الكثير من الدعم والمساندة من الإتحاد الافريقي على الأقل، ولا أظن أن المهندس هاني أبوريدة، عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا والكاف، سيستطيع ان يؤثر لإتخاذ القرار الذي يحقق العدالة للأهلي مثل باقي الفرق وعلى رأسهم تشيلسي بطل اوروبا، الذي ستكون أولى مبارياته في كأس العالم للأندية، بعد 24 ساعة من مباراة أوروبية له مع زينيت سان بطرسبرج الروسي في دوري الأبطال الاوروبي.والغريب أنني لم أسمع صوت صديقي هاني أبو ريدة ولو بالهمس يتحدث عن هذه المشكلة، بعد ساعات طويلة من إعلان قرعة البطولة وموعدها الغريب.

ومن الواضح ان الفيفا، إستمع وإهتم لعدم الزج ببطل أوروبا في التداخل وتضارب المواعيد، أما الأهلي بطل افريقيا، فالجميع في الكاف والفيفا، لم نسمع أصواتهم وهم يورطونه في مشكلة هو بريء منها ثم يكتفون بالفرجة والمشاهدة !!!