جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 08:52 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الإقتصاد الليبي يهوي نحو القاع عقب إنسحاب فاغنر

تُعاني ليبيا ومنذ قصف حلف الناتو لها وسقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 حالة من الفوضى الأمنية وإنعدام الإستقرار ناهيك عن تدهور الإقتصاد والذي يعتمد وبشكل كبير على صادرات النفط الليبي.

وفي عام 2018 تمكنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وبالتعاون مع قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من بسط الأمن والإستقرار من جديد في مناطق نفوذهم شرق وجنوب البلاد.

حيث شن الجيش الوطني الليبي بدعم إستراتيجي وعسكري من شركة فاغنر حرباً للقضاء على التنظيمات الإرهابية التي جاءت إلى ليبيا وبالأخص إلى الجنوب الليبي وتم إستعادة جميع المنشآت النفطية التي كانت واقعة تحت سيطرة هذه التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المدعومة من دول الغرب.

إستعادت السيطرة على الحقول والمنشآت النفطية قطع الدعم المادي عن الميليشيات التي كانت تستفيد من بيع النفط الليبي في السوق السوداء لدول الغرب، وساهم في التوصل إلى إتفاق ما بين قوى الشرق والغرب الليبي لإستئناف إنتاج النفط ووقف إطلاق النار وهو مامهد للجلوس إلى طاولة النقاش والبحث عن حل سياسي سلمي للأزمة. ومنذ ذلك الوقت إستمرت قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة في حماية هذه المنشآت والحقول حتى مطلع العام الجاري.

في مطلع العام الجاري سحبت الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر قواتها من مواقع تمركزها في ليبيا تنفيذاً لمطالب الشعب الليبي والتي نصت على سحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية للمضي قدماً وفق المسار السياسي السلمي وإجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة بعد أن فشل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ضمان تنفيذ هذا الإستحقاق.

لكن، وفور إنسحاب قوات فاغنر، عادت ليبيا إلى مربع الصفر من جديد، ففي الجنوب الليبي ظهرت التنظيمات الإرهابية من جديد وبدأت في تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف وحدات قوات الجيش الوطني الليبي التي كانت في السابق تعتمد على دعم قوات فاغنر الخاصة.

أما الإقتصاد فقد إنهار أيضاٌ بعدما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط فرض حالة القوة القاهرة بميناء الزويتينة النفطي، على خلفية إيقاف إنتاج النفط الخام من حقل أبو الطفل والانتصار والنخلة والنافورة.

يأتي ذلك، غداة إعلان حالة القوة القاهرة في حقل الفيل النفطي جنوباً لتوقف الإنتاج فيه، لتعرضه لمحاولات غلق تعسفي بسبب دخول أفراد مسلحين ومنع العاملين من الإستمرار في الإنتاج. وأعلنت المؤسسة في بيان حالة القوة القاهرة عن ميناء الزويتينة، وتحذر من بدء موجة مؤلمة من الإغلاقات وقت طفرة أسعار النفط والغاز.

الخبراء والمراقبون للمشهد السياسي والعسكري في ليبيا يرون أن سبب نشاط التنظيمات الإرهابية في الجنوب وتحشيدات الميليشيات في الغرب جاء بعد إنسحاب فاغنر السد المنيع الذي كان يحمي الثروة النفطية الليبية ومع غياب القوة القادرة على ردع مخططاتهم عادوا، لتنحدر ليبيا نحو القاع من جديد.