جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:28 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الإسلام خاتم الرسالات وأكملها.. بقلم/ د: ياسر جعفر

(عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟!))، قال: (( فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ))؛ رواه الشيخان، واللفظ للبخاري!
من الابداع ان رسالة محمد صلي الله عليه وسلم للاسلام إنها اخر الرسالات المتوجه بكامل الرحمات لجميع الخلق !!
( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل إلخ،،) هذا تشبيه تمثيلي ، شبه فيه حال النبي مع الأنبياء قبله بحال رجل بني بيتأ فأحسنة وابقي فيه موضع لبنة شاغرا بها بكمل حسنه ، والمراد تشبية شريعتة مع شريعتهم لاذاته مع ذواتهم لانها هي التي تقابل المشبه به وقد أشار بجعل موضع اللبنة في زواية البيت إلي نقص شرائع الأنبياء قبل النبي لم يكن في الاصول ومايضاهيها من الفروع ، وإنما كان الفروع التي تتغير الزمن وتترقي بترقي الإنسانية وهذا التشبية يقطع فيه النظر عما أحدثة اتباع الأنبياء السابقين من التحريف في شرائعهم لأنه لو نظر إلي هذا لكان ذلك البيت الذي تشبه به ينقصه لبنات كثيرة لا لبنة واحدة ولكانت هذة اللبنات في وسط الجدران لا في الأركان لأن تحريف هؤلاء الأتباع تناول أصول هذه الشرائع ولهذا كان للاسلام وظيفتان: اولهما إصلاح هذا التحريف ، لتعود الشرائع السابقة إلي اصلها ، والثانية تكميل هذه الشرائع بعد إصلاحها ، وقد كان جهاد الإسلام في الوظيفة الأولي أشق من جهادة في الوظيفة الثانية (فجعل الناس يطوفون به إلخ،،،) هذا من تتمه التشبيه السابق والمراد أنهم جعلوا يقولون هذا بلسان حالهم ، لا أنهم كانوا يقولون هذا بالفعل لأنهم قبل ظهور الاسلام في غفلة عن ذالك النقص في شرائعهم ، علي ان الظاهر أن هذا يرجع إلي حال البيت فقط وعلي هذا لا يكون من تتمة التشبيه السابق ، لأنه لايوجد له نظير في المشبة !! 
(فأنا اللبنة ، وانا خاتم الأنبياء ): يعني أن شريعتة هذه اللبنة التي كمل بها بناء البيت وأنه كان من أجل هذا خاتم الأنبياء أي ٱخرهم ، لان بناء البيت قد تم ، ولم يبق هناك حاجة لنبي بعده وهذا يرجع إلي ان الإسلام جاء شريعة كاملة صالحة لكل ذمان ومكان وكانت الشرائع قبله بقد انحرفت عن اصلها ودخلها كثير من عقائد الوثنية ، فلم فلم تكن صالحة للعمل بها ، وقد بقي من بيتها شريعتان علي شئ من الرمق : اليهودية والنصرانية ،ولكن الشريعة الأولي كانت شريعة خاصة باليهود ، فلا تصلح لأن تكون شريعة عامة لكل العالم، والشريعة الثانية شريعة زهد ورهبانية فلا تلائم طبائع الناس جميعا وهذا إلي ان كتاب الاسلام وهو القرٱن قد حفظ من التحريف فبقي الاسلام بهذا علي أصله الذي نزل من السماء ولم، ولم يدخله تحريف يحتاج إلي نبي يصلحه وغاية مايكون من أمرنا نقصر في العمل به، وهذا التقصير يكفي فيه الوعظ والارشاد لأن امتنا لاتخلو من صائفة مهتدية كما بقيت هذه الطائفة فينا وهذا فضل كبير من الله علينا ، وفي هذا الحديث دلالة علي ان الأسلام يكمل جميع الشرائع السماوية التي سبقتة ويتممها وانه خاتم الرسالات وان رسوله الكريم العظيم الرحيم صلي الله عليه وسلم. خاتم الأنبياء وفية دلالة علي فضل امة الإسلام علي غيرها من الأمم ماعملوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم!!نظرةٌ صادقة في تاريخ هذا النبَّيِّ الكريم:

أرسلَه الله تعالى على فَتْرةٍ من الرُّسل، وطُموس مِن السُّبل، وعبادةٍ عَمْياء للأصنام والأشجار، وَجَهَالة جَهلاء غَمَرت جميع القرى والأمصار، برسالةٍ عامة باقية، وشريعة خالدة هادية، قائمةٍ على الآيات البيِّنات، ما قامت الأرض والسماوات؛ فكان ولا يزال رحمةً للعالمين، كما كانت شريعته ولا تزال هي النُّور المبين، والمُعْتَصمُ والمَلْجأُ إلى يوم الدين، وليس بينها وبين الإيمان بها - وبأنها لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها - إلا نظرة صادقة في تاريخ هذا النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم.