جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 11:00 صـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تنفيذ ”مشروعك” وتوفير رؤوس الأموال وفرص عمل للشباب بالمحافظات .. ”اسيوط” مواصلة تفقد وكيل التعليم بدمياط لسير العملية التعليمية بمدارس دمياط الجديدة وزير الشباب والرياضة يشارك ذوي الهمم بمراكز التخاطب في إفطار جماعي احتفالاً بيوم زايد الإنساني المجلس التنفيذي لليونسكو يصدر قرارا بدعم الدول أعضاء المنظمة لمبادرة AWARe لتقديم المساعدة الفنية للدول الأكثر تأثرا من ظروف الشح المائي وتغير... وكيل مديرية تعليم الدقهلية” تفقد سير العملية التعليمية بإداراتى ميت غمر وأجا” المحافظ ورئيس حزب الوفد في إفطار الحزب بميت فارس محاولات تحفيز وخصومات مختلفة من شركة بيبسي بعد مقاطعتها في مصر مدير التعليم الفني تفقد مدارس إدارة غرب المنصورة التعليمية البحوث الفلكية: الأربعاء 10 أبريل أول أيام عيد الفطر المبارك لمسات إنسانية من محافظ دمياط .. كرمت الأمهات المثاليات على مستوى المحافظه وشاركتهن بمائدة الإفطار الجماعى إيقاف ضابط شرطة عن العمل لتعديه على سائق «توك توك» بالجيزة السكرتير العام المساعد يتفقد قافلة المواد الغذائية المقدمة من جمعية الأورمان والشركة المصرية للاتصالات we

استعمار خفي .. مرتعاً للأوبئة .. ”الصين” آلة الكذب الكبرى

الموجة الأولى، الموجة الثانية، الموجة الثالثة والرابعة ومتحور دلتا، العالم في الفترة الأخيرة خاض تجربة مريرة بسبب "فيروس كورونا" ولازال يُصارع فيها حتى الآن وعلى مايبدو أنها ستستمر معنا لفترة ليست بالقصيرة 
فيروس كورونا أو "كوفيد١٩" ظهر لأول مرة في الصين وتحديداً في مدينة " ووهان" والتي تقع في الشرق الأوسط للبلاد، بداية الوباء من الصين وإنتشاره منها  إلى جميع أنحاء العالم في بداية عام ٢٠٢٠ مع إنحصاره فيها سلط أنظار العالم اليها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ورئيسها السابق " ترمب" الذي لم يتوانى في إتهام الصين بعده إتهامات و أكثرها جدلاً ( تلميحه للصين بانهم من صنعوا الفيروس لاجتياح العالم وإعاقته إقتصاديا ) وأيضاً أن بكين أمدت منظمة الصحة العالمية بمعلومات مغلوطة بشأن الفيروس، ولكن لماذا يتهم مسؤولي الدول الكبرى الصين بالكذب وعدم الشفافية بهذه الطريقة؟! وهل الإتهامات توجه للصين بسبب الأوبئة فقط؟ 

(( في مقالنا هذا سنطرح عليكم ما يدل على أن الصين آلة من الكذب ومرتعاً للأوبئة وحكومتها الشيوعية تمارس عمليات قمع ممُنهج ضد الأقليات )).

الكورونا ليست الوباء الأول

بالطبع فيروس كورونا ليس الوباء الأول ولن يكون الأخير  الذي ينشأ أو يعاود الظهور من الصين، ويرجح البعض أن سبب أنتشار الأمراض في الصين يعود إلى تعدادها السكاني الكثيف وأيضاً بعض عاداتهم الصحية وأشكال التغذية لديهم .

ففي عام ١٨٩٤ ظهر في الصين "الطاعون" وهو الوباء الأسوأ على الإطلاق والأكثر فتكا بين الأوبئة الأخرى وأستمر لمدة ٥٦ عاماً كاملة مات خلال تلك الجائحة نحو ١٥ مليون شخص.

