جريدة الديار
الإثنين 29 أبريل 2024 03:33 صـ 20 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عصر: القمة العربية الصينية خروج من شبح التبعية الأمريكية

وائل حسن
وائل حسن

قال الدكتور وائل حسن عصر نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة: إن القمة العربية -الصينية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياضي، تأتى خروجا من شبح التبعية الأمريكية إلى آفاق المصلحة العربية المشتركة، وتأتى اتساقا مع المحاولات العربية وخاصة المصرية والسعودية والإماراتية نحو إعلاء المصالح الدولية المشتركة القائمة على الاستقلال والمنفعة بين الأطراف المشتركة.

وأضاف: إن القمة العربية-الصينية والتي انطلقت أعمالها اليوم في العاصمة السعودية، الرياض، هي دليل على تنامى الدور الصيني في الشرق الأوسط، وعلى تعميق العلاقات مع دول الخليج التي تجاوزت حقبة النفط‪.

حيث سيعقد الزعيم الصيني، شي جين بينغ، سلسلة من الاجتماعات التي تجمع رؤساء دول من جميع أنحاء الشرق الأوسط، هي ليست قمة واحدة بل ثلاث قمم، قمة "سعودية-صينية"، و"خليجية-صينية"، و"عربية-صينية"، وجميعها تهدف إلى تعميق العلاقات الصينية مع منطقة الخليج التي نشأت منذ عقود، والتي بدأت بشكل ضيق كمحاولة لتأمين النفط.

ومنذ ذلك الحين تطورت إلى علاقة أكثر تقدمًا شهدت مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا ومشاريع البنية التحتية. والتطورات العالمية الأخيرة، والتشكك في جدية الدعم الأمريكي دفع الدول الخليجية إلى أن ترى الصين شريكًا تزداد أهميته لها.

وأوضح نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة، أن القمة ترسل رحلة الزعيم الصيني "شي" رسالة مفادها أن نفوذ الصين في المنطقة يتزايد، من الواضح أن الصين تريد استغلال الموقف مع تراجع العلاقات بين واشنطن ودول الشرق الأوسط.

في الوقت الذي يقول فيه المسؤولون الأمريكيون إنهم يريدون جعل الشرق الأوسط أقل أولوية، مع تركيز الموارد الدبلوماسية والعسكرية على آسيا وأوروبا‪.

لا شك أن هذه القمة سوف تؤسس لبداية مهمة واستثنائية في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين‪.

وأضاف أنه ومن خلال جدول أعمال القمة نستطيع فهم أن التعاون الاقتصادي والتنموي العربي-الصيني أصبح أمام آفاق كبيرة ومفتوحة، في ظل ظروف دولية تشهد اضطرابًا، وتمر بمتغيرات كبيرة، تتطلب بذل المزيد من الجهود لرسم استراتيجية تعاون تؤسس لمستقبل جديد، وإعادة صياغة الواقع الدولي متعدد الأقطاب، ورفض فكرة القطب الواحد، وهي فرصة واعدة للغاية، لاسيما أنها تلقى اتفاقًا وترحيبًا بين الجانبين: العرب والصين‪.

ولفت إلى أن الصين تحتاجنا كما نحتاجها، فهي أكبر مستورد للنفط الخام عالميًاً، وهى تستورد نصف احتياجاتها من البلدان العربية، فهناك 5 دول خليجية من بين أكبر 10 دول موردة للنفط إلى الصين (السعودية، العراق، عمان، الكويت، الإمارات)، وتعد السعودية البلد الأكبر في تصدير واردات الصين من النفط، وقد شكلت وحدها 17.4% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام فى عام 2021‪.

وقال نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة: إن الصين تحتاج البلاد العربية الإفريقية كذلك، فهي تسعى بكل الطرق لتعزيز اهتمامها بهذه المنطقة لأسباب اقتصادية، منها مبادرة «الحزام والطريق»، حيث أنشأت بكين شراكة استراتيجية شاملة مع الجزائر ومصر عام 2014، وشراكة استراتيجية مع المغرب في عام 2016، وبجانب الجزائر والمغرب ومصر، تسعى أيضًا إلى توطيد علاقاتها التجارية مع تونس وليبيا.

حيث شهد عام 2018 توقيع مذكرات تفاهم في إطار المبادرة كذلك‪.فالدول العربية تحتاج الصين ولا شك في ذلك، حيث تعتبر بكين الشريك التجاري الأكبر للأقطار العربية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 330 مليار دولار أمريكي في العام المنصرم 2021، بزيادة بلغت 37% عن العام الذي سبقه