عصام سليم يكتب : عناوين المكان والمكانة
لاحقتني أنظار التجسس
وأسماع التجني
تسعى
إلى الإمساك
بما أتمتم وما أغني
طاردني
حتى إلى الأنفاس
تحصي علي
شهقاتي وزفراتي
تراقب حتى
حركات حنحرتي
رغم أني
كائن يحيا الحياد
الهم عندي أن أعيش
على بساط الاعتدال
بين أحلامي الصغيرة
لكن فراستي كانت كبيرة
تستشعر الأخطار
في عين البصيرة
هربت
إلى حجرة الصمت
أسجن نفسي بنفسي
أغلقت
باب الصوت
إلا أن الكلمات
التي تعشق الحرية
أبت إلا أن تتسرب
من بين أناملي
تتسلل
إلى عمق المدى
وترسم رغم أنفي
على جدران الصدى
حكاية الشمس
وفجر الأنس
وأعراس النهار
وزهر الازدهار
تحكي
عن مواجهة الصقيع
وأعاصير الدمار
وقحط الانتظار
وأزمنة الاحتضار
انفضح
في النهاية أمري
وأدركت
بعد فوات الأوان
أن الخيانة
تقيم مكمنها
بين أسرار السطور
في وطني
يحاصر اللسان
والإنسان
ويتم غض الطرف
عن شراهة الحيتان
في بحار الشفط
والطوفان
يا لطغيان الزمان
عندما يخلو المكان
من عناوين
المكانة والكيان