جريدة الديار
الأربعاء 25 يونيو 2025 08:10 مـ 29 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

وزيرة البيئة تكرم رواد السياحة البيئية في شرم الشيخ في افتتاح مشروع تطوير الغرقانة

قامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة واللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، بتكريم عدد من رواد مستثمري القطاع الخاص بمجال السياحة في التنمية المستدامة بمدينة شرم الشيخ، وذلك خلال إحتفالية نظمها مشروع جرين شرم التابع لوزارة البيئة بحضور السيد اليساندرو فراكستي المُمثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والنائب جيفارا الجافي نيابة عن الأستاذ حسام الشاعر رئيس إتحاد الغرف السياحية، و الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، و المهندس محمد عليوه مدير مشروع جرين شرم و مُمثلي قطاع السياحة في مصر ورجال الأعمال، و ذلك في إطار زيارتها لمدينة شرم الشيخ لإفتتاح مشروع تطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق، أحد المشروعات الرائدة ضمن أنشطة مشروع “جرين شرم”.

أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن الحكومة المصرية بذلت جهوداً كبيرة لتجعل و مدينة شرم الشيخ مدينة خضراء يحتذى بها و لا تقتصر على كونها مجرد مدينة جميلة تستضيف أكبر الفاعليات والمؤتمرات الدولية، وذلك من خلال منظومة كبيرة مُرتبطة ببعضها البعض سواء طاقة، نقل، منظومة إدارة مُخلفات، تنوع بيولوجي، و في قلب هذا الإنسان المدرك الواعي القادر على حماية و حفظ و صون الموارد بما يحقق التنمية المنشودة، موضحةً أن مشوار إعلان شرم الشيخ خضراء مر بالعديد من الإجراءات ، فعندما تم إعلان تحويلها لمدينة خضراء بمؤتمر المناخ COP27، أثبتنا للعالم أننا قادرون من خلال عمليات التحول على مدار ٣ أعوام .

و لفتت وزيرة البيئة، إلى أن القطاع الخاص شريك هام و ضروري لتحقيق الإستدامة، و الدور الكبير لأصحاب الفنادق و الشركات الذين قاموا بتركيب الأجهزة الخاصة بالطاقة الشمسية، و واجهوا العديد من التحديات و الصعوبات أهمها تحدي الوقت ولكنهم أثبتوا أنهم على قدر المسئولية، كانوا يد بيد معنا في كل خطوة، مُشيرةً إلى القطاع المصرفي الذي قدم قروضًا مُيسرة ليُمكِن القطاع الخاص في مجال السياحة ليقوم بهذه المُهمة.

و أشارت وزيرة البيئة، إلى أن تمكين القطاع الخاص تطلب خلق فرص و بدائل و مبادرات التحول الأخضر الذي يجب أن يكون تحول عادل، بحيث لا يكون مُجحف من الناحية المالية مما يشكل ثقل على القطاع الخاص، مُشيرة إلى تشجيع القطاع الخاص على الإستمرار لتصبح شرم كلها مباني تعمل بالطاقة الشمسية، و الإستفادة من المبادرة الخاصة بوزارة السياحة والمتعلقة بالسياحة المستدامة و البيئية، لتوفير قروض ذات الفائدة البسيطة كأحد الحلول لاستكمال المشوار.

