جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 07:46 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

احمد نجم يكتب :التسامح الانسانى

يعرف التسامح الانسانى بتقدير الاختلاف الثقافي والتنوع في أشكال التعبير والصفات الإنسانية، وهو اعتراف بحقوق وحريات الآخرين واستعداد الفرد لتقبل الأفكار والمصالح التي تتعارض مع مصالحه وأفكاره ، ولا يعني ذلك تنازل الفرد عن حقوقه أو قبوله لأي صورة من صور الظلم الاجتماعي ولا تعارض بينه وبين حقوق الإنسان.
والتسامح ضرورة إنسانية هامة لبناء مجتمع تسوده روح المحبة والتفاهم والحوار، واحترام وتقبل الاخر، وهو سلوك حثت عليه جميع الاديان ، وقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تحض المسلم على الالتزام بسلوك التسامح مع الجميع، وأمر الإسلام بالرفق في الدعوة إليه، ومناقشة المخالفين بالحسنى؛ قال جل شأنه: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125).
وبين الله لرسولنا الكريم أنه مكلف أن يبلغ الدعوة، وليس مكلفا أن يحمل الناس عليه بالقوة؛ قال تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (الغاشية:21-22).

و تجلت السماحة في أحسن صورها يوم فتح مكة، حينما قال رسول الله محمد لأهلها وكانوا من قبل قد آذوه أشد الإيذاء: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال لهم صلى الله عليه وسلم : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».. نعم سماحة الرسول، ونعم العفو عند المقدرة.
وديننا الحنيف يدعو إلى العفوعند المقدرة، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت:34-35).
والتسامح يجعل من الفرد قدوة حسنة للآخرين، ليصبح جميع أفراد المجتمع متسامحين متحابين ومتوادين فيما بينهم، مما يقلل من وقوع المشكلات والفتن بين أفراد المجتمع، ويمنع حدوث قطيعة بين الناس؛ ويساعد المجتمع على التكاتف والتكافل.