طفل فلسطينى يولد من رحم شهيدة

تداول رواد السوشيال ميديا مقطع فيديو يظهر ولادة طفل فلسطينى من رحم أمه بعد استشهادها وسط القصف فى غزة، ونال المقطع إعجاب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل الفيديو مشهدا ليس بغريب على غزة وأهلها، حيث أظهر نجاح الأطباء فى توليد سيدة استشهدت فى قصف اسرائيلى لغزة، وخرج جنينها من رحمها حى، فى مشهد يعكس معنى الصمود الفلسطينى حتى فى الأجنة داخل الارحام!

عن مدى إمكانية ولادة الطفل من رحم ام متوفاة، وفرص بقائه على قيد الحياة، تحدثنا مع الدكتور حسام الشنوفى أستاذ النساء والتوليد بقصر العينى، الذى قال فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إن الولادة لدى الأم المتوفاة تحكمها السرعة، فتوقف عضلة قلب المريضة الحامل يستلزم ولادتها بأقصى سرعة، بحد أقصى عشر دقائق يمكن للجنين فيها بقاءه فى رحم أمه بعد وفاتها، وذلك لأنه لا يمكنه تحمل نقص الاكسجين أكثر من هذه الدقائق، ووجوده أكثر من هذا الوقت يرفع فرص إصابته بنقص الأكسجين فى المخ، وإصابته بالإعاقات الذهنية المخية المختلفة، وكذلك الوفاة.

وأوضح دكتور حسام أن تقنية توليد الطبيب للأم التى توقفت لديها عضلة القلب، أحد أهم العمليات القيصرية المتعارف عليها فى علم الولادة والتى تصبح فى تلك الحالة عاملا مساعدا لإنعاش قلب الأم، التى توقفت عضلة قلبها دون سبب مرضى أو بسبب التعرض لحادث أو غيره، وبعض الأمهات تعاود بالفعل عضلة قلبها للعمل بمجرد الولادة لأنها تعمل على تحفيز العضلة.

وتابع أستاذ النساء والتوليد حديثه مشيرا إلى أن الجنين الذى يولد فى مثل هذه الأجواء من رحم ام متوفاة، لابد من عرضه على استشاريين متخصصين فى حديثى الولادة، لفحص تنفسه وحالة رئتيه وعلاماته الحيوية.

وأضاف دكتور حسام أنه يجب توليد الأم فور تعرضها لمشكلة أدت لتوقف عضلة القلب أيا كانت، حتى وإن كان الطفل مبتسرا أي لم يكمل السبعة وثلاثين أسبوعا داخل الرحم، أى قبل بلوغ الحامل شهرها التاسع، ولكن فى هذه الحالة، أى فى شهر الحمل السابع أو الثامن، ترتفع فرص احتياج هذا الجنين إلى الحضانات بعد الولادة.