جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 10:33 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد «القباج» تطلق مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات» للوعي بخطورة الإدمان 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال لمنزل بمخيم المغازي سوريا.. انفجارات عنيفة تدوي في منطقة مطار حلب الدولي وزيرة التضامن: قضية المخدرات أصبحت خطرًا يُهدد السلم المجتمعي التفاصيل الكاملة لمصرع عروس وشابين بالقليوبية الحوار الوطني يثمن لقائه مع رئيس الوزراء ووضع التوصيات حيز التنفيذ

عبد الناصر محمد يكتب :أسرار وحكايات .. من زمن فات (6)

بناء جامع " الأقمر " فوق جثث الشهداء الأقباط !!

هو بلا جدال من أبدع وأروع المساجد ليس فقط فى العصر الفاطمى بل فى جميع العصور فهو درة نادرة بين كل المساجد رغم صغر حجمه إلا أنه يتمتع بزخرفة بديعة لا تقارنها زخارف أى مسجد آخر وهو جامع الأقمر الواقع بالشارع العتيق أجمل شوارع العالم على الإطلاق لما يضمه من آثار إسلامية تصل إلى نحو ٧٤ أثرا ويعد متحفا مفتوحا فى قلب العاصمة القاهرة الساحرة وهو شارع المعز.
وللمسجد قصة غريبة وعجيبة حيث أنه فى عام ٥١٩ هجرية / ١١٢٥ ميلادية أمر الخليفة الفاطمى العاشر " الآمر بأحكام الله " بناء مسجد على مقربة من مسجد الحاكم بأمر الله وللغرابة وقع الإختيار على مساحة لا تبعد كثيرا عن مسجد الحاكم وكانت عبارة عن دير قبطى يطلق عليه إسم " بئر العظمة " نظرا لأنه كان يضم عظام ورفات عدد من الشهداء الأقباط على مر العصور والأغرب أنه لم يبد أحدا إعتراضا على هذه الأمر وأعتقد أن السبب فى ذلك هو الخوف من بطش النظام الفاطمى.
وقام الخليفة الآمر بأحكام الله بتكليف وزيره المأمون البطائحى ببناء المسجد فوق الدير القبطى وكان البطائحى قبل أن يتولى هذا المنصب المرموق فى عهد الخليفة العاشر للدولة الفاطمية يعمل فى مجال البناء مما ساعدته هذه التجربة فى بناء المسجد فى صورة بهية عظيمة لم يتكرر.
وهذا الجامع هو أول جامع فيه الواجهة موازية لخط تنظيم الشارع بدلا من أن تكون موازية للصحن وذلك لكى تصير القبلة متخذه وضعها الصحيح ولهذا نجد أنه يوجد داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة وهو مكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريبا يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة فى الجانب الجنوبى الشرقى أى فى إيوان القبلة وعقود الأروقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة .. ويرى فى مدخل الجامع لأول مرة أيضا فى عمارة المساجد العقد المعشق الذى إنتشر فى العمارة المملوكية فى القرن الخامس عشر الميلادى وتوجد نقوش بديعة معشقة فى الواجهة تأخذ شكل دائرى غاية فى الروعة والجمال يظن البعض أن الجامع أطلق عليه هذا الإسم لأن هذه الدائرة تشبه القمر فى ليلة بدر ولكن هذا الإعتقاد غير صحيح حيث أن سبب تسمية الجامع بهذا الإسم يرجع إلى لون حجارته البيضاء التى تشبه لون القمر.
ورغم التجديدات التى شهدها جامع الأقمر عبر العصور إلا أنه تعرض للخراب وأصبحت جوانب عديدة متهالكة وأضحى مهددا بالسقوط مع بداية القرن الماضى وتحديدا عام ١٩٠٦ ميلادية وقد تم عمل فيلم سينمائى يحمل إسمه " جامع الأقمر " أشار إلى هذا الوضع السىء الذى كان عليه هذا الجامع العتيق إلى أن تم تجديده من جديد عام ١٩٩٣ على يد " طائفة البهرة " أيضا كما حدث مع جامع الحاكم بأمر الله.