جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 06:51 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد أبوالعلا يكتب: في ذكرى إسترداد الأرض والكرامة ..تحية إجلال للجيش العظيم

الكاتب الصحفي محمد أبوالعلا
الكاتب الصحفي محمد أبوالعلا

  بعد مرور 48 عام علي ذكري إنتصار حرب أكتوبر المجيدة ونحن نقف تلك الأيام في مشهد عظيم نسترجع فيه أحداث صنعت العزة والكرامة بدماء شهداء جيش مصر الأبرار .

 حقا لم تكن معركة إسترداد أرض فقط بقدر ماكانت إسترداد كرامة أمة بأكملها وحينها سطر الجيش المصري أكبر ملحمة عسكرية في التاريخ عندما إجتمع القادة العسكريين بقيادة الراحل أنور السادات رئيس مصر أنذاك وخططوا بدهاء وذكاء ليوم النصر العظيم، يوم الكرامة. 

فقد مرت مصر بحروب قبلها لم يحالفها التوفيق في النصر لأسباب كثيرة وعاشت مصر أسوأ سنوات في حرب الإستنزاف وماقبلها من تلقيها أكبر هزيمة في عام 1967 عندما إحتلت إسرائيل شبة جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية ومئات من الشهداء والجرحي ولم تستسلم مصر وقيادتها لحظة واحدة متمسكة بتحقيق النصر واسترداد أراضيها وعودة العزة والكرامة من جديد وظلت تناور سنوات عدة إلي أن جاءت ساعة الحسم في يوم السادس من أكتوبر لعام 1973 ودقت طبول الحرب في كل الأرجاء معلنة النصر أو الشهادة وتكاملت كل الخطوط وتقلد كل قائد وجندي موقعه ودوره المطلوب حسب الخطة الموضوعة بداية من عبور قناة السويس مرورا بتدمير خط بارليف المنيع الذي كان تدميره وعبوره من المستحيل نظرا لقوته المنيعة التي لم يتخيل أحد مصري او عربي أو حتي أجنبي أن يتم تدمير هذا الخط الذي راهنت عليه إسرائيل إلا أن قوة وإرادة الجيش المصري كانت الأقوي وصاحبة الكلمة في تلك النظرية التي أبهرت العالم عندما تحققت مشيئة الله وتم تدمير حصون خط بارليف وتخطي المصريين زاحفيين لاستعادة الأرض المنهوبة التي إستولي عليها الإسرائيليون وتحقق النصر المبين وعادت الأرض والكرامة ورفع علم مصر علي أرض سيناء الحبيبة.

 إنها كانت معركة مكتملة الأفكار والحلول التي قادها بحرفية قائد الحرب والسلام محمد أنور السادات رئيس الجمهورية والقائد الأعلي للقوات المسلحة وقتها مع العظماء قادة الجيش جميعهم بكل قواتهم وعتاداتهم فكان الجيش الميداني الثاني والثالث كلمة السر في العبور ومن قبلهم سلاح الجو والذي كان يقوده وقتها الفريق محمد حسني مبارك صاحب الضربة الجوية الأولي ومخططها العظيم.

 لقد كانت ملحمة عظيمة تآلف فيها أبناء الجيش المصري وأبناء الوطن بكل طوائفه وحققوا أروع إنتصار علي مر التاريخ وإستردت مصر الأرض وحافظت علي العرض وأعادت الهيبة من جديد لمصر والعرب بفضل أبناء الجيش المصري ودمائهم الطاهرة .

