جريدة الديار
الأحد 17 أغسطس 2025 08:37 مـ 23 صفر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

وزارة البيئة تعقد اجتماعا موسعا بالشرقية للاستعداد لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة

عقد اليوم اجتماعا مُوسعًا برئاسة المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية بحضور المهندسة لبني عبد العزيز نائبي المحافظ واللواء عبد الغفار الديب سكرتير عام المحافظة ومحمد كجك السكرتير العام المساعد للمحافظة ، والدكتورة أمل إسماعيل رئيس الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، حسام أمين رئيس قطاع شئون الفروع بجهاز شئون البيئة ،والدكتور عصام عامر مستشار وزارة البيئة والدكتورة أميمة صوان مستشار جهاز تنظيم المخلفات ، والدكتور مجدي الحصري مدير عام الفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة بمحافظتي الشرقية والإسماعيلية، والدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، والدكتور محمد حسن المنسق الوطني لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى ، وعدد من رؤساء المراكز والمدن ومديري الإدارات الزراعية والأوقاف والكنيسة.

وهذا في إطار توجيهات الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة بوضع الاستعدادات اللازمة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة موسم 2025، بمختلف المحافظات وبداية منظومة عمل متكاملة بين الوزارات والجهات المعنية (البيئة والزراعة والتنمية المحلية ) وذلك للسيطرة الكاملة على التحديات التي تواجه القيادات التنفيذية خلال فترة عمل حصاد محصول الأرز وما يتم من ظاهرة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية مما يؤثر على جودة نوعية الهواء.

يأتي ذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية بتوفير بيئة نظيفة وآمنة للمواطنين حيث أوضحت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة أن تلك الاجتماعات الموسعة في المحافظات تهدف الى الوقوف على الاستعدادات والإجراءات الاستباقية لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لهذا العام ، وتحديد الأدوار والمسئوليات للجهات ذات الصلة وضمان فاعليتها وأضافت د. منال عوض أن نتائج جهود العمل في المنظومة شهدت زيادة وعى المزارعين بالأهمية الاقتصادية للقش وأضرار حرقه، حيث أصبح سلعة ذات قيمة اقتصادية مما أدى إلى انخفاض معدل الحرق المكشوف للمخلفات الناتجة عنه، كما زادت نسبة الكميات المجمعة من قش الأرز، وقد ساهمت المنظومة في خلق فرص عمل جديدة في المناطق الريفية، لصغار المزارعين، والمؤسسات الأهلية مما جعل من المنظومة قصة نجاح في مصر للتصدي للتغيرات المناخية.

و من جانبه، أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية خلال الاجتماع على ضرورة تضافر كافة الجهود والتنسيق والتكامل بين كافة الجهات المعنية للتصدي للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بالتوجيه نحو إعادة التدوير لإنتاج الأسمدة والأعلاف وخفض انبعاثات ملوثات الهواء، تنفيذاً للبروتوكول الموقع بين وزارتي الزراعة والبيئة للاستعداد لموسم قش الأرز ومواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها نهائياً والاستفادة من قش الأرز بدلا من حرقه.

كما أشاد المحافظ بجهود وزارات البيئة والتنمية المحلية والزراعة في اتخاذ خطوات وقائية مبكرة للحد من التلوث، مؤكدًا أن المحافظة رفعت درجة الاستعداد القصوى لموسم الحصاد، من خلال تنفيذ منظومة متكاملة للتخلص الآمن من المخلفات الزراعية، والحد من الحرق المكشوف، بالتنسيق مع رؤساء المراكز والمدن والأحياء، ومديرية الزراعة، وإدارة شؤون البيئة بالديوان العام.

و شدد المحافظ على أهمية التوعية بخطورة حرق المخلفات، والتأكيد على تخصيص مواقع تجميع بعيدة عن الكتلة السكنية والطرق الرئيسية، بما يحقق السلامة البيئية والصحية وتنظيم حملات توعوية استباقية من خلال المساجد والكنائس والجمعيات الزراعية وجهاز شؤون البيئة بالمحافظة لمواجهة تلك الظاهرة وحث الفلاحين على تجميع قش الأرز وتسليمه للمواقع التي تم تحديدها مسبقاً بكل مركز ومدينة لضمان عدم إقبال الفلاحين على عمليات حرق قش الأرز والذي يتسبب في انبعاث نوبات هواء ملوثة تؤثر على الصحة العامة للمواطنين ولإبراز القيمة الاقتصادية لقش الأرز مع مراعاة البعد الاجتماعي للفلاح.

وأشار أ. حسام أمين رئيس قطاع شئون الفروع بوزارة البيئة إلى أن عمليات تدوير قش الأرز تُسهم في إنتاج الأسمدة العضوية وإنتاج الطاقة الحيوية ومنتجات الحرف اليدوية وتوفير فرص عمل جديدة غير تقليدية للشباب لا سيما في المناطق الريفية ، بالإضافة إلى الهدف الأكبر وهو حماية البيئة من التلوث وصحة الإنسان من الأمراض ، لافتاً إلى أنه في حالة المخالفة سيتم تطبيق العقوبات المنصوص عليها بالقانون 202 لسنة 2020 م واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين كما قام سيادته بعرض خطة وزارة البيئة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة موسم 2025 وما يخص محافظة الشرقية بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية.

