لوفيجارو: آن أوان استيقاظ أوروبا لمواجهة أزمة الهجرة

قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن العالم كان يتوقع أن يسير حتماً نحو مزيد من الحرية والازدهار في ظل العولمة، لا سيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الستار الحديدي، الذي أنهى قرناً من الحروب...إلا أن بدايات القرن الحادي والعشرين كشفت زيف هذه التوقعات.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن حرية تنقل الأشخاص والبضائع بدت فكرة رائعة في أعقاب سقوط جدار برلين، حيث كانت أوروبا آنذاك تبني اتفاقية "شنجن". فالشيوعية التي قمعت الحريات كان يُفترض أن يؤدي سقوطها إلى إزالة الحدود، لكن تطبيق الاتفاقية فتح الباب أمام موجات من الهجرة غير المنضبطة.
وأشارت الصحيفة إلى الفقر والحروب وتغير المناخ كانت دائما أسباب في تدفق المهاجرين إلى القارة العجوز وهو ما لم تعد المجتمعات الأوربية قادرة على استيعابه.
واستطردت الصحيفة قائلة إن أوروبا، مطالبة بالاستيقاظ على مشكلة الهجرة حيث تعاني أنظمتها الاجتماعية من الانهاك وانعدام الأمن، والطائفية، وتصاعد التطرف.
وفي مواجهة هذا الواقع، بدأت العديد من الدول تشدد شروط منح حق اللجوء، ولم تعد إعادة فرض الضوابط الحدودية داخل الاتحاد الأوروبي أمرًا محرّمًا، ومن المفارقات أن برلين كانت أول من أعاد فرضها.. فبعد أن أغلقت أبوابها أمام الهجرة من بولندا بعد اندماجها في الاتحاد الأوروبي، لمكافحة الإغراق الاجتماعي، فتحت أبوابها للمهاجرين من سوريا وأفغانستان بعد عشر سنوات، مما خلق عامل جذب في جميع أنحاء أوروبا.
و في غضون ذلك، أدى انخفاض معدل المواليد ألمانيا إلى نقص في العمالة، ورفعت المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، بعد تحررها من نير الشيوعية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، من مستوى حرية التنقل بحيث أصبح مبدأ مقدسا.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى تصريح المستشار الألماني الحالي فريدريش ميرز، الذي قال إنه يريد "الحفاظ على منطقة شنجن"، ولكن "بشرط حمايتها من استغلال الهجرة غير الشرعية". وأضاف" لقد حان الوقت لذلك، لكن يبقى إقناع الدول السبع والعشرين بوضع حد لسذاجتها".