 ولا ننسي أنها كانت معركة ليست مصرية إسرائيلية فقط فقد إلتف العرب مجتمعين بالمساندة الإقتصادية والعسكرية فكان هناك أكبر دور للقوات السورية العربية التي زحفت في نفس التوقيت في اتجاه هضبة الجولان لإستعادتها وإشغال والضغط علي القوات الإسرائيلية باتفاق بين مصر وسوريا علي إختيار ساعة الحرب عندما شن سلاح الطيران السوري هجوما كبير علي الجولان المحتلة بأكثر من 100 طائرة والعديد من المدافع صوب العدو المحتل وقد إنضم إليهم وقت الحرب أسراب من القوات العربية من العراق والمغرب والأردن الذين إنضموا للحرب والمساندة علي الفور .
ووقتها كان الجيش المصري يدك حصون العدو ويعبر إلي سيناء مما أفقد الإسرائيليون توازنهم وتشتت أرجاءهم وقواتهم وهنا كانت القاضية للجيش الذي كان يزعم أنه لم ولن يقهر إلي أن لقنهم المصريون درسا قاسيا لن ينسوه طوال التاريخ .

مصر التي واجهت أشد الصعاب من هزائم متكررة في الحروب وخسارة العتاد والرجال الأوفياء الذين ضحوا بأرواحهم علي أرض سيناء الحبيبة كان ردهم صاعقا متحدين كل الازمات والتحالفات من أوروبا والولايات المتحدة الذين إتحدوا لمساندة الجيش الإسرائيلي وإمداده بكل المعدات والأسلحة الحديثة لإخضاع وترهيب الجيش المصري إلا أنه لم يلتفت ولم ييأس الجيش المصري عندما تحالفت مصر مع الإتحاد السوفيتي وإستمدت منها الأسلحة والدبابات نكاية في أمريكا التي كانت تصارع الإتحاد السوفيتي في حرب باردة خفية من الخلف يخضع لها المصريون والإسرائيليون علي أرض الواقع في معركة الحق والباطل إلي أن إنتصر الحق وعادت سيناء ونفذت مصر مخططها لاستعادة حقوقها المخطوفة من الصهاينة وعادت الهيبة العربية بعد أن ضرب العرب مجتمعين أروع الأمثلة في المساندة لمصر ودور كل دولة منهم مما لاتنساه مصر من وفاء لتلك الدول مثل العراق التي أرسلت 20 طائرة من طراز هوكتر هنتر بأمر من الرئيس صدام حسين  ودولة السعودية التي أقامت جسرا جويا بينها ومصر وأرسلت جنودا لمساندة المصريين في المعركة ولا ننسي موقفها العظيم حينما اتخذت قرار بحظر تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الداعمة للجيش الإسرائيلي وغيرهم من الدول العربية التي تكاتفت لمساندة الجيش المصري مثل ليبيا وفلسطين والجزائر والكويت التي أرسلت 5 طائرات من طراز هوكر هنتر لمساندة مصر في معركتها الحاسمة وحتي الموقف العظيم من دولة اليمن التي أغلقت باب المندب علي الإسرائيليين وفلسطين التي والتي قاموا بمناوشات وزرع ألغام وشن غارات لإلهاء الإسرائليين وتشتيت أذهانهم. فحقا كانت ملحمة مصرية عربية ضد من ظنوا أنفسهم فوق الجميع أصابهم الغرور والعنجهة وزادت أطماعم وأحلامهم الكاذبة ظنا منهم أنهم لن يهزموا ولكن كان الردع والرد قويا من جيش مصر وأبناءه البواسل وهنا لابد أن نفخر جميعا بأبناءنا من الجيش المصري الذي أبهر العالم لما قام به في حرب السادس من أكتوبر وصدر للجميع وأولهم إسرائيل أنه إستحالة إستمرار الأمر الواقع الظالم ولابد من إستفاقة الكاذبين المغرورين فها هم المصريين أثبتوا أنهم قادرين علي حماية أراضيهم وإعادة حقوقهم المغتصبة حتي وإن طال الزمان إلا أنه جيش لا يستكين ولا يلين وقد أجبر الإسرائليين علي التفاوض وصدر ذلك للعالم أجمعه وتغيير مفاهيم الدول للجيوش العربية وخاصة الجيش المصري وأكد أن هناك كيان عربي يقوده مصر أم الدنيا وان الأرواح والدماء فداءا للوطن .فتحية حب وتقدير وإعتزاز بجيشنا المصري الذي غير خريطة المنطقة بأكملها وأصبح السد المنيع لأي معتد علي مصر وأشقائها العرب.