دكتور محمد الأشقر يكتب : مريلة صفراء
مريلة صفراء كنت ارتديها وكل زملائي في المدرسه الابتدائيه.. وتحتها بنطلون من نفس القماشه واللون.. نصطف صفوفا في حوش المدرسه نحي العلم.. ونردد النشيد الوطني.. بلادي بلادي لك حبي وفؤادي... المريله صناعه شركه غزل المحله.. من نسيج القطن المصري.. طويله التيله..
كان يطلق عليها تيل ناديه.
كانت شركه غزل المحله ذات سمعه داخليه وعالميه كبيره.. خاصه في اقمشه القطن.. والقميص المصري.. ذو السمعه العالميه.. وبعدها الشوربجي... وعده مصانع اخري... تنتظم فيها العماله المصريه.
كان في الحوش.. كل تلاميذ المدرسه.. ومدرسي المدرسه.. والناظر او الناظره... تبدا الحصه الاولي.. للفتره الاولي.. مع دقات جرس المدرسه السابعه والنصف صباحا... وابله فاطمه.. تشرح لنا قواعد القراءه والكتابه.... النحو والتعبير.. بكل همه.. نشاط.. حب.. وكذلك معظم المدرسين
ولم يكن هناك دروس خصوصيه... لكن في نهايه العام.. مجموعات تقويه لمن يشعر بضعف في الاستيعاب.
اذهب الي المدارس الابتدائيه الحكوميه.. قبل حدوث وباء الكورونا.. اجد زي التلاميذ... سمك.. لبن.. تمر هندي.
نصف او اقل عدد الطلاب... في وجود بعض المدرسين.. والناظره تصرخ بلا مجيب... الحصه الاولي تبدا... نصف الفصل غياب... وتلاميذ تتثاءب من النوم..بعد سهر امام الشاشات.. المدرسه تشاركهم الرغبه في النوم.. بلا شرح او تدريس... واتفاق علي مكان الدرس الخصوصي... وفي مذياع القهوه.. المجاوره لوزاره التعليم.. .. كلام كثير عن اصلاح منظومه التعليم... ودخان يطير مع شيشه التفاح.
اسال عن مريله المحله.. وعن مصانع المحله... فيعانقني الصمت.. ونظره الاستنكار.... اسال عن القطن المصري طويله التيله.. بعد ان هجر زراعته الفلاح المصري... لتكرار المعاناه من الخساره الماليه والمجهود... الايراد اقل من المصروفات.. والاحاله للتحقيق لعدم سداد مديونيه بنك التسليف.
اعاود السؤال.. دون خوف من نظرات الاستنكار..
يطوف حولي.. يمام بلدي وعصافير تسكن الاشجار... يقذف لي عصفور.. بصفحه وعنوان من جريده يوميه.. مسطور فيها... ان الحكومه قررت اصلاح المصانع سريعا.. وتطوير الماكينات.... مع العوده الي زراعه الاقطان.. وتعويض الفلاح... وتوفير سعر مجزي للقنطار... وتحديث محالج ومخازن الاقطان...
يعود الي الامل.. في ان اشم شذا عطر جديد.. وان اري زهره القطن.. بجوار زهره البرسيم..
اشتاق مريله المدرسه.. الصفراء انتاج المحله ومامعها من ذكريات.. واردد في صوت هادئ... بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي...ويطير في السماء يمام.. حمام.. عصافير... تطوف اعلي ضفاف النيل..
بقلم.. طبيب مصري.. محمد الاشقر...
اقرأ أيضا|
خاص للديار.. وزير التعليم يحدد طريقة امتحانات الثانوية العامة ”ورقياً ام إلكترونياً”
حلا شيحة_نور الشريف_احمد عز_دونالد ترامب_الزمالك_القنوات الناقلة لمبارة الاهلي_بارين ميونخ_الترجي_دعاء المطر_مبارة الاهلي اليوم