جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 09:17 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بهية المصرية ..

فتاه مصريه مثل معظم فتيات مصر..حلمت بالنجاح في الحياه..وأن تحظي بفارس كريم..كان التفوق في الثانويه هو باب الدخول لمعبد طب الأسنان بالقاهرة..احتاجت بعض الشهور لكي تتأقلم علي الجو الجامعي...وتتفهم طبيعه تلقي العلوم العلميه والطيبه...والانسجام مع الزميلات والزملاء.

تمتعت بجمال فطري مصري...يجمع مابين جمال القسمات..وقمحيه اللون..والشعر الأسود المسدول علي أكتاف وقامة مرتفعة بين الحضور.....كان شاغلها هو التفوق..رغم أضواء المدينة وفساتين ومكياج وحديث الزميلات عن فرسان الاحلام.....

تحقق لها الحلم...وصارت من أوائل الدفعه في منتصف التسعينات...وتم تعينها معيده بأحد الاقسام التي تقيس وتكتشف جوده المواد والخامات اللازمه لعلم ومهنه طب الاسنان......طرق باب البيت...فارس كريم...نال موافقه الأب الحازم...ودعاء الأسرة بعش سعيد....وتم عقد القران...والزواج السعيد....مرت الشهور والأعوام في سعادة مع بعض الرياح..وخبرة حياة بسيطة لطبيبة كان شاغلها التعليم.

رزقها الله باثنين من العصافير الجميله....لكن للحياه والاقدار..سر واسرار لاتعلمها....يعلمها الله وحده خالق الكون..

فجأة غادر سفينه الحياه.. فارسها الجميل الكريم...وجدت نفسها وحيدة..مسؤولة عن نفسها وعن عصافير...وضروره استكمال الدراسات العليا...لبلوغ ماحلمت به....استاذه في معبد أطباء الأسنان....

كان والدها رغم حزمه...إنسان ذو حنان وإحساس جميل..وعقل راجح التفكير....والأم مصرية...نبع عطاء وحنية..تعلمت منها بعض أسرار الحياه والنجاح...والمطبخ الشهي اللذيذ.....

كانوا عونا لها على عبور الأزمة...مع وجود صديقات مقربين....مرت أعوام....وحصدت شهادة الدكتوراه..مرت أيام واسابيع...كانت الحيرة وعلامات الاستفهام تدور  داخل رأسها...تهرب إلى فنجان قهوة مضبوط....أو صناعه حلوي للعصافير....لك أن تتخيل...طبيبة ناجحة في الثلاثين...انقطع بها الطريق...وفي حضنها اثنان من العصافير.....ولديها طاقه ورغبه في الحياه..وصنع المستحيل.....كيف تكون مشاعرها وإحساسها...في حياه تموج بالأعاصير...حولها وداخل الاعماق...؟؟

نؤجل استكمال السطور..وباقي الحدوته.والتفاصيل...وماحققته من نجاحات..وما شهدته من انكسارات ثم انتصارات إلى مقال آخر....لكن لايفوتني إلا أن أوجه لها كل التحيه والتقدير....وأتخيل جلستها الآن على كرسي وثير....في معبد جديد لطب الاسنان....تطل نافذة حجرة المكتب علي فرع صغير ..لنهر النيل....في محافظة عريقة مشهورة..بإنجاب الرؤساء والناجحين..وارتفاع مستوى التعليم..والحرص في المصاريف...وصناعه الفطير..
سيدتي...الأستاذة الدكتورة....بهية المصرية....وفقك الله إلى كل ماهو ناجح وجميل.

بقلم..طبيب مصري...محمد الأشقر ..القاهرة