في ذكرى ميلاد ”إلياس مؤدب”... تعرف على محطات من حياته وأفلامه مع الراحل ”إسماعيل ياسين”

تحل ذكرى ميلاد الفنان المصرى اللبناني إلياس مؤدب، اليوم السبت الموافق 6 فبراير، ويعد إلياس مؤدب واحدا من أشهر نجوم الكوميديا في السينما المصرية خاصة خلال الأفلام التي شارك فيها مع نجم الكوميديا إسماعيل ياسين، حيث شاركه في 14 فيلما اعتبرت علامة فارقة فى تاريخه السينمائى.
لا يشك أحد فى أن هذا الممثل ذا الوجه المحبوب، سوريًا أو لبنانيًا، أو على الأقل عاش حقبة من عمره فى هذين القطرين الشقيقين، فقد كانت لهجته الشامية أهم ما يميز أدواره على الشاشة البيضاء. فيرسم بجسده البدين مع وجهه المكتنز الممزوج بسذاجة طفولية، لوحة مجسمة مغرقة فى الكوميديا
ولهذين السببين، نجح إلياس مؤدب فى أداء شخصية الشامى الضاحك المضحك باقتدار ربط بينه وبين اللهجة الشامية. ولعل أشهر ظهور له بهذه الشخصية كان فى فيلم «عنبر» مع ليلى مراد، وتحديدا فى الاسكتش الشهير «اللى يقدر على قلبى»، حيث يرقص بزيه اللبنانى ويغنى «جيتك من آخر لبنان».
ورغم أن أصول مؤدب تمتد إلى مدينة حلب، إلا أنه مصرى المولد والنشأة وظل كذلك حتى الممات. فقد استقرت عائلته فى مصر وتزوج أبوه من سيدة مصرية يهودية كانت تعيش مع عائلتها فى طنطا، لينجبا الطفل «إيليا مهدب ساسون» يوم 6 فبراير سنة 1916 بحارة «سوق الفراخ» الباقية حتى اليوم بالاسم نفسه بحارة اليهود فى حى الجمالية، والذى أخرجه كواحد من أبنائه الفنانين تحت اسم «إلياس مؤدب» وهو المسمى الذى دأب رفقاؤه على إطلاقه عليه. كما كان بوسع من يتجول فى شارع عبد العزيز بوسط القاهرة إبان الثلاثينيات، أن يرى هذا الشاب ذو الجسم المترهل، منهمكا فى عمله بمحل لإصلاح الساعات، حيث كانت هذه المهنة منتشرة بين اليهود.
كثير من يهود مصر، كانوا يؤثرون البقاء فيها والانتماء إليها كوطن لا بديل عنه، يتجاهلون فى إصرار تلك الدعوات المغرضة للهجرة إلى أرض فلسطين المحتلة. وكان من بين هؤلاء إلياس مؤدب، الذى انغمس فى الحياة المصرية برغم دراسته فى مدارس الليسيه، وإتقانه اللغة الفرنسية. كان عاشقا للسينما المصرية الضاحكة، فتراه مشاركا لكثير من نجومها أفلامهم الناجحة يؤدى دور «الشامى» الذى حصره فيه المنتجون والمخرجون ونجح فيه نجاحا باهرا، ولم يمهله القدر أداء أدوار أخرى. فقد رحل فى 28 يونيو 1952 بعد أن شارك فيما يزيد على عشرين فيلما مع كبار نجوم ذلك الزمان.
اكتشفه الفنان الراحل بشارة واكيم، ولعله تأثر بأداء أستاذه واكيم لدور الرجل الشامى، فقد كان هو الآخر بارعا فيه مع أنه مصرى صميم ومولود فى «حى الفجالة»، ولكنه أتقن اللهجة من جيرانه الشوام المقيمين فى القاهرة، فكلاهما يحسبهما الكثيرون ينتميان إلى الشام. ومن المعروف عن مؤدب أنه أهدى للسينما العربية، الطفلة المعجزة «فيروز» باكتشافه إياها، حيث كان صديقا لوالدها، لكنه رحل دون مشاركتها المجد الذى حققته صغيرة، وكان هو أول من فتح أمامها الطريق إليه
بدأ حياته العملية منذ شبابه في مهنة والده وهي تصليح الساعات وكانت مهنة هامة جدًا في ذلك الوقت، وكان يمتلك هو وشقيقه محلا لتصليح الساعات والنظارات في شارع عبد العزيز بالعتبة، ورغم براعته الشديدة في هذه المهنة إلا أن الفن والتمثيل استهوياه بشكل كبير في شبابه وقرر أن يجرب حظه في مجال التمثيل.
بدأ بغناء أولى مونولوجاته بالفرنسية في ملهى «الأوبرج»، وعمل لفترة طويلة في هذا المجال وهي ظاهرة غريبة بالنسبة لغير المصريين، ثم اتجه إلى الأغاني «الفرانكو آراب»، وكوّن فرقة غنائية مع أخيه وأبناء عمه، تلك الفرقة التي جالت بشارع عماد الدين وقدمت المونولوج الكوميدي في الأفراح والملاهي متوسطة الحال.
