جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 04:12 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ثقافة الجيزة تستعرض محطات حياة صفية زغلول

استعرضت ثقافة الجيزة التابعةلهيئة قصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، محطات من حياة الراحلة صفية زغلول زوجة زعيم الأمة المصرية  والتي لقبت بأم المصريين. 

"هذا أسعد يوم في حياتي، مهمتنا الكفاح وليست تولي المناصب" بهذه الكلمات استقبلت زوجها بعد أن استقال من رئاسة الوزارة، هي " أم المصريين" صفية زغلول زوجة زعيم الأمة سعد زغلول، التي ولدت لأسرة ارستقراطية، فهي ابنة مصطفى فهمي باشا الذي يعد من أوائل رؤساء وزراء مصر، تزوجت زعيم الأمة سعد زغلول، الذي لم يكن حينها سوى قاضيا مصريا من عامة الشعب، ساندته ووقفت إلى جواره كتف بكتف، عندما قرر أن يخوض غبار المعترك السياسي.

 كان لها دور بارز في الحياة السياسية المصرية، حين حملت لواء الثورة بعد نفي زوجها إلى جزيرة سيشل، بعد أن طالبت المعتمد السامي البريطاني آنذاك، بأن تنضم إلى زوجها بمنفاه، والذي رفض في بادىء الأمر، ولكنه سرعان ما أدرك أن خطورتها لا تقل عن خطورة زوجها فقرر الموافقة على طلبها، لكن صفية زغلول هي الأخرى أدركت بذكائها وحسن تدبيرها أن وجودها بجانب وطنها أسمى وأهم من وجودها بجانب زوجها، وأن وطنها يحتاجها أكثر، فتراجعت عن طلبها، ودافعت باستماتة عن القضية المصرية، وخرجت في أولى صفوف النساء اللائي شاركن بالمظاهرات، تلقي الخطابات وتلهب الحماس في نفوس المصريين،  حتى لقبت بأم المصريين وهو اللقب الذي أطلقه عليها احد المتظاهرين.

 قامت صفية بخلع نقابها لحظة وصولها إلى الإسكندرية مع زوجها سعد زغلول بعد عودته من منفاه، وكانت بذلك أول زوجة لزعيم سياسي عربي تظهر في الحياة العامة والصور دون نقاب، ويروي مصطفى أمين في هذا الشأن: «في عام 1921 عاد سعد زغلول من منفاه، واستقبلته مصر استقبال الغزاة الفاتحين، وكانت معه صفية زغلول، وقبل أن تصل الباخرة إلى الإسكندرية سألت زوجها: ألم يحن الوقت لكي أنزع البرقع الأبيض؟».

في هذه اللحظة التفت سعد زغلول إلى رفيقيه واصف غالي وعاصم الشمسي وطلب رأيهما، وعارضا الأمر بشدة، إلا أنه وجه حديثه لصفية وقال لها، حسبما روى مصطفى أمين، «هذه ثورة! ارفعي حجابك!».

في بيتها المعروف ببيت الأمة، ولد التوأم مصطفى وعلي امين، وكانت صفية بمثابة الأم والمعلم لهما، وتربيا تحت رعايتها في بيت خال والدتهما سعد زغلول، وكان بيتها ملتقى الثقافة والوعي والنضال، بعد رحيل سعد زغلول، لم تتخل صفية زغلول عن نشاطها الوطني لمدة عشرين عاما.

 ظلت يوميا ولمدة 9 سنوات تقطع المسافة من بيتها إلى مقابر الإمام الشافعى لزيارة قبر زوجها، حتى نقل جثمانه إلى ضريحه أمام بيت الأمة، فأصبحت تطل على الضريح.. وتقرأ الفاتحة على روح الرجل الذي أحبته وصاحبته مشوار حياته وجاورته حتى وفاتها في 12 يناير 1946، بعد أن كتبت وصيتها مانحة  فيها تركتها إلى خدمها.