جريدة الديار
الأحد 12 أكتوبر 2025 11:12 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الزلازل تضرب إثيوبيا.. وخبير يكشف تأثيرها على سد النهضة

تعرضت منطقة شمال إثيوبيا مؤخراً لسلسلة من الهزات الأرضية، كان أبرزها زلزال بقوة تراوحت بين 5.6 و 5.7 درجة على مقياس ريختر.

سجلت منطقة شمال إثيوبيا، مساء السبت 11 أكتوبر 2025، سلسلة من الهزات الأرضية، كان أبرزها زلزال بلغت قوته 5.6 درجة على مقياس ريختر، وقع على عمق 10 كيلومترات عند الساعة 7:20 مساءً بتوقيت القاهرة، على بعد نحو 600 كيلومتر شمال شرق موقع سد النهضة.

كما تبعه هزة ارتدادية بلغت قوتها 5 درجات عند الساعة 9:38 مساءً، في سياق زلزالي متكرر تشهده المنطقة الواقعة شمال الأخدود الأفريقي، وفق ما أفاد به الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة وخبير المياه.

جدول زمني لتسلسل الهزات

قال الدكتور عباس شراقي إن الهزات الأخيرة سبقتها زلزالان إضافيان في نفس اليوم، أحدهما بقوة 4.2 درجة عند الساعة 3:07 مساءً، والآخر بقوة 5.3 درجة عند الساعة 7:01 مساءً، ما يشير إلى نمط متصاعد في النشاط الزلزالي بالمنطقة.

262 زلزالًا

وأضاف أن إثيوبيا شهدت موجة زلزالية ملحوظة بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025، بلغ عدد الهزات خلالها 262 زلزالًا، مقارنة بمتوسط سنوي لا يتجاوز ستة زلازل قبل عام 2021.

وأشار الخبير في الموارد المائية إلى أن أقوى تلك الهزات بلغت 5.9 درجة في 14 فبراير 2025، بينما وقع زلزال آخر في 8 مايو 2023 على بعد 100 كيلومتر فقط من سد النهضة، بقوة 4.4 درجة، ما يجعله الأقرب جغرافيًا إلى موقع سد النهضة حتى الآن.

تأثير محتمل

وعن العلاقة المحتملة بين سد النهضة والنشاط الزلزالي في إثيوبيا، اعتبر شراقي أن تأثير سد النهضة على زيادة الزلازل أمر وارد، لكنه يحتاج إلى دراسات علمية معمقة لتأكيده.

وأوضح الدكتور عباس شراقي أن الهزات الأرضية المسجلة في 11 أكتوبر تبعد نحو 600 كيلومتر عن موقع السد، وبالتالي لا تشكل تهديدًا مباشرًا في الوقت الراهن.

وشدد شراقي على ضرورة أخذ الطبيعة الزلزالية لإثيوبيا في الاعتبار عند تقييم سلامة المنشآت الكبرى مثل سد النهضة، خاصة في ظل وجود مخاطر طبيعية أخرى مثل الفيضانات، والتي تستدعي التزامًا صارمًا بالمواصفات الفنية الأصلية، بما في ذلك تلك المعتمدة من الهيئات الأمريكية، والتي تحدد سعة السد بنحو 17 مليار متر مكعب.

وبيّن شراقي أن الحديث عن النشاط الزلزالي في إثيوبيا لا يعني بالضرورة توقع انهيار سد النهضة أو الاعتماد على ذلك كمسار لحل النزاع حوله، بل يهدف إلى تسليط الضوء على المخاطر الطبيعية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في التخطيط والتشغيل.

شبح الانهيار يظل قائمًا

وأضاف أن شبح الانهيار يظل قائمًا لأسباب طبيعية أو بشرية، وأن السد قد يساهم في تشكيل نظام زلزالي جديد خلال السنوات المقبلة نتيجة التغيرات الجيولوجية الناتجة عن تخزين المياه.

ونبّه إلى أن اكتمال بناء السد وفق مواصفات وصفها بالمبالغ فيها، يفرض ضرورة ضبط عملية الملء مستقبلاً بحيث لا تتجاوز 40 مليار متر مكعب، لتقليل المخاطر المحتملة.

وختم بالتأكيد على أن الزلازل الأخيرة لا تؤثر على السد في الوقت الحالي، إلا إذا وقعت هزات أقوى وأكثر قربًا من موقعه.

وتقع إثيوبيا ضمن منطقة الوادي المتصدع (الأخدود الأفريقي العظيم)، وهي منطقة نشطة زلزالياً وبركانياً بطبيعتها. والخوف يكمن في احتمال حدوث زلزال أقوى وأقرب لموقع السد في المستقبل.