وفي عام ١٩٥٧ ظهر وباء آخر أيضاً في الصين وهو "الانفلونزا الآسيوية" وأستمر الوباء في الإنتشار لمدة عام حتى تم حصاره عبر تطوير لقاح فعال ضدة، تركت الانفلونزا الآسيوية ورائها أكثر من مليون حالة وفاة عبر العالم، وبعدها بعشر سنوات فقط وتحديداً عام ١٩٦٨ ظهر وباء آخر عُرف وقتها بأسم " انفلونزا هونج كونج"  وأستمرت عام أيضاً وأنتشرت في جميع أنحاء العالم لتحصد أرواح ما يقارب المليوني شخص من مختلف الجنسيات حتى أنحصر الوباء عام ١٩٦٩.

وفي مارس عام ٢٠٠٣  ظهر في جنوب الصين فيروس أرعب العالم  وهو فيروس سارس ( متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد ) وهو مرض من عائلة كورونا وأخذ في الإنتشار من الصين وتحديداً مقاطعة "جواندونج" إلى أمريكا الشمالية وباقي أنحاء العالم، وتسبب بما يقارب ال ١٠ آلاف أصابة و ٨٠٠ حالة وفاة.

أما العام ٢٠١٣ فقد شهد عودة وباء "إنفلونزا الطيور" من مزارع للدجاج داخل الصين وتحديداً في هونج كونج وأنتشر داخل وخارج الصين التي أصرت أن العدوى لا تنتقل بين البشر ولكنها فقط تنتقل من الطيور إلى البشر وهذا ما ثبتت مجموعة دراسات في بلدان أخرى عكسه، فبرهن ذلك على  جهل أو كذب الصين في هذا الشأن وأن الفيروس ينتقل من إنسان إلى أخر أيضاً، وحدثت بعض حالات العدوى بالفعل بين البشر،  الفيروس حينها لم يكن له الدوي الكبير حيث أن عدد ضحاياه لم يتجاوز ال٣٠ فرد 
الصين زيفت الحقائق بخصوص فيروس كورونا 
في ٢٤ يناير نُشر مقال في مجلة "لانسيت" الطبية، تم الاشتراك فيه مع ٣٠ طبيباً وعالم صينياً، المقال كان يحتوي على معلومات ونتائج مثبتة وتم دراستها على مرضى مثبت أصابتهم وكان عددهم ٤١ فرد وتم تاكيد أن ثلثي المصابين تعرضوا "لسوق هوانان" لبيع الأسماك وهي النتائج التي تدعمها الادلة القصصية "أن مصدر فيروس كورونا هو ذلك السوق" الذي أغلقته الحكومة الصينية نفسها وهي التي رددت وكررت ذلك بأن السوق أغلق لأنه مصدر للفيروس 
ولكن بعد مقال " لانسيت" الذي أثبت مصدر الوباء زيفت الحكومة الصينية الحقائق ونشرت تقارير في مواقع صينية مختلفة أن السوق لم يكن مصدر الوباء بل أن الفيروس أتى للصين من الخارج 
وما كانت تُلمح له الصين جاء بشكل صريح عندما وجهت أتهامها إلى الولايات المتحدة عندما قالت أن الفيروس أتى  مع المندوبين الأمريكيين المشاركين في الالعاب العسكرية العالمية في ووهان وحدثت بعض الطفرات في الفيروس مما جعل منه أكثر عدوانية وفتكاً وتسبب في الإنتشار من ووهان إلى العالم، أي أن الصين والحزب الشيوعي ُمصرين على نظرية المؤامرة الأمريكية ضدهم وكل ذلك خوفاً على الاقتصاد الصيني، فلو كان مؤامرة لماذا هددت الشرطة الطبيب "لي وينليانج" الذي حذر الجميع من ظهور وباء جديد؟!

