جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

متحف العربات الملكية في حي بولاق وتراث مصر الجميل

العربات الملكية
احمد علي -

بالقرب من جامع السلطان أبوالعلا بحي بولاق يقع متحف العربات الملكية الذي شيد في عهد الخديوي إسماعيل « 1863 - 1879» و تمت إضافة بعض التعديلات إليه في عهد الملك أحمد فؤاد الأول « 1917 - 1936 » .

المتحف بمثابة اسطبل للخيول و لحفظ العربات الملكية . يضم المتحف مجموعة من العربات من طرز مختلفة و مجموعة نادرة من الملابس الخاصة بالتشريفات . تزين جدران المتحف مجموعة نادرة من الصور الزيتية لبعض أفراد الأسرة المالكة لكن كل هذه المشاهد السابقة ما هي إلا حطام و أطلال بسبب النظام السابق الذي أراد ترميم المتحف إلا أنه جعل منه « خرابة » لا تسر الناظرين .

تشكيلات معمارية و كرانيش كبيرة بارتفاع 15 مترا عن سطح الأرض و حليات هندسية رأسية و نماذج لرؤوس الأحصنة يشرح فيها التشريح العضلي للحصان بالحجم الحقيقي للرأس و تحلي هذه الرؤوس بأوراق نباتية و زهور، داخل مبني ضخم تحمل واجهته ملصقات انتخابية و بابا حديديا كبيرا و نوافذ بالية . و عندما تطرق أبوابه تجد فناءا واسعا إلا أنه لايوجد به ما يدل علي أنه متحف العربات الملكية حيث لا يوجد داخله سوي 3 حراس لا يفقهون شيئا عن المتحف:« بنيجي الصبح في مواعيدنا.. و نقعد و خلاص » هذه كلمات حراس المتحف الذين رفضوا ذكر أسمائهم و عندما توجهت إليهم بالسؤال حول معلوماتهم عن المتحف وجدتهم لا يعلمون أي شيء، ربما لم يجذبهم ما تحمله مخازن المتحف للفضول نحو معرفة تاريخ هذه العربات التي قالوا عنها « العربات الملكية حبة هنا و حبة هناك » في إشارة من جانبهم إلي انتقال جزء من العربات إلي قلعة محمد علي باشا بمنطقة القلعة و الآخر في المخزن فلا يتم الإفراج عنها لتصبح مادة سياحية تضيف دخلا جديدا لمصر.

متحف العربات الملكية بدأ ترميمه في عام 2003 و مازالت هذه الترميمات مستمرة حتي الآن و لم يتم افتتاحه حتي الآن و ربما يكون اندلاع ثورة 25 يناير و ما تلاها من اضطرابات قد ساهم في إخفاء ما يحاط بهذا المتحف من ديون أوقفت الإعلان عن انتهاء ترميمه و يتم التحجج بعدد من الحجج للتمويه عن حجم الديون المستحقة للشركة الخاصة بالترميم .

”معالم مصر المنسية”.. مسجد شاهين الخلواتي بجبل المقطم

و رفضت الشركة استكمال المشروع حتي يتم دفع مستحقاتها عن المرحلة الأولي فقط دون البدء في المرحلتين المتبقيتين و ربما أيضا حجم البلبلة في قطاع الآثار خاصة و مصر بشكل عام قد أثرا علي افتتاحه .

و عودة إلي الماضي نجد أن المتحف كان عبارة عن عربات و اسطبلات خيول و حجرات خاصة بإعداد أطقم الخيل بالإضافة إلي سكن لمبيت سائقي العربات و مكاتب و حجرات خاصة بالإسعاف في عام 1969 و قامت محافظة القاهرة بالاستيلاء علي مساحة كبيرة من المباني و حولتها إلي جراج تابع لها بحسب رواية أحد مفتشي الآثار .

كما يحتوي المتحف علي حوالي 78 عربة ملكية ذات قيمة تاريخية عالية . 22 نوعا منها هدايا من دول أوروبية لحكام سابقين ابتداءا من عصر الخديوي إسماعيل و حتي عصر الملك فاروق الأول . أهم هذه العربات عربية « الآلاي » الكبري التي أهداها نابليون الثالث و الملكة أوجيني للخديوي إسماعيل عند افتتاحه قناة السويس عام 1869 م و التي استخدمها الخديوي في زفافه فضلا عن استخدام الركائب في عهد الملك أحمد فؤاد الأول لنقل سفراء الدول الأجنبية . هذا بالإضافة إلي 7 فتارين و 20 دولابا من الخشب و الزجاج لحفظ الملابس الخاصة بالتشريفات و الأطقم الجلدية المختلفة و مستلزمات من أدوات الزينة الخاصة بالخيل .

في حال إعادة افتتاح المتحف و لمن يرغب في الزيارة العنوان بالتفصيل : شارع 26 يوليو بالقرب من جامع السلطان أبو العلا – بولاق أبو العلا