و فيما يخص الطاقة، أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن تقرير الإبلاغ الوطني الذي قدمته مصر في ديسمبر ٢٠٢٤ أوضح أن مصر تطمح إلى الوصول إلى ٤٢% من مزيج الطاقة تكون من الطاقات الجديدة و المتجددة في جمهورية مصر العربية بحلول عام 2030، لافتةً إلى وصول مصر لحوالي 37% من الهدف الذي كان مقرر عام 2022، و أكدت أن الطاقة الجديدة و المُتجددة تتميز بالمُساهمة في خفض الإنبعاثات الخاصة بتغير المناخ، و الأهم إتاحة فرص واعدة للقطاع الخاص وخلق وظائف جديدة، و أيضًا عائد إقتصادي بتقليل الفاتورة الخاصة بالكهرباء، و قد قدمت الحكومة المصرية مشروعاتها المُستقبلية في مجال الطاقة الجديدة و المُتجددة حتى عام 2030 ، وهذا يعنى أن مصر تسير في المسار الصحيح، فالحكومة تحاول توفير الدعم و التمويل والقطاع الخاص شريك رئيسي لكي نستطيع تنفيذ تلك المنظومة بنجاح.

و تقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد، بالشكر لمحافظ جنوب سيناء على دعمه المُستمر لمحميات مصر الطبيعية، كما تقدمت بالشكر للمُمثل المُقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و الذي كان دائمًا بمثابة عضو من عائلة وزارة البيئة و ليس شريك فقط و خاصة في اللحظات الصعبة، و ساهم في تسريع و تسهيل كافة الإجراءات و الأعمال الخاصة بتحويل المدينة لمدينة خضراء.

و أعربت وزيرة البيئة، عن بالغ شكرها للأستاذ حسام الشاعر رئيس إتحاد الغرف السياحية و الذي شارك وزارة البيئة في رحلتها التي إستطاعت من خلالها تحويل التحدي إلى فرصة، خاصة في محمية رأس محمد، حيث آمن بفكر وزارة البيئة و بادر بالإستثمار في أنشطة المحمية ليساعد في تعزيز فكر الاستدامة في تطوير المحميات من خلال الاستثمار في تنفيذ الأنشطة المختلفة بها، بما يحقق التوازن بين البيئة و التنمية.

و شددت وزيرة البيئة، على إستكمال المشوار للحفاظ على موارد مصر الطبيعية، مُعربةً عن ثقتها في مواصلة النجاح لإعلان مدن جديدة خضراء.

من جانبه أعرب اللواء دكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، عن سعادته بالمشاركة في الإحتفاء بشركاء حقيقيين لمسيرة التحول الأخضر في مدينة شرم الشيخ، من مؤسسات وطنية و دولية، و من رواد القطاع الخاص الذين آمنوا بفكرة “السياحة المُستدامة” و قدموا نماذج ناجحة على أرض الواقع، مُشيرًا إلى أن لحظة تكريم اليوم ليست لأفراد أو جهات فقط، بل نكرّم رؤية و مسارًا جديدًا تتبناه الدولة المصرية لتحويل مدنها إلى بيئة نظيفة، ومجتمع واعٍ، و إقتصاد مُستدام، و ذلك في إطار إستراتيجية مصر للتنمية المُستدامة “رؤية 2030”، و بما يتسق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المُستدامة، التي تُشدد على أهمية الشراكات و التكامل بين القطاعين العام والخاص.

و خص محافظ جنوب سيناء، بالشكر و التقدير الأستاذ حسام الشاعر، رئيس إتحاد الغرف السياحية، و النائب جيفارا الجافي الذي يُمثله اليوم و ما يمثلونه كنماذج مشرفة لدور القطاع السياحي و للقطاع الخاص في دعم جهود الدولة للتحول البيئي، كما وجه الشكر لكل المُستثمرين الذين كانت لهم بصمة واضحة في إنجاح مشروع “جرين شرم”، و هو ما أهل مدينة شرم الشيخ لتكون أول مدينة مصرية تنضم لشبكة ICLEI العالمية للمدن المُستدامة، مُشيرًا إلى أن مشروع "جرين شرم" كان في قلب تلك العملية، و الذي يستهدف تحول "شرم الشيخ" لأول وجهة سياحية خضراء و مُستدامة في مصر، من خلال تطبيق إستراتيجية للتنمية المُستدامة للمدينة تستهدف خفض الإنبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية.