الصين والعنصرية خلال أزمة كورونا:

على الرغم من الكم الهائل من الرقابة على وسائل التواصل الإجتماعي في الصين وفرض الحزب الشيوعي القبضة الحديدية على البلاد  لم يتمكنوا من دفن أشكال العنصرية والتمييز في الصين 
فقد أصبح المهاجرين من أفريقيا هدفاً للتمييز العنصري واسأءة المعاملة في الصين، وظهر ذلك جلياً بسبب الخوف من موجة أخرى لفيروس كورونا، ففي مدينة "جوانزو" فرضت الحكومة الحجر الصحي لمدة ١٤ يوم  لجميع المواطنين الأفارقة حتى وإن كانت نتيجة أختبارهم سلبية! ، وفي منطقة  "يويهشيو"  تحديداً والتي تحتوي على أكبر جالية إفريقية في الصين تم طرد الافارقة من بيوتهم حتى وإن كانوا قد دفعوا إيجارهم بشكل كامل، وتُركوا للنوم في الشارع، وتم منع أصحاب البشرة السوداء من دخول المستشفيات والمحال التجارية، وفي مطعم "ماكدونالدز"  تم وضع لافتة تقول : لا يمكن للأشخاص السود الدخول !.

العنصرية خلال هذه الفترة أججت لهيب الأحتجاجات الشعبية للجاليات الإفريقية في الصين وكان متنفسهم الوحيد مواقع التواصل الاجتماعي ليعبروا عن ما يتعرضون له من إساءات، ومناشدين سفاراتهم للتحرك  وبألفعل تحركت بعض السفارات الإفريقية وعلى رأسها السفارة الكينية التي ناشدت حكومتها  لإجلاء مواطنيها العالقين في الصين .

الردود الصينية تاخرت وأيضاً وسائل الإعلام الحكومية فشلت في توضيح الأمر أو حتى الدفاع عن نفسها  وبعد إنتشار الأخبار في الوكالات الاعلامية الافريقية بررت الحكومة الصينية أن العنصرية ضد السود ما هي إلا "خوف مُبرر " .

التمييز والاستعمار الخفي للصين :

بالنسبة للوافدين الجدد إلى الصين أو المتابعين لها من بعد يبدوا لهم أن العنصرية بالشيئ الغريب والجديد على الصين أو أنها ظهرت خلال أزمة كورونا فقط، ولكن على العكس تماماً فألعنصرية في الصين متواجدة داخل التاريخ الصيني القديم والحديث، وظهرت تلك العنصرية جلياً في أواخر القرن التاسع عشر عندما تأسس الحزب الشيوعي الصيني الذي دمج بين العرق وآلامة والقومية من أجل مواجهة التوسع الإستعماري الأوروبي،  وكلنا نعلم أن الحزب الشيوعي الصيني كل همه الإقتصاد الصيني لا أكثر 
ففي عام ٢٠١٣ أتخذت الحكومة الصينية خطة أشبه بالإستعمار عندما بدأت في إطلاق مبادرة ضخمة سُميت " الحزام والطريق"  للإستثمار في أكثر من دولة أفريقية بمبلغ ضخم تجاوز ال ٦١٠ مليار دولار، ولعلك ترى انه إستثمار ضخم في قارة معدومة مما سيؤدي إلى فقدان تلك الدول السيطرة على بنيتها التحتية الأساسية ومواردها الطبيعية وذلك مع زيادة ديونها لدى الصين، حيث تعتبر الصين أكبر مالك للدين العام في إفريقيا بنسبة ١٤٪ من إجمالي الدينون في القارة السمراء.

ذلك الإستثمار لم يكن الأول للصين في إفريقيا، فلطالما كان الوجود الصيني مستمر في القارة منذ قرون وهذا ما أدى إلى هجرة الأفارقة إلى الصين بحثاً عن العمل، ففي أواخر تسعينيات القرن الماضي هاجر أشخاص من نيجيريا وكينيا والسنغال ومالي وغانا ودول الغرب الافريقي الأخرى، للحصول على فرص عمل داخل الصين ومعظمهم تركز في مدينة *جوانزو"  ويقال أنهم ومنذ قدومهم إلى الصين وهم يتعرضون للتمييز والمعاملة السيئة من قبل الملاك الصينيين وأنهم يُحرمون من بعض انواع العمل حتى وإن كانوا مؤهلين إليها أكثر من غيرهم .

وعلى الرغم من أن الصين تمتلك اقل نسبة هجرة في العالم بنسبه تقل عن ١٪  فإن السلطات الرسمية تفرض إدارة للهجرة بقوانين قاسية للغاية وتحرمهم من السكن في أحياء معينه ويتم تجريمهم بدون أسباب واضحة في بعض الأحيان، ناهيك عن عمليات التفتيش المُجحفة وعمليات القمع.

