جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

صفاء الشاطر تكتب: إلي ما بعد كورونا!!

صفاء الشاطر
صفاء الشاطر -

بحسب ما ذُكر من تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بشأن إنتشار الوباء العالمي الذي اجتاح مايقرب من ١٢٨ دولة حتي الآن تحت مسمي كورونا فيرس أو كوفيد ١٩ والذي حصد مايقرب من ٢٥٠ الف نسمة علي مستوي العالم. وجعل العالم أمام أزمة ... من ثما هناك ضرورة لتحليل عناصرها بدء من اسبابها وكيفية إدارتها والنتائج المترتبة عليها.

ولنا أن نقدم العنصر الثاني علي الأول وهو كيف أُديرت هذه الأزمة.. بكل أسف أدارها الغرب ببطء شديد واستهتار غير مفهوم وإنعدام تام لشفافية في باديء الامر. وهذا لا يتوافق علي ماينادون به دوما وهو النزاهه والشفافية في المعلومات .. حيث توقف الجيش الأمريكي عن الإعلان تفصيليًا عن عدد الحالات المصابة والمتوفية المصابية ..

يقابله علي الجانب الآخر ترويج هائل في وسائل الإعلام العالمية لخطورة الفيرس علي أبناء القارة السمراء لقلة وعيهم الصحي وضعف إمكانياتهم الطبية . وعدم توافر الخبرات لإدارة مثل هذه الأزمة..

غير مفهوم هذا التركيز والاهتمام البالغ فيما يخص كورونا فيروس في وتأثيره علي أبناء القاره السمراء في حين تعرضت القارة من قَبل للعديد من الأمراض والاوبئة التي قد تزيد خطورتها عن كورونا فيرس أو كوفيد ١٩، والتي كان ضحيتها الآلاف لنجد تفشي غير مسبوق في المجتمع الأوربي علي عكس المتوقع، لتأتي النتائج في صالح أبناء القارة السمراء حيث سجلت أقل نسب إصابة وأقل نسبة وفيات لهذا الفيرس..

وهنا يأتي بنا التساؤل لماذا تم هذا الترويج ...هل لتوظيف هذه الأزمة التي حدثت تحت اي ظرف توظيفًا اقتصاديًا . لنعود للعنصر الأول في الأزمة وهو أسبابها .. وبلغة السينما والمسرح ماخلف الكواليس هناك أمر يتضح جاليا وهو مرحلة السطوع والنضج الاقتصادي وغزو الصين الأسواق العالمية الأمر الذي جعلها في مصاف القوي العظمي المسيطرة علي العالم..

فهل تقبل نظيرها الولايات المتحدة الامريكية هذا الوضع؟!، حتما بمنطق الهيمنة والسيطرة لم تخلق امريكا لتسيطر الصين .. وهنا أصبح العالم أمام قطبان متوازيان لايلتقيا ولايتفقا .. خاصة الصين التي تري أن مشروعها الأقتصادي مبني علي طريق الحرير ولا سبيل لها في الهيمنة والسيطرة علي أحد..

علي حين الطرف الآخر يري أن الهيمنة والسيطرة ستتحقق للصين من خلال المشروع الاقتصادي والتي يجب أن يُحسم أمرها .فكان لابد لطرفان أن يختصما ويصبح العالم بين قاب قوسين أو أدني بجائحة غير مسبوقة الغرض منها الجلوس علي مائدة التفاوض..

هنا يأتي التساؤل متي يجلس الطرفان يتقاسما الهيمنة علي العالم .. هل ستحمل الأحداث قريبا عقب الجائحة البائسة حالة حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أشبه بالمناوشة والتلويح تجعل الصين تخضع لجلوس علي مائدة لتفاوض فلا يأتي التفاوض إلا بعد الحروب ولربما تجني دول القارة السمراء ثمارًا رطب وعلي قائمتها مصر حفظها الله..