جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 01:50 صـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اشتباكات طرابلس دقت جرس الانذار من مستقبل مخيف ينتظر المدينة

اشتباكات مسلحة طرابلس
اشتباكات مسلحة طرابلس

عاشت العاصمة الليبية، طرابلس ليلة على وقع أصوات المدافع الثقيلة، إثر اشتباكات بين المليشيات في طرابلس، والتي دقت جرس الإنذار من مستقبل مخيف ينتظر المدينة التي يسيطر عليها المسلحون.

اشتباكات طرابلس

فبين قتيل وجريح وإغلاق طرق وجامعات، وإعلان النفير العام، كانت العاصمة طرابلس على موعد مع واحدة من أعنف، الاشتباكات، التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المليشيات والمدنيين.

بعد تحشيدات مسلحة واستنفار الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية، اندلعت اشتباكات وُصفت بالعنيفة في مناطق باب بن غشير وشارع الزاوية وسط طرابلس، بين مليشيات جهاز دعم الاستقرار بقيادة عبدالغني الككلي، المعروف باغنيوة التابع للدبيبة، ومليشيات الكتيبة 77 بقيادة المليشياوي هيثم التاجوري.

وبحسب مصادر ليبية، فإن القتال العنيف الذي اندلع البارحة ما زال مستمرًا حتى السبت، مشيرة إلى أن المسلحين تبادلوا إطلاق النار بكثافة، بينما دوت أصوات انفجارات عالية في أنحاء المدينة.

من جانبه، أكد عميد بلدية طرابلس المركز إبراهيم الشبلي، أن الاشتباكات ما زالت مستمرة إلى هذه اللحظة في بعض شوارع العاصمة، مشيرًا إلى أن الوضع مأساوي في شارع الزاوية وسيدي خليفة وباب بن غشير، حيث تضررت بيوت المواطنين وسياراتهم، تضررا بالغًا.بلدية طرابلس المركز، أكدت في بيان اطلعت الديار على نسخة منه، أنها فوجئت باشتباكات في قلب العاصمة من قِبل من لا يعبأون بحياة المدنيين ولا ممتلكاتهم، مشيرة إلى أن هذا الأمر نتيجة سوء إدارة الدولة من الجهات التشريعية والتنفيذية، ورغبتها في الاستمرار بالحكم وتأجيل الانتخابات إلى ما لا نهاية .

وبينما دعت بلدية طرابلس المركز من وصفتهم بـ«الحكماء» والمواطنين والمجتمع الدولي إلى تجنُّب لغة التحشيد والتهديد، أشارت إلى أن المجلس البلدي وسكان طرابلس المركز يحملون البرلمان والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي والحكومتين مسؤولية تردي الأوضاع في العاصمة.

وطالبت المجتمع الدولي بحماية المدنيين في ليبيا، داعية السكان إلى الوقوف يدًا واحدة ضد هذه التعديات التي أصبحت تعرض حياتهم للخطر.

جرحى وقتلى

وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، وفاة الفنان الكوميدي مصطفى بركة، أثناء وجوده في محيط مقر سكنه، بشارع الزاوية، إثر إصابته برصاصة طائشة، نتيجة الاشتباكات الدائرة، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات تلقت بلاغًا بإصابة سيدة في شارع المعري، بينما لم تتمكن فرقها من الوصول إليها، بسبب الاشتباكات.

وأعلنت جامعة طرابلس في بيان مقتضب إيقاف الدراسة وتعليق الامتحانات إلى السبت، بينما قال مراقب تعليم بلدية عين زارة محمد القبايلي، في تصريحات صحفية، إن الساعات المقبلة ستحدد مصير الامتحانات، مشيرًا إلى أنه إذا استمرت الاشتباكات على ما هي عليه ستؤجل، وإذا انتهت ستستمر.

هل يدخل باشاغا طرابلس؟

سؤال اختلف محللون ليبيون فبينما قال فريق إن رئيس حكومة الاستقرار لن يستطيع الدخول إلا إذا مُنح الضوء الأخضر من تركيا وأمريكا، قال آخرون إن باشاغا لديه فرصة ذهبية، عليه أن يستغلها.

وقال المحلل الليبي كامل المرعاش، إن باشاغا تأخر كثيرًا، في انتظار الضوء الأخضر التركي الأمريكي، مشيرًا إلى أنه وجد نفسه أمام الأمر الواقع، إما أن يدخل طرابلس ويواجه مليشيات عبدالحميد الدبيبة، وإما الخروج من المشهد، والبقاء مهمشًا.

وأوضح المحلل الليبي، أن باشاغا اختار المواجهة العسكرية التي فرضها الدبيبة، لتخليص العاصمة من سيطرة المليشيات المسلحة، المتحالفة مع دول تستفيد من الفوضى ولا تريد لها نهاية.

وعن فرص باشاغا، قال المحلل الليبي إن الميزان العسكري في صالح فتحي باشاغا، خاصة إذا استعان بقوات الجيش الليبي في تأمين العاصمة بعد دخولها.

وأشار إلى أن خطوة كهذه ستعد حاسمة، في محافظته على العاصمة طرابلس، بعد دخول المسلحين الموالين له طرابلس، مؤكدة أنه من دون مساعدة الجيش الليبي لن يستطيع السيطرة وفرض الاستقرار ونزع سلاح الميليشيات، وملاحقتها في حالة هروبها إلى مناطق خارج العاصمة.

وعن دخول السفير الأمريكي على خط المواجهة، بسسلسة تغريدات عن الوضع في طرابلس، قال المحلل الليبي إن السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند ما زال مستمرًا في الموقف الضبابي، الذي يخدم -بطبيعة الحال- استمرار الفوضى.

كان السفير الأمريكي، قال عبر تويتر، إنه ناقش ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أهمية تجنُّب الاشتباكات العنيفة في طرابلس وضرورة وقف التصعيد، مشيرًا إلى أنهما اتفقا على الحاجة الملحة لوضع اللمسات الأخيرة على قاعدة دستورية والتقدم نحو الانتخابات، وكذلك على أهمية اتخاذ الخطوات لتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة عائدات النفط الليبي.

دخول طرابلس

المشهد الحالي معقد، فهناك محاولات غير مجدية لدخول طرابلس، يقف في وجهها الوجود التركي، واستقواء الدبيبة بأموال البنك المركزي ومحافظه الصديق الكبير، مشيرًا إلى أن تلك التحديات يحاول باشاغا التغلب عليها، عبر وعود بالعفو عن الأطراف التي تتخلى عن دعم الدبيبة.

المحلل السياسي الليبي العربي الورفلي، وافق الجدل في رؤيته، مؤكدًا أن باشاغا لن يدخل طرابلس، مشيرًا إلى أن الأمور صعبة عليه، خاصة مع التحذيرات التركية.

وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن التحذيرات المستمرة من باشاغا فقاعات إعلامية، بينما السيطرة على الأرض لحكومة الدبيبة، المدعومة بالمال الفاسد والمليشيات، مشيرًا إلى أن الوضع على ما هو عليه ولا حديث عن انتخابات، كون الاستحقاق الدستوري يتعارض مع مصالحهم، في إشارة إلى تنظيم الإخوان وحكومة الوحدة الوطنية.