جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 02:33 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بأي ذنب قُتِل الديك ؟ .. قصة خيالية قصيرة

في قرية نائية من قرى الصعيد ترقد قريتنا حيث تدور القصة والأحداث .. القرية صغيرة المساحة حدها الشرقي ضفاف النيل وشريط ضيق من الخضار .. تحتل فدادين أعواد القصب معظم مساحته مع زراعات أخرى متنوعة.

حدها الغربي هو جبل متوسط الارتفاع.. على بعض تدريجاته يتم زراعة بعض الممنوعات؛ حشيش وأفيون تحت حراسة رجال المعلم "شبل" رجل في الخمسين ذو ملامح متجهمة دوما.. قليل الكلام... يخشاه أهل القرية، ويتجنبوا لقائه أو مقابلته في الطريق.

كبير الأشقياء في عائله وهدان، التي تسيطر على ثلثي مساحه القرية ونصف مساحة مدرجات الجبل العتيق ..  ينافسها في القوة  والسيطرة عائله غيث.. التي يتزعمها المعلم "سلطان" .. رجل في نهاية الأربعينات.. صارم الوجه.. غاضب التعبيرات.. أجش الصوت.. يخشاه أهل القرية ويرهبون غضبه...
القرية الصغيرة، رغم رداء الصمت الذي يغطيها، إلا إنه يخفي تحته.. غليان..غضب.. قهر وحزن.... لما صار عليه حال القرية على مدى العقود الأخيرة.... القرية صارت شبه خالية من الشباب؛ معظمهم غادر أو هاجر أو هرب من القرية إلى العاصمة " القاهرة"؛ حيث تموج الأيام بالضوضاء والأضواء.

 حيث فرص العمل في الفنادق الكبرى أو المصانع والإدارات، أو ينتهي المطاف بفرشة ملابس درجة ثالثة أو اكسسوارات صينية في سويقة الموسكي وميدان العتبة الخضراء.

بعض شباب القرية كان حظه سعيد أو تعيس؛ صاحب الحظ السعيد عبر عن طريق مراكب قديمة البحر من الإسكندرية إلى إيطاليا وتاه في الزحام.

وصاحب الحظ التعيس، غرق في قاع البحر بعد أن انشطر به المركب القديم أو مال بعشرات الشباب في منتصف البحر، معظم الشباب مات غريق.. طفت أجساد بعضهم على الماء... والبعض الآخر.. استقر في قاع البحر.. أو في بطون الأسماك  الكبيرة والحيتان، والقليل الذي تم انقاذه؛  تم ترحيله مباشره أو عبر وسيط إلى البلاد... إلى الصعيد مرة أخرى.. ونقل إلى أهل الغرقى نبأ موت أبنائهم.

خيم الصمت أحيانا والنواح أحيانا أركان القرية.. المصيبة تتكرر كل عدة شهور أو أعوام، يغرق ويموت عشرات الشباب ويهرب أهل القرية إليكى شواهد القبور للبكاء وزيارة أرواح الأجداد والأبناء.

شواهد القبور في القرية تحتل مساحة شريط ضيق أسفل الجبل وبمحاذاة الطريق الترابي الطويل .. كل شواهد قبور القرية في مكان واحد.. قبور عائلة وهدان.... قبور عائله غيث... قبور بسطاء أهل القرية.. الكل تحت التراب والرمال.. من خلال غرف صغيرة.. ننزل لها بعض درجات السلم تحت مستوي الارض... الكل تحت تراب واحد... لكن الاختلاف في شكل بعض الجدران التي تحدد مدفن كل عائلة،  وشكل السور الذي يفصل كل عائلة عن الأخرى.

مع الموت تتشابه كل الأمور... الماس والذهب والتراب.. ويصبح الكل عدم.... وموضع حساب لصاحب المال.. وموضع صراع لمن له حق في الميراث...!!

رغم أحزان القرية وفقرها، وصراع عائلة وهدان وعائلة غيث، وبعض صراعات قديمه للثأر .. مرّ عليها أكثر من خمسين عام ومازالت تحصد أرواح رجال وشباب، إلا أن القرية تم ابتلائها أيضا ببعض اللصوص والأشقياء الذي يسرقون خلال الليل أبقار وأغنام أهل القرية، ولاحظ بعض الحكماء والرجال الذين تقدم بهم العمر في القرية أن ديوك القرية تصيح بقوة في الليل وفجر اليوم الذي تتم فيه السرقات، وأهل القرية نيام... نيام..

   وبعد ان يشرق النهار.. ويتم اكتشاف السرقات.. يرتفع النواح والصراخ... وتبكي النساء... ويتدثر. ماتبقي من الرجال في جلابيبهم الزرقاء....او يهمسون داخل الديار بما يشعرون به... ويتم توزيع الاتهامات...البعض يتهم اغراب عن القريه.... والبعض يتهم رجال شبل.... والبعض يتهم رجال سلطان.......

الحيره تلف وتدورحول الرؤوس وتخنق الاعناق...... والضابط الجديد الشاب.... في نقطه الشرطه. لديه حماس شديد للقبض علي الجناه السارقين....... ولم يردم علي الاحداث مثل الضابط السابق الذي خدم بالقريه خمسه اعوام..... وصار من اثرياء الصعيد..... قبل ان يتم نقله الي مكان هام بمديريه المحافظه...!!

ضابط الشرطه الجديد..... وبعض الخفراء..... اخذوا يفكرون في سريه تامه... كيفيه اعداد خطه للقبض علي السارقين... بعيدا عن عيون بعض الخفراء الاخرين..... وعن عيون رجال شبل.. ورجال سلطان....

لكن الغريب والعجيب هو....... تكرار قنل كل ديك في حظائر الفلاحين البسطاء... رميا برصاص طائش في الصباح او عند الغروب.... حتي صارت معظم حظائر الفراخ تعاني من ندره الديوك......... والقريه تعاني من الفقر والاهمال.. وندره الشباب... ضابط الشرطه كلما اعد فخ او كمين للصوص.... فسدت المحاوله والكمين.. نتيجه تسرب خبر الكمين الي اللصوص عبر وسيله ما.. او اعوان للشر والسارقين.....في نقطه الشرطه. ... لكن بعد اتفاق تم بين الضابط الشاب..... وبعض اهل القريه.... تم اهمال متعمد في حراسه الابقار والاغنام...... مع المراقبه من بعيد........ وفي ليله شتاء وصقيع......... صاح ديك شاب نجا من القتل رميا بالرصاص...... هجم اللصوص علي بعض حظائر الابقار. والاغنام......

 استيقظ بعض اهل القريه..... ومن خلال بنادقهم البدائيه....... ومعاونتهم الضابط الشاب وعدد من الخفراء... تم القاء القبض علي عدد من اللصوص... وفر عدد من اللصوص عبر مدقات الجبل العتيق........... وكانت المفاجاه او الصدمه..... ان اللصوص ماهم الا تشكيل عصابي تم تشكيله في سريه تامه من بعض رجال شبل.. وبعض رجال سلطان.... ىتم تقسيم عائد المسروقات بالتساوي بين اللصوص......

تم اقتياد اللصوص الي سراي النيابه..... رغم صراخ الضابط الكبير في مديريه المحافظه في التليفون... للضابط الشاب.. بضروره الافراج عن اللصوص......

وكان اول سؤال من وكيل النيابه للصوص هو..... بأي ذنب.. تم قتل الديك؟

انتهت القصة