جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 12:11 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د/ياسر جعفر يكتب: هل كرونا من فتن أخر الزمان

نحن نعيش في هذا الزمان !! تمر علينا الايام وكلها قلق وتوتر بسبب احداث كرونا والكل يتعجب من هذا ويتسائل هو من فعل فاعل ؟؟! وهل هو غضب من الله؟؟! والكل قلق ومتوتر من هذه الأحداث ليعلم الجميع أن هذا من فتن اخر الزمان وايه ( *لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ* ) هو اختبار شديد وربما يكون ملايين الأشخاص بسبب هذا الجندي وهذا من فتن اخر الزمان ?قال أبو أمين الشعباني : سألت أبا  ثعلبة عن( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ,* ۚ )أما والله لقد سألت عنها خيرا ؛ سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: *بل ائتمروا بالمعروف - وتناهوا عن المنكر ،حتي إذا رأيت شحآ مطاعا ، وهوي متبعا، ودنيا مؤثره ، واعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ، ودع العوام ،فان من ورائكم أيامآ الصبر فيهن مثل القبض علي الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم ،قيل يارسول الله ،اجر خمسين منا أو منهم؟؟؟! قال: بل أجر خمسين منكم،( رواهأبوداود والترمزي)?معني الحديث?عليكم أنفسكم الخ،،،،،) اسم فاعل بمعني الزموا ،يعني أنه يجب عليهم إذا ضل الناس أن يصلحوا أنفسهم ولا يعنيهم أمر غيرهم ،لأنهم لايضرون إلا أنفسهم ، ( *وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ*) وظاهر هذا ينافي ماجاء من وجوب امر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولهذأ سال ابوأمية أبا ثعلبة عنه،
( *بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر*): المعروف ماتستحسنه العقول ، والمنكر ماتستقبحه العقول ، أو المعروف ماامر به الشرع ،والمنكر مانهي عنه الشرع ، علي الخلاف في ذالك بين المعتزلة ، وأهل السنة وبل للاضراب عن محذوف ، أي لاتتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل ائتمروا  الخ،،،وهذا في وقت من سأله عن ذالك ، لأن زمانهم لم يصل في الفساد الي ماوصل إليه الزمان بعد ذالك،
( *حتي إذا رأيت شحآ مطاعا* ), الشح : البخل الشديد ، ومطاعا : يطيعه الناس لاستيلائه علي نفوسهم ،شبهه بذي سلطان علي سبيل الاستعاره بالكناية ،
( *وهوي متبعا* ) : الهوي : ميل النفس للشهوات، ومتبعا يتبعه الناس لانقيادهم له ،
( ودنيا مؤثرة،: أي مقدمة علي الاخرة ،بأن يعمل الناس لدنياهم وينسوا  ٱخرتهم ، أما العمل لهما معا فهو محمود لامذموم ،
( *واعجاب كل ذي برأيه*): بأن يبالغ في استحسانه له الي حد الاعجاب به، فلا يتهم نفسه فيه، ولا يقبل انتقاده من غيره ،كما نراه علي الساحه في جميع التواصل الاجتماعي والإعلام ،في هذا الذمن وكل انسان يفتي بفتاوي هدامه في جميع التخصصات وكأنه فاهم الدنيا وفاهم كل شئ وللاسف لايعرف رأسه من رجوله!! 
( *فعليك بخاصه نفسك ،ودع العوام*) اي الزم إصلاح نفسك واترك  العوام في فسادهم ، والعوام: هم الجمهور جمع عامة ،ويقابلهم الخاصة امره بترك نصحهم لاستحكام الفساد فيهم ، لأنهم في حرص علي!!! سلوكهم ،واتهام لسلوكه، وتجريح لكرامته، فليصبر الرجل ولتصبر المرأه في هذه المحنة علي كل اذي يلحق بهما بسبب تمسكهما بدينهما، وهذا لمن لم يقدر علي ارشادهم وتوجيههم  وتهذيبهم، والا وجب عليه أن يفعل مافي طاقته لصلاح أحوالهم وأخلاقهم ولتبصيرهم بشئون دينهم ودنياهم ،
فإن من ورائكم : اي من بعدكم زمانكم ،اياما : المراد بالايام مايقع فيها من الفتن والفساد وضعف الدين ، فهي مجاز مرسل علاقته المحليه ،الصبر فيهن: اي في هذه الايام ،وفي تلك الفتن ،والتي نعيشها في هذه الايام الصعبه والمره ،الصبر علي مايوجه الي المتمسك فيها بدينه من ايذاء وسخرية ، ومن طعن علي المسلم في كرامته ودينه،،مثل القبض علي الجمر: اي في الشده ، وفي استطاعه تحمل ذلك إلا القليل من الناس من أولي العزم والقوة ،لىعامل فيهن : اي للعامل بدينة، والمتمسك به،في هذه الايام الهوج ،والفتن المظلمة،وخاصه التي نعيشها في هذه الايام!! مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم : اي له مايوازي ثواب خمسين رجلا يعملون بدينهم مثل عمل المسلمين الأولين ، والعدد هنا مفهومه الكثرة ، وفي هذا دليل علي تفضيل المسلم المتمسك بدينة في اخر الزمان وفي أيام الهوج علي المسلم في أوائل الاسلام لان الثاني يتمسك بدينه في بيئه مسلمة ، تساعده وتسانده في ذلك أما الأول فيعمل بالإسلام ويتمسك به في بيئه كلها حرب له وللاسلام ، وخروج عن علي شريعة الله ودينه ، ولأنه يخالف في كل شئ ، ويعيش فيه غريبا ، يناله الاذي والهوان والضر ، ويقع عليه العدوان من كل جانب ، ولا يعترف له بحق أو كرامة ، وكان له بسبب صبره وتمسكه بدينه علي كل ذلك من الأجر والثواب مالايمكن حصره،وفي الحديث دلاله علي مايقع من الفساد وضعف الدين في اخر الزمان ،وعلي مايكل من المسلم عمله في هذه الفترة من السلوك العام، ومن وجوب التمسك بالدين ، ومن عزلة الناس وتجنبهم ،فان المسلم إذا ماسلك طريق الخير ،وحافظ علي عبادته وتقواه ،والتزم دائما حدود وشرائع مولاه ،وتجنب الشر وأعوانه ،واعتزل الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وقلد الصالحين في الخير، ولم يقلد المفسدين، في الشر ناله الاجر العظيم ،والثواب الكريم، من مولاه رب العالمين ، في الدنيا والآخرة ،،،قال ابن عبد البر في التمهيد "..الشحناء العداوة"
وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود " الشحن أي عداوة تملأ القلب"
?أقوال أهل العلم في معنى (المشاحن):
☘️قال الأصبهاني المعروف بـ(قَوَّامِ السُّنَّةِ) كما في [الترغيب والترهيب (جـ2/ صـ397)]:
عن عمير بن هانئ قال: "سألت ابن ثوبان عن المشاحن، فقال: هو التارك لسنة نبيه ﷺ الطاعن على أمته، السافك لدمائهم".
?قال الطبراني في [الدعاء (جـ1/ صـ195)]:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ : « *إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عَلَى عِبَادِهِ فَيَغْفِرُ لأَهْلِ الأَرْضِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ*»،
قَالَ: "الْمُشَاحِنُ؛ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُشَاحِنُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيُعَادُونَهُمْ".
?قال ابن الأثير في [النهاية في غريب الأثر (جـ2/ صـ1111)]:
"المشاحن: هو المعادي؛ والشحناء: العداوة، والتشاحن: تفاعل منه.
وقال الأوزاعي: أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة".?
فالمشاحن أهل البدع ، والمشاحن أهل الغل والحقد والحسد والعداوة
( *السؤال*) المتكرر لو بيني وبين أحد من الناس خصومة ماذا أفعل ؟!
لو هذه الخصومة بوجه حق لا تدخل في الشحناء ، !!؟
لكن - رويدًا -
 فغالب الناس يدعي أنه في خصومته أنه على الحق ، وقد يكون ظالما ومظلومًا ، ومن هنا دعانا ربنا إلى العفو والصفح والتسامح والصبر
قال تعالى : ( *وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* ) [الشورى :40]
وقال تعالى : ( *وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* ) [فصلت : 34-35]
?☘️ فاعف واصفح ، وتجاوز عسى الله أن يتجاوز عنك ، واغفر ليغفر الله لك ، 
وسلم قلبك ، وكن سليم الصدر !!!!
? *وفي مقدمة ابن خلدون الذهبية*
 " عندما تَكثر الجِباية، تُشرِف الدولة على النهاية!!!!
عِندما تَنهار الأَوطان يَكثر المُنَجِمون والمُتَسَوّلون والمُنَافِقُون والمُدَّعون والقَوَّالون والمُتَصَعلِكون، وضَارِبوا المَندَل وقَارئوا الكَف والطَالع، والمُتَسَيسون والمَداحُون والإِنتِهَازيون، فَيَختَلطُ ما لا يُختَلط، ويَختَلطَ الصِدق بِالكَذب والجِهاد بِالقَتل، ويَسود الرُعب ويَلوذَ النَاسُ بِالطَوائف، ويَعلو صَوت البَاطل ويَخفُت صَوت الحَق، وتَشح الأَحلام ويَموت الأَمل، وتَزداد غُربة العَاقل، ويُصبِحَ الإِنتماء إِلى القَبيلَةِ أَشَد إِلصَاقاً وإِلى الأَوطان ضَرباً مِن ضَروبِ الهَذَيَان ".