كما قام الدكتور مجدى الحصري مدير عام جهاز شئون البيئة لمحافظتي الشرقية والإسماعيلية بعرض خطة الفرع لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة ؛ حيث تم وضع خطة عمل تعتمد على عدد 5 محاور رئيسية ( محور التفتيش المسائي والمحاور الليلية – محور الصناعات الصغرى والمقالب العمومية – محور مواقع التجميع والمعدات الزراعية – محور عوادم المركبات – محور الإعلام والتوعية البيئة ) مع بيان أسباب حدوث نوبات تلوث الهواء الحادة من مصادر انبعاثات متعددة مثل حرق المخلفات وعوادم المركبات بجميع أنواعها، وكذا بيان دور الجهات والأدوار المنوط بكل وزارة تنفيذها لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة ، ومؤكدا على توافر المعدات الزراعية اللازمة لعمليات تدوير المخلفات الزراعية ، بمحطات الميكنة الزراعية بمراكز أبو حماد وديرب نجم وكفر صقر وههيا بإيجار رمزى مدعوما من وزارة البيئة ، وكذا استقبال طلبات فتح مواقع تجميع المخلفات الزراعية بمقر جهاز شئون البيئة بالشرقية .

وفي سياق متصل، استعرض الدكتور عصام عامر مستشار وزارة البيئة محاور خطة الوزارة للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة على مستوى وجة بحرى للحد من هذه الظاهرة حيث اكد على تحقيق نجاح ملحوظ فى السيطرة على نوبات تلوث الهواء نتيجة لتضافر الجهود بين الجهات المعنية من خلال عدة إجراءات منها زيادة فرق التفتيش على مكامير الفحم المطورة وإزالة المكامير البلدية العشوائية ومقالب القمامة والتراكمات العشوائية على الطرق للحد من الحرق المكشوف الى جانب جهود الحد من مصادر التلوث الأخرى والمتمثلة فى عوادم المركبات بالتعاون مع وزارة الداخلية والمنشآت الصناعية بالتعاون مع وزارة الصناعة.

و من جانبه اكد الدكتور محمد حسن، مدير مشروع البنك الدولي لإدارة تحسين تلوث الهواء و تغير المناخ في القاهرة الكبرى على أهمية المشروع الذي أطلقته الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة البيئة بتمويل من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار في الحد من انبعاثات ملوثات الهواء بعدد من القطاعات الأكثر تأثيرًا بالقاهرة الكبرى، بما يساهم في الإدارة المثلى للتصدي لتغير المناخ، موضحًا أن المشروع يتعامل مع أكبر مصدرين رئيسيين لتلوث الهواء وهما الحرق المكشوف للمخلفات، وانبعاثات المركبات وأضاف د. محمد حسن، أن المشروع يقوم بإنشاء وتشغيل شبكات لرصد غازات الاحتباس الحراري وملوثات المناخ قصيرة الأجل وتكاملها مع الشبكات الحالية، وتنفيذ خطة للإدارة المتكاملة للمناخ وجودة الهواء، لافتًا إلى اهتمام المشروع بدعم البنية التحتية لإدارة المخلفات من خلال إنشاء المرافق والبنية التحتية لمرفق الإدارة المتكاملة لمعالجة المخلفات بالعاشر من رمضان والعمل على إغلاق وإعادة تأهيل مقلب المخلفات في "مقلب أبو زعبل" وإنشاء محطات وسيطة بالمرصفة والخانكة بالقليوبية، والمساهمة في إعداد خطة التطوير البيئي للمنطقة الصناعية في العكرشة بمحافظة القليوبية.

وأوضح الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة إستمرار الوزارة في تقديم الدعم الفني للمزارعين، وتسهيل حصول المتعهدين على المعدات التي تساهم في جمع ومعالجة المخلفات الزراعية، إضافة لتنفيذ حملات التوعية بالمشاركة مع فروع جهاز شئون البيئة بالمحافظات لدعم ممارسات الإدارة الآمنة للمخلفات الزراعية، واستمرار دور وزارة الزراعة في المراقبة والمتابعة لكافة مواقع تجميع المخلفات.

وفي نهاية اللقاء تم فتح باب المناقشة لطرح الأفكار والرؤى والإستفادة من الخطط السابقة لتلافي السلبيات وتفادى أية معوقات قد تواجه تنفيذ المنظومة عند البدء فيها مع موسم الحصاد.

ومن الجدير بالذكر، أن محافظة الشرقية تقع في المنطقة الشرقية لجمهورية مصر العربية وثالث أكبر المحافظات من حيث التعداد السكاني، ولها أهمية تاريخية كبيرة، وقد اتخذت المحافظة الحصان الأبيض الجامح الذي يتوسط بساطا أخضرا شعارا لها لامتيازها في تربية الخيول العربية الأصيلة واحتلال الزراعة أكثر المساحات فيها حيث تشتهر بزراعة الأرز بأنواعه المختلفة حيث تعد الشرقية ثالث محافظات الجمهورية زراعيا وقد بلغت إجمالى المساحة المنزرعة لهذا العام (238251 فدانا) .