جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

هند هيكل تكتب : اكسر عظمى ولا تكسر خاطرى

هند هيكل -

‏ ‏الجبر لو به نكتفي كل الأذية تختفي ما يبقى في الخاطر كسر يضئ فرحنا المنطفي.. يقولون ‏أكسر لي عظمي لكن لا تكسر خاطري، فأنا امتلك 206 عظمه، وخاطر واحد فقط!! الكسور أنواع كثيرة وأخطر ما بها كسر الخواطر، كسر الخواطر أسهل بكثير من جبرها، فهى ليست عظاماً تجبر بلا أرواح تقهر، فهناك حكمة تقول : "كسر الخواطر والأخطاء لا تمحي الودّ نهائياً، لكنّها تبني الحواجز بينك وبين من أحبّوك" كسر الخواطر أشد من كسر اليد أو الرجل، لأن اليد أو الرجل تجبر وتعود كما كانت، أما كسر الخواطر فإنه لا يجبر، ويبقى مكسور الخاطر عليلاً، ويتسبب في أمراض متعددة للمكسور من جراء الحزن الشديد الذي أصاب القلب والنفس وقد يسبب الوفاة والموت. ‏كسر الخواطر يسبب ألم عظيم داخل النفس، لا يمكن وصفها فى سطور، مهما كان رد فعلك لا تكسر بخاطر أحد، وكن صاحب خلق جميل بكلامك وتصرفاتك، ولا تحسب أن كسر الخواطر أمر هين يمكن إصلاحه، لأن كل شئ يجبر، والخواطر تبقى عليلة، وقد ينكسر في النفس شيء لا يجبره ألف إعتذار ، فكسر الخواطر مثل الزجاج كسرها لا يجبر، فهى تصرف مشين يدل على سوء خلق صاحبه، وضعف إيمانه، الدنيا لم تر أسوأ من خلق كسر الخواطر وإحزان النفوس بالكلمة السيئة والإحراج ممن انعدم إحساسه، وقل إيمانه وانقلب قلبه. كسر الخواطر تدل على فقد المروءة، وذهاب العقل، وخبث النفس، وظلام الصدر، لذلك لا يكون كسر الخواطر إلا ممن غضب الله عليه وسخطه، وأعمى قلبه وتركه في ظلماته، وتخبطاته، فهو ظالم لنفسه، يبغضه الناس، ولا يجالسونه ويهجرونه، يدعون عليه ولا يدعون له، شخص يهدم ولا يبني، ويكسر ولا يصلح، ولا يرمم مآسيه كثيرة ومشاكله ومصائبه لا تُعد ولا تُحصى، هو أكثر من يتأذى بسببه المجتمع. اجتنبوا دائماً كسر خواطر الآخرين، فهى أكبر من جريمة القتل، إن الأشياء التي نستطيع فعلها كثيرة جداً ولا تُكلفنا شيء، لا تستهزئوا بمشاعر أحد، لا بشكله، ولا بأسلوبه ولا بأفعاله، رفقاً بمشاعرهم!، لأن مكسور الخاطر لا ينسى كاسر خاطره ولو بعد حين، وقد يموت الإنسان بسبب كسر خاطره، ولذلك كسر الخواطر يهدم النفوس، ويمرض القلوب، والأبدان، وإذا ابتليتم بكسر الخواطر فبادروا بجبرها وإعادتها إلى حالتها التى كانت عليها..