الضفة الغربية تحتفل بعيد الأضحى وسط التوتر والحصار

أدى المواطنون في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم الجمعة، صلاة عيد الأضحى المبارك في المساجد والساحات العامة، رغم التصعيد الإسرائيلي المستمر، والحصار الخانق المفروض على مناطق عدة، لاسيما في شمال الضفة.
ففي ظل العدوان المتواصل على مخيمات جنين وطولكرم منذ 21 يناير/كانون الثاني، الذي شهد عمليات عسكرية مكثفة أسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، واعتقال ونزوح الآلاف، ومنع عشرات العائلات من زيارة مقبرة المخيم في جنين، أصر الأهالي على أداء الصلاة تعبيرًا عن الثبات والصمود.
وفي مدينة بيت لحم، احتشد آلاف الفلسطينيين في ساحة مسجد عمر بن الخطاب، المحاذي لكنيسة المهد، لأداء صلاة العيد، في مشهد يعكس وحدة الشعب وتلاحمه رغم المحن.
أما في الخليل، فأدى المصلون الصلاة في المسجد الإبراهيمي، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، تضمنت إغلاق الحواجز المحيطة بالبلدة القديمة، ورفض قوات الاحتلال فتح الباب الشرقي للحرم للمرة السابعة هذا العام. وقد أكد القائمون على الحرم رفضهم استلامه منقوصًا، تمسكًا بموقفهم الرافض لأي انتقاص من حقوقهم الدينية والتاريخية.
وفي وقت مبكر من فجر العيد، نفذت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات في عدة مدن بالضفة الغربية، أسفرت عن اعتقالات جديدة، لتضاف إلى سجل متصاعد من الاعتداءات والانتهاكات.
حرب إبادة
وبالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، صعّدت سلطات الاحتلال ومستوطنيها من اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 973 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفًا.
أما في غزة، فقد خلف العدوان المتواصل أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وسط مأساة إنسانية تتفاقم مع الحصار والمجاعة والدمار الشامل، رغم كل نداءات وأوامر محكمة العدل الدولية لوقف الحرب.