جدارية سبايدر مان لدعم الطفل ياسين: دعم مجتمعي أم إعاقة للتعافي؟

في إطار من التضامن المجتمعي الواسع، ظهرت جدارية فنية في شوارع مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، تحمل رسالة دعم قوية للطفل ياسين، ضحية واقعة الاغتصاب الشهيرة بمدرسة الكرمة الخاصة. الجدارية، التي رسمها الفنان الشاب محمود عنكل، تُظهر شخصية "سبايدر مان" بطلًا متحديًا، مع عبارة مؤثرة تُعبر عن دعم المجتمع للقضية. هذا التحرك الفني يُجسد روح التضامن والتكاتف مع الطفل وأسرته، وسط مطالبات بالعدالة وغلق المدرسة المتورطة في القضية.
تعكس الجدارية صورة رمزية للطفل ياسين مفادها أنه أقوى من الجاني، إذ تُظهره في هيئة بطل خارق يقف متحديًا واضعًا يديه في جيوبه بثقة أمام صورة باهتة وأصغر حجمًا للمتهم خلف القضبان، ولم تكن الرسمة الجرافيتية هي التحرك الوحيد من أهالي البحيرة لدعم ياسين، حيث نفذ جمهور نادي دمنهور «التيفو» في مباراتهم أمام «الأوليمبي» فكرة مماثلة تبعث رسالة طيبة إلى الطفل.
وخارج حدود المحافظة، احتفل لاعب النادي الأهلي إمام عاشور بقميص «سبايدر مان» خلال مباراة بتروجيت أمس الأربعاء، وذلك تضامنًا مع القضية التي باتت تمثل رأيًا عامًا بعد الحكم بالمؤبد على المتهم.
وبجانب الحفاوة التي قُوبلت بها الرسمة الجرافيتية، أبدى بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تحفظهم على الفكرة معتبرين أن استمرار الحديث عن الواقعة قد يُعرقل تعافي الطفل نفسيًا، وكتب أحدهم على صفحته الشخصية: «الولد لازم ينسى اللي حصله.. مش لازم نفضل نفكره كل لحظة».
وارتفعت أصوات تطالب بغلق مدرسة الكرمة ومحاكمة مسؤولين فيها، على خلفية اتهامات بتواطؤ محتمل في الجريمة، وفقًا لما ذكرته أسرة الطفل.
وبين دعم مجتمعي واسع ورغبة في النسيان، تبقى قضية ياسين واحدة من أبرز القضايا الإنسانية التي لامست الرأي العام المصري مؤخرًا، لتفتح باب النقاش حول العدالة، والاستشفاء من الصدمات النفسية لدى الصغار ومدى صمود الذاكرة المجتمعية في وجه النسيان.

