جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:54 صـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أسباب انقلاب موازين الحرب في إثيوبيا لصالح آبي أحمد

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد

كانت جبهة تحرير تيجراي تزحف نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ووعلى مقربة 250 كيلومترا تقريبا، استطاعت القوات الإثيوبية الفيدرالية أن تبعد هذه القوات إلى أكثر من 650 كيلو مترا.

إثيوبيا أكدت، السبت، أن القوات الحكومية استعادت عدة مدن من متمردي تيجراي في شمال البلاد الذي يشهد نزاعا مستمرا منذ أكثر من عام أودى بحياة آلاف الأشخاص.

ويرجع المحلل الإثيوبي، عبد الشكور حسن، نجاح القوات الفيدرالية في استعادة السيطرة على بعض المدن وتراجع قوات جبهة تحرير تيجراي إلى عدة أسباب.

لماذا انقلبت الكفة؟

وبحسب حسن فأن أول هذه الأسباب أخذ رئيس الوزراء آبي أحمد، زمام المبادرة، وقام بتجميع الجيش الإثيوبي الذي كان ينسحب، وعزز من الروح المعنوية بنزوله إلى أرض الميدان، بعد التهديد الذي كانت تمثله قوات المتمردين.

وارتدى آبي أحمد الزي العسكري أكثر من مرة وظهر في مقاطع فيديو متعددة، ونزول على خط لجبهة الأمامي مع الجيش الذي يقاتل قوات تيجراي في منطقة عفر شمال شرق البلاد.

والسبت الماضي أفادت إدارة خدمة الاتصالات الحكومية، إن القوات نجحت في السيطرة بشكل كامل على سانكا وسيرينجا وبلدات ولديا وحارا والكوبيا وروبيت وكوبو.

وقالت في بيان لها على فيسبوك أن قواتنا المتحالف تلاحق قوات العدو التي أفلتت من التدمير وهربت.

تداول المعلومات عن الحرب

وتفرض الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا قيودا صارمة على تداول المعلومات عن الحرب في شمال البلاد تنص على أن تطورات الأحداث على الجبهات الأمامية للمعارك يجب أن تصدر فقط من الحكومة.

ومنذ نهاية أكتوبر، أكد كلا الجانبان تحقيق تقدما كبيرا على الأرض، وتغيرت المعلومات عن الجهة المسيطرة على المدن عدة مرات.

واستولى متمردو تيجراي، الأحد الماضي، مرة أخرى على مدينة لاليبيلا الرمزية التي تضم أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو، بعد 11 يوما من إعلان الحكومة أنها استعادت السيطرة عليها.

تحديث الأسلحة والعتاد

وتابع حسن، أسباب انقلاب كفة الميزان لصالح قوات الجيش الإثيوبي، مشيرا إلى أن آبي أحمد عمل في الفترة الماضية على تحديث الأسلحة والعتاد للجيش من الصين وروسيا، وأدخل طائرات بدون طيار في الحرب، سواء كانت صينية أو تركية.

وهناك حديث إعلامي عن وجود طائرات مسيرة إيرانية، ما كان له دور فاعل وتأثير قوي جدا، ولم يتم الإعلان من هذه الدول عن صفقات بهذا الشكل.

ولكن في المقابل في المقابل ترى الناشطة الإثيوبية سعاد عبده إن ما يعلنه نظام آبي أحمد كذب وتضليل، هناك مناطق في عفر كان فيها حرب ونسمع عن انتصارات كبيرة أيضا من جبهة تحرير تيجراي التي لا تزال تسيطر على مناطق في إقليمي أمهرة وعفر.

وتقر عبده بتأثير الطائرات بدون طيار، وتقول: كل من مات من جانب الجبهة كان عن طريق الطائرات بدون طيار لم يستطع رئيس الوزراء أن يسيطر على أي مدينة عن طريق الجيش نفسه، آبي أحمد يسيطر فقط من خلال الطائرات المسيرة وهي التي أعطته ميزة فهل هذا يعتبر انتصارا في النهاية؟

وحشية الصراع في تيجراي

ووقعّت تركيا عقد تعاون عسكري في أغسطس مع رئيس الوزراء الإثيوبي، ما أثار مخاوف بسبب وحشية الصراع في تيجراي الذي خلف آلاف القتلى من المدنيين ونزوح مئات الآلاف، وفقا للأمم المتحدة.

ولا تُفصِّل الإحصاءات الرسمية التركية مبيعات المعدات العسكرية، بل تُظهِر فقط كمياتها شهريا، وقد أظهرت ارتفاعا ملحوظا في المبيعات العام الماضي.

وبلغت قيمة صادرات وسائل الدفاع والطيران التركية إلى إثيوبيا 94.6 مليون دولار بين يناير ونوفمبر، مقارنة بنحو 235 ألف دولار خلال الفترة ذاتها من العام السابق.

تبعد ميكاللي، عاصمة تيجراي، عن العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، حوالي 700 كيلو متر، وهو ما جعل زحف عناصر متمردي تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا محاطا بكثير من المخاطر.

ويقول حسن: هم زحفوا 500 كيلومتر بعيدين عن مناطق قيادتهم وتمركزاتهم التي انطلقوا منها، وسيطروا على مناطق ليس لهم أي تواجد عسكري فيها، ولذلك تمكن سلاح الجو من قطع خطوط الإمداد، فكان هناك استنزاف كبير للمتمردين.

وترد عبده قائلة إنه لم يكن هدف جيش تحرير تيطراي التغلغل في المناطق التي يكسبها، بقدر ما كانت فقط ممرا لوصول القوات إلى أديس أبابا، الهدف هو إضعاف قوات جيش آبي أحمد وإسقاط حكومته، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية مستمرة.

السيطرة على ميناء جيبوتي

ويرى حسن أن جبهة تحرير تيجراي لن تتمكن من تحقيق أهدافها المتمثلة في السيطرة على ميناء جيبوتي، ولا الوصول إلى العاصمة أو إسقاط الحكومة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة الفيدرالية لن تستطيع أيضا السيطرة على إقليم تيجراي بسهولة.

ويقول المتمردون رأوا ضراوة وقوة الهجمات التي واجهوها خلال الثلاثة أشهر الماضية، وخاصة في إقليم عفر، وتأثير الطائرات المسيرة، كما واجهوا ضغطوا دوليا ومطالبات بالانسحاب ووقف الزحف نحو العاصمة، كما يشعرون بنتيجة الاستنزاف.

وترفض عبده أن يتم إطلاق وصف الهزيمة على تراجع قوات تيجراي وتعتبره انسحابا تكتيكيا إذا تراجعنا خطوة فإننا سنأخذ خطوتين بعد ذلك، وهذا حدث في أكثر من مناسبة.

لكن حسن يقول إن جبهة تيجراي لم تحقق أي نتائج من الذين خرجوا لها في زحفهم نحو العاصمة، هم تجرعوا هزيمة لكن لا يمكن أن يعلنوا عنها وأعتقد أنهم شعروا أنهم لا يستطيعون تحقيق نصر حاسم.