الحكومة الصينية في مواجهة مسلمي الإيجور:

الإيجور هم مجموعة مسلمة يبلغ عددهم ١١ مليون نسمة وتعود أصولهم إلى "تركيا" ويتركزون في مدينة "شينجيانج"  في غرب الصين وهي منطقة ذاتية الحكم بعيداً عن حكومة بكين المركزية وتعداد سكانها يصل إلى ٢٦ مليون نسمة أي أن نسبة المسلمين فيها أقل من النصف، وهم على وجه الخصوص من يواجهون قرارات مُجحفة من الحكومة حيث أنهم يخضعون لمراقبة صارمة ويجبرون على إعطاء عينات من الحمض النووي و البيولوجي لهم،  وبحسب المصادر فقد تم إعتقال أي شخص مسلم لديه أقارب في ٢٦ دوله تصنفها الحكومة بدول ذات صله حساسة بالصين، أعتُقل البعض والبعض الآخر أحتُجز حيث أن إجمالي عدد المحتجزين يصل إلى أكثر من مليون شخص من الإيجور! 

بالإضافة إلى ذلك فإن الحكومة تُجبر الإيجور القاتنين بالمخيمات على تعلم لغة الماندرين الصينية ودفعهم إلى ترك لغتهم الأم والابتعاد عن دينهم الإسلامي، وأيضاً يتم إستخدام شتى أساليب التعذيب النفسي والجسدي  تجاه قاتني المخيمات من الإيجور، وذكرت تقارير غريبة أن عمليات الاختفاء القسري منتشرة في المخيمات حيث أن الأمر وصل إلى إختفاء عائلات بأكملها، وذلك لأن الحكومة الصينية تُلقي اللوم على الإيجور في عدة عمليات إرهابية في شينجيانج وخارجها، قُتل خلالها حوالي ٢٠٠ شخص جميعهم من "الهان" الصينيين في عام ٢٠٠٩ 

وفي فبراير ٢٠١٧ تم تشديد الإجراءات تجاه الإيجور بعد تعرُض ٥ أشخاص من الهان للطعن حتى الموت، ودائماً ما تتوجه الحكومة الصينية بأصابع الإتهام إلى مسلمي الإيجور  وتواصل التجاوزات ضدهم، هذا ما أدى إلى توجيه المجتمع الدولي الإنتقادات للحكومة الصينية بسبب تعاملهم مع مسلمي الإيجور، ولكنها حتى الآن فقط إنتقادات ولم تتخطى أي دولة ذلك الحد، وكان رد الصين بالدفاع عن نفسها أو بالأحرى الكذب ومحاولة التزييف المعتادة من تلك الحكومة الشيوعية وقد نفت أي تجاوز منها ضد المسلمين بل وأنها نفت وجود أي معسكرات لإعتقال المسلمين حتى!! 

وفي أغسطس ٢٠١٨ ذكر تقرير تابع "للأمم المتحدة"  أن ما يصل إلى مليون مسلم من الإيجور محتجز في شينجيانج الغربية،  والحكومة الصينية نفت أيضاً هذا الإتهام، وقالت أنهم يخضعون لبرنامج إعادة تأهيل، ومازالت التجاوزات مستمرة حتى الآن ولعل أزمة كورونا هي التي أجلت نظر العالم عن ما يحدث من حكومة الصين تجاه مسلمي الإويجور.

في الأخير، الأوبئة والأمراض شيء طبيعي ولا يدعو إلى الخجل، والعنصرية متواجدة في جميع الدول، نعم هنالك دول تستوطن فيها جذور العنصرية أكثر من غيرها بنسب متفاوتة ولكنها متواجدة، أما الحكومة الصينية الشيوعية والتي تعتبر من أكثر الحكومات ديكتاتورية تحاول فقط تزييف وعكس كل الحقائق خوفاً على إقتصاد يتكالبون على أن يتخطى إقتصاد الولايات المتحدة بأي طريقة ممكنة وغير ممكنة 
الصين ليست ذا وجه بريئ كما تحاول أن يراها العالم به ولكنها كوكب من الخداع.