اشتهر بطريقته المميزة في إلقاء المونولوجات، فكان يقوله أولًا بالعربية ثم يؤديه بالفرنسية ثم اليونانية، وهكذا لاقى استحسان الجماهير على اختلاف لغاتهم.
معرفته الحقيقية بالجمهور كانت مع ليلى مراد، وأنور وجدي، وبشارة واكيم، وفريد شوقي، وحسن فايق، في «عنبر» عام 1948، وكان دورًا صغيرًا لكن اشتراكه في مونولوج «اللي يقدر على قلبي» وغنائه باللهجة الشامية أدى إلى بروزه بشكل كبير، ليؤدي بعد ذلك ما يقرب من 20 عملًا خلال 6 أعوام، شارك فيهم إسماعيل ياسين في بطولة 12 فيلمًا سينمائيًا.
قدم 7 أفلام في عام 1950، هم «عيني بترف» تأليف وإخراج عباس كامل، بطولة تحية كاريوكا، وكارم محمود، ومحمود المليجي، و«بنت باريز» أمام تحية كاريوكا، وليلى فوزي، ومحمد فوزي، قصة وسيناريو وحوار أبو السعود الإبياري وحلمي رفلة، إخراج حلمي رفلة، و«ست الحسن» مع سامية جمال، وليلى فوزي، وكمال الشناوي، وهدى سلطان، وإسماعيل ياسين، تأليف أبو السعود الإبياري ونيازي مصطفى، إخراج نيازي مصطفى، و«فلفل» مع إسماعيل يس، ولولا صدقي، وماجدة، وحسن فايق، تأليف وإخراج سيف الدين شوكت ومصطفى العطار، و«البطل» أمام إسماعيل يس، وتحية كاريوكا، وشادية، تأليف أبو السعود الإبياري وأنور وجدي، إخراج حلمي رفلة، و«سيبوني أغني» بطولة صباح وإسماعيل يس وسعد عبدالوهاب، قصة وسيناريو وإخراج حسين فوزي، حوار أبو السعود الإبياري، و«قسمة ونصيب» مع عزيزة أمير، ويحيى شاهين، وتحية كاريوكا، ومحسن سرحان، قصة وسيناريو وحوار يوسف جوهر ومحمود ذو الفقار، إخراج محمود ذو الفقار.
رغم أصول والدته اليهودية، فضل «مؤدب» الابتعاد عن السياسة سواء في حياته أو في أعماله، فهو لم يقم بشخصية اليهودي غير مرة واحدة في فيلم «البطل» عام 1950 مع شادية وإسماعيل يس، ولعب فيه دور «راؤول» صديق البطل.
كما قدما في عامي 1951 و 1952، 5 أفلام هى"البنات شربات"، مع أحلام والأختين عواطف ورجاء يوسف وعبد الفتاح القصرى، فيلم "فايق ورايق" مع كارم محمود وسميحة توفيق وعبد الفتاح القصرى، فيلم "قطر الندى" من بطولة أنور وجدى وشادية وزينات صدقى ورياض القصبجى، فيلم "بيت النتاش"، مع شادية وزينات صدقى وعبد الفتاح القصرى وعبد السلام النابلسى، وأخير فيلم "حلال عليك" مع هدى شمس الدين وثريا حلمى واستيفان روستى.
وبدأت سلسلة أفلام إلياس مؤدب مع الفنان إسماعيل ياسين عام 1947، من خلال فيلم "حبيب العمر" وشاركهما في البطولة كل من، فريد الأطرش، سامية جمال، حسن فايق، لولا صدقى، وغيرهم وفى نفس العام شاركا أيضا في فيلم "الستات عفاريت" وشاركهما في البطولة كلا من ليلى فوزى ومحمود المليجى وثريا حلمى وحسن فايق وزينات صدقى، وفريد شوقى.
وواصلا نجاحهما سويا بفيلمين في عام 1948، وهما "الروح والجسد" مع محمد فوزى وكاميليا وشادية وكمال الشناوى، أما الفيلم الثانى فهو "عنبر" وشاركهما البطولة أنور وجدى وليلى مراد واستيفان روستى وفريد شوقى ورياض القصبجى.
واستكملا نجاحاتهما في عام 1949، من خلال 3 أفلام هي "شارع البهلوان"، مع كاميليا وكمال الشناوى وحسن فايق، أما الفيلم الثانى فهو "كلام الناس"، مع شادية وإبراهيم حمودة وزوزو محمد، عبد العزيز محمود، وسعاد مكاوى، أما الفيلم الثالث فهو "منديل الحلو"، مع تحية كاريوكا وعبد العزيز محمود ومارى منيب ومحمود المليجى
وفى عام 1950، قدما 4 أفلام هي "البطل" مع تحية كاريوكا وشادية وزينات صدقى، أما الفيلم الثانى فهو "ست الحسن" مع ليلى فوزى وكمال الشناوى، وسامية جمال، وعزيز عثمان، أما الفيلم الثالث " فهو "سيبونى أغنى" مع صباح وسعد عبد الوهاب وماجدة، أما الفيلم الرابع فهو "فلفل" مع حسن فايق وماجدة ولولا صدقى وفريد شوقى.