جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 07:17 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مؤتمر التطبيع بأربيل يوحد مكونات الشعب العراقي على أراضي إدانته

مؤتمر التطبيع ب أربيل
مؤتمر التطبيع ب أربيل
  انعقد يوم الجمعة الماضي في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وشاركت فيه 300 شخصية عشائرية ادعت انها تمثل ست محافظات ذات اغلبية سنية وشيعيةوهي بغداد، الموصل، صلاح الدين،ديالي، والانبار تحت عنوان مؤتمر السلام والاسترداد كان ابرز المتحدثين فيه تشيمي بيريز، نجل رئيس الوزراء الأسبق شمعون بيريس.
وجاءت المحاولة التطبيعية امتدادا للعدوانات الامريكية ولأهداف إسرائيلية على العراق مرتين الأولى عام 1991، والثانية عندما غزته واحتلته عام 2003، وقتلت مليوني من أبنائه، ودمرت بناه التحتية، لان تفتيت المنطقة لا يمكن ان يُكتب لها النجاح في ظل وجود عراق قوي موحد، ولهذا، ونظرا لتعافي العراق، وخروجه قويا من ركام الغزو، وانضمامه المتدرج لمحور المقاومة، والبدء في استعادة دوره، ومكانته في المنطقة، تتجدد هذه المؤامرات على شكل مؤتمرات، هدفها بذر بذور الفتنة، وجر العراق عبر بعض العملاء، الى مستنقع الاستسلام والتطبيع وعزله عن محيطه العربي والإسلامي.
الادانات الرسمية والحزبية والشعبية القوية لهذا المؤتمر وتبرؤ العشائر العربية من هؤلاء العملاء، وإصدار القضاء العراقي مذكرات توقيف بحق جميع المشاركين فيه بتهمة الخيانة وانتهاك الدستور، وابرزهم وسام الحردان، منال الالوسي، وسحر الطائي، المتحدثة بإسمه، تعكس عمق جذور الهوية العراقية الجامعة، وتمسك الشعب العراقي بثوابت الكرامة والعزة والشرف والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وتؤكد مجددا مدى عمق هذه الثوابت وصلابة جذورها.
وزعمت حكومة كردستان العراق  عدم درايتها بهذا المؤتمر المعيب، ونفت أي علاقة به ومنظميه والمشاركين فيه، وتنصلها بالتالي من هذه الخطيئة الكبرى في نظرنا والملايين مثلنا، فمثل هذه المزاعم لا تقنع رضيعا عراقيا واحدا، ولا يمكن ان تحول دون ادانتها بإثم التطبيع واحتضان مخططاته، وانحيازها للمعسكر الأمريكي الإسرائيلي، واصرارها على عدم التعلم من دروس طعنات هذا المعسكر للاكراد ابتداء من معاهدة سيفر عام 1920 وحتى الآن.
ومن متابعة وقائع هذا المؤتمر،طالبت السيدة سحر كريم الطائي المتحدثة باسمه البيان الختامي الذي يطالب بانضمام العراق العظيم الى اتفاقات سلام ابراهام، وإقامة علاقات طيبة مع الاحتلال العنصري وشعبها، الصدمة جاءت لسببين: الأول يتمثل في إصرار البعض المرتبط بالخارج والواقف في الخندق الأمريكي الإسرائيلي على تشويه صورة العراق وشعبه والتعاطي معه كما لو انه بلد مسلوب الإرادة والسيادة، والثاني الأوضاع المزرية وحالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تسود معظم الدول العربية المطبعة. 

ومن ناحية أخرى قال فلاح حسن الندا، نجل شيخ عشيرة ألبو ناصر التي ينتمي إليها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، انهم سيقاضوا  رئيس “صحوة العراق” وسام الحردان الذي قرأ بيان التطبيع مع إسرائيل.

ونشر الندا اليوم الأحد نسخة من مذكرة القبض الصادرة بحق شخصيات شاركت في المؤتمر، بينها الحردان الذي قرأ بيان التطبيع، وتوعد بملاحقته قانونيا وعشائريا.

وقال في بيان نحن بدورنا سوف نلاحق الحردان قضائيا وعشائريا على تغريره بنا وكان العنوان شيء والواقع شيء آخر.
وأضاف لا أمثل غير نفسي، ومرارا قلتها أي تصرف أو فعل يصدر مني شخصيا، أنا مسؤول عنه، أما المؤتمرالذي حضرناه في أربيل، فأنني التقيت بالشيخ وسام مشحن الحردان ولفيف من الشيوخ والمثقفين قبل المؤتمر بيوم، وحدثنا الشيخ الحردان عن المؤتمر وعنوانه التعايش السلمي بين الديانات ومن ضمنها الدين اليهودي.
وتابع هذا أمر أتصور يتفق عليه الجميع، وهو أننا لا نملك أي خصومة مع الديانات الأخرى ومنه نتكلم بقضية النازحين وهموم الناس ومطالبه المجتمع الدولي بالتدخل لحل مشاكلنا وفعلا حضرنا المؤتمر ووجدنا لفيف من الناس الخيرة، وطبعا أغلبهم مغرر به وتفاجأنا من خلال الخطابات بكلمة إسرائيل والتعايش السلمي ومبادرة إبراهيم وما فعلته دولة الإمارات والتطبيع مع إسرائيل.
وبين الندا هذا حال أغلب الحضور، وأما بخصوص ما دار في المؤتمر فكان العنوان شيء، وواقع الحال شيء آخر، فنحن لسنا ضد الجالية العراقية اليهودية، بالتالي هم مكون من مكونات العراق، ومسألة التطبيع مسألة دولة، وقرار دولة، ليس قرار لفيف من المجتمع يقرروا التطبيع مع إسرائيل، فنحن لا ولن ولم نساوم على القضية الفلسطينية واحتلال أرضها وهذا أمر نحيا عليه ونموت بإذن الله.
وختم الندا بعد هذه البيانات والخطابات غادرنا القاعه وأغلب الحاضرين والمؤتمر قائم، كما يعرف أغلب الأصدقاء أنا والحمد لله شجاع ولا أخاف إلا الله عز وجل ولا أتكلم إلا بالحقيقة وهذا ما حدث تفصيليا في المؤتمر المزعوم والله على ما أقول شهيد.
في وقت سابق من اليوم، ظهر رئيس صحوة العراق وسام الحردان، في مقطع فيديو جديد يعلن فيه البراءة من البيان الذي ألقاه ودعا خلاله إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل.