في ذكراها .. محطات في رحلة المغنية والفنانة ..عُليّة التونسية

تحل اليوم ذكرى رحيل المغنية والممثلة " عُليّة التونسية " حيث توفيت في مثل هذا اليوم 19 مارس عام 1990 ،وقد وحققت نجاحا ملحوظا في رحلتها الفنية ، وفي عام 1957 عندما استقلت تونس وأعلنت الجمهورية ونهضت الإذاعة الوطنية التونسية، نجحت علية في التقدم إلى الإذاعة والتي اعتمدتها كمطربة ، وبعدما أحييت أم كلثوم حفلا في تونس عام 1968 استمعت وصحبة الماجدة وسيلة قرينة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة فغنت علية في حضرة أم كلثوم (يا حبيبي كل شيء بقضاء)، فأعجبت بصوتها وعرضت عليها القدوم إلى مصر.
وبعد ذلك انتقلت إلى مصر التي كانت بمثابة بوابة للنجومية والشهرة العربية، وشاركت في حفلات الأسبوع الثقافي التونسي التي أقيمت في القاهرة، وبعدها غنت في الحفل الذي نظم بكونسيرفاتوار الموسيقى العربية وبدأت طريق الشهرة، أقامت في مصر 12 عامًا، ثم عادت إلى تونس مرة أخرى، حيث توفيت هناك عام 1990.
ولدت الفنانة علية واسمها الحقيقي " بيّة الرحّال " سنة 1936 في تونس، وبدأت مشوارها الفني في سن 16 عاما بفضل عازف الكمان الشهير والملحّن "رضا القلعي" الذي فتح لها أبواب الشهرة على مصراعيها ،و ترعرعت الفنانة" علية " في أسرة كبيرة، وتربت في كنف عمها الذي كان عقيما، لتتميز بصوتها الرخيم، وكانت تغني في الحفلات المدرسية، وأول من اكتشف موهبتها المبكرة هو الموسيقار التونسي وعازف الكمان "رضا القلعي" الذي لحن لها الأغنية الرائعة "ظلموني حبايبي" التي سجلت بإذاعة تونس، وكانت الفنانة علية تحمل اسما مستعارا "فتاة المنار"، ليتساءل الجميع عن صاحبة هذا الصوت الجميل.
وبعد النجاح الكبير الذي حققته هذه الأغنية، لحن لها رضا أغنية ثانية بعنوان "يا قلبي أش بكاك" كلمات " محمد عبد الكافي" كما حظيت بتشجيع ودعم والدها الفنان المسرحي البشير الرحّال، الشيء الذي لم يرق لوالدتها التي رغبت في تزويجها برجل يكبرها سنا والذي رزقت منه بثلاثة أطفال ، وقد لاحظ موهبتها المتميزة العديد من المقربين في الوسط الفني لمدير الفرقة الموسيقية لمدينة تونس الدكتور "صالح المهدي"، وتم استدعائها من طرف "الرشيدية"، حيث غنت "برهوم" للمطربة اللبنانية "نجاح سلام " و بذلك دخلت علية لـ "الرشيدية" على بساط من حرير إذ غنت أمام الجمهور