أسماء علاء الدين تكتب : اعذريه عنده « البريود »
خلافًا للرجال الحقيقيين المنشغلين بحكم حيثياتهم ابدأ حديثي عن فئة من الرجال (يحيضون) بعض الأيام!
ترتبط الفتاة بهذا النوع فتجده في البداية جميلًا ناعمًا معسول اللسان، أفعاله محسوبة، يغرقها بالاهتمام والحب، يبرز محاسنها، ويجعلها تطمئن له، أيضًا يوهمها بالثقة فيحكي لها مايريده من حياته -التي لا تهم أحد في الكون غيرك يا ساذجة- فتتعاطف هي الأخرى معه، وتبدأ رحلته في نفخها كبالون كبير يطير في الهواء بأمر منه، وهكذا عدة شهور تزيد وتنقص حسب استجابة الفتاة للوقوع في المصيدة وحسب قابليتها للدور الأنثوي الأكثر شيوعًا بفعل التنشئة الاجتماعية -دور الأم الضحية- وما إن تقع في الفخ حتى تبدأ فترة (الحيض الرجالي)..
يغيب الذكر من يومها الأول فتشعر هي بغصة في حلقها، وتتسارع الأفكار إلى ذهنها لتستقر عند فكرتها البائسة (أكيد مشغول- أو حصل له حاجة- يالهوي حصل له حاجة!! لازم اتطمن عليه) على الجانب الآخر يستلم هذا الذكر رسالتها بكل ترحيب دون استجابة أو بكل ملل دون استجابة أيضًا، وهكذا أيامًا تمر وهو ينظر للبالونة التي ملأها (بالهوى) الزائف وهي تهبط أمامه من خوف الفقد، وقبل أن تسقط على أرض الواقع يعود من غيبته، ويستدرجها مرة أخرى بطرق مختلفة يعلمها جيدًا هذا النوع من الذكور (كنت مشغول اوي.. معلش مضغوط.. مكتئب بقالي فترة.. انتي عارفة مبحبش التواصل وباتغير عشانك.. بحب العزلة كل فترة..) وهكذا تستمر الدائرة، تغلق وتفتح بأمر منه، وبالتزامن تستمر الفتاة في الحفاظ على صورتها المثالية في عينيه التي أوهمها بها، بل تدخل في مرحلة جديدة من الإيذاء النفسي وهي أن تسعى بكل جهدها أن تثبت له أنها جديرة به، وأنها تستطيع تحمله واستيعابه، فتتزايد فترات الغياب، وعليه تزدات الفتاة احتراقًا ينير "الايجو" الخاص به، إلى أن (تفرقع) البالونة من الضغط ودخان الاحتراق، فينتقل إلى أخرى ويبدأ معها من جديد إلى أن (يحيض) مرة أخرى.. والسؤال هنا.. هل هذا (المؤذي) هو من يتحمل كل اللوم وحده؟ وللحديث بقية.