جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:56 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ذكرى وفاة رائد النهضة الإسلامية في الجزائر ” الإمام عبد الحميد بن باديس

عبد الحميد بن باديس
عبد الحميد بن باديس

صادف هذا اليوم 16 إبريل من عام 1940 م ذكرى وفاة رائد النهضة الإسلامية في الجزائر الإمام عبد الحميد بن باديس ليلة الثلاثاءالثامن وكان حينذاك الثامن من ربيع الأول سنة 1359 هـ في مسقط رأسه بمدينة قسنطينة، التي اتخذها في حياته مركزا لنشاطه التربوي، والإصلاحي، والسياسي، والصحافي .

بدأ حياة التعلم في الكتاب القرآني على الشيخ محمد المداسي حتى حفظ القرآن عليه، ختم عبد الحميد بن باديس حفظ  القرآن وهو ابن ثلاث عشرة عاما على يد الشيخ محمد المداسي ومن شدة إعجاب الشيخ بجودة حفظه، وحسن سلوكه، قدمه ليصلي بالناس التراويح في رمضان بالجامع الكبير سنتين أو ثلاثا، وتلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي عبد المؤمن على مشايخ أجلاء من أشهرهم العالم الجليل الشيخ حمدان  الونيسي القسطنطيني    ابتداء من عام 1903 وهو من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الديني، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "ادرس العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية الفرنسية.

يعد الإمام عبد الحميد بن باديس (1307-1358 هجرية) واحد من رجال الإصلاح في الوطن العربي ، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وفي يوم تشييع جنازة الإمام عبد الحميد بن باديس إلى مقرها الأخير خرجت مدينة قسنطينة على بكرة أبيها كلها تودعه الوداع الأخير، كما حضرت وفود عديدة من مختلف جهات القطر الجزائري للمشاركة في تشيع الجنازة ودفن في مقبرة آل باديس الخاصة في مدينة قسنطينة.


قال الشّيخ العربي التبسي في تأبين الإمام بن باديس "لقد كان الشّيخ عبد الحميد بن باديس في جهاده وأعماله هو الجزائر كلها، فلتجتهد الجزائر بعد وفاته أن تكون هي الشّيخ عبد الحميد بن باديس"، وقال شاعر الجزائر محمد العيد آل خليفة: وأرسل الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إثر هذا المصاب من منفاه بآفلو إلى الأستاذ أحمد توفيق المدني رسالة جاء فيها : الأخ الأستاذ أحمد توفيق المدني حفظه الله: أخي: أعتقد أن الراحل أخي العزيز لم يكن لأحد دون أحد، بل كان كالشمس لجميع الناس، وأعتقد أن فقده لا يحزن قريبا دون بعيد، وأن أوفر الناس حظا من الأسى لهذا الخطب هم أعرف الناس بقيمة الفقيد وبقيمة الخسارة بفقده للعلم والإسلام، للجزائر وحدها فلهذا بعثت أعزيكم على فقد ذلك البحر الذي غاض، بعد أن فاض، ببقاء آثاره في الحياض، وأنهاره في الرياض، كما يعزى على مغيب الشمس بشفقها وعلى ذبول غضارة الشباب ببقاء رونقها، وإن كانت التعازي تعاليل، لا تطفئ الغليل، ولكنها على كل حال تحمل بعض الروح من كيد تتلظى شجنا، إلى كبد تتنزى حزنا ، وظني في أخي أنه لو كان يعرف.عنواني لكان أول مُعَز لأول معزَّى.