و دعا محافظ جنوب سيناء، القطاع الخاص و الشركاء لتنظيم ورش عمل يكون هدفها خدمة المواطنين و إشراكهم في خطة التنمية المُستدامة و تحقيق أعلي إستفادة من المُتحقق في طريق الإستدامة، مُؤكدًا على مواصلة البناء على ما تحقق، و العمل على التوسع في نشر الوعي البيئي، و نقل هذه التجربة الناجحة إلى باقي مدن المحافظة، لترتقي جنوب سيناء بكاملها إلى مستوى طموحات الدولة المصرية في التنمية المُستدامة.

و من جهة أخرى، أعرب السيد أليساندرو فراكاسيتي المُمثل المُقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن سعادته بالإنجاز الذي تحقق بالتنسيق مع محافظة جنوب سيناء، و بتمويل و مشاركة فَعّالة من القطاع الخاص، و الذي ساهم في زيادة سعة الطاقة الشمسية في شرم الشيخ بأكثر من عشرة أضعاف، لافتًا إلى أن هذا الإنجاز تم تحقيقه من خلال حشد شبكة واسعة من الشركاء على الصعيدين الوطني و الدولي شملت كلاً من وزارات الخارجية و الصناعة و الكهرباء، بالإضافة إلى شركاء التنمية مثل الإتحاد الأوروبي و اليابان و مرفق البيئة العالمية.

و أشار السيد إليساندرو، إلى أهمية تحول الفنادق نحو إستخدام الطاقة النظيفة المُتمثلة في الطاقة الشمسية لما له من أثر كبير على البيئة و صحة الإنسان، مُتطلعًا إلى تحول جميع فنادق شرم الشيخ للعمل بالطاقة المُتجددة، و فى نهاية كلمته تقدم السيد أليساندرو بالتهنئة للدكتورة ياسمين فؤاد على منصبها الجديد في منظمة الأمم المتحدة.

في حين، أكد المهندس محمد عليوه، أن برنامج "جرين شرم" يهدف إلى تحقيق تنمية خضراء مُستدامة في مدينة شرم الشيخ، من خلال تطبيق تكنولوجيات منخفضة الإنبعاثات و الحفاظ على الموارد الطبيعية، لنحصد اليوم نتاج عمل مُتواصل لأكثر من عامين بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و محافظة جنوب سيناء، و القطاع الخاص، و المجتمع المدني، و قد ثمن عليوة الدور الفاعل للقطاع الخاص، سواء من خلال المُساهمة في تنفيذ التطبيقات البيئية، أو من خلال الإستثمار في الطاقة النظيفة، حيث يعد تشجيع الإستثمار في مجال الطاقة الشمسية، أحد محاور مشروع جرين شرم لتبلغ القدرة الإجمالية للمشروعات المُنفذة 31 ميجاوات، حيث ساهم المشروع بتركيب أنظمة طاقة شمسية بقدرة 3,8 ميجاوات، بمنح بلغت 2,2 مليون دولار، كما قدم المشروع الدعم الفني لتركيب 11 محطة طاقة شمسية إضافية بقدرة إجمالية 3,6 ميجاوات.

و قد قامت وزيرة البيئة و محافظ جنوب سيناء بتكريم ١٠ فنادق تقوم بتنفيذ محطات شمسية ليصل عدد فنادق شرم الشيخ التي بها محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى أكثر من ٢٥ فندق في ظل إقبال مُتزايد من فنادق شرم الشيخ علي الإستثمار في الطاقة الشمسية لتوفير طاقة نظيفة و العمل على خفض تكلفة إستهلاك فاتورة الكهرباء، كما تم تكريم أحد سلاسل الفنادق لتخلصها من إستخدام زجاجات المياه البلاستيكية و إستبدالها بنظام قياسي داخلي لتنقية و تعبئة المياه في زجاجات يُعاد إستخدامها و أول فندق ينضم إلى مُبادرة التخلص من زيت الطعام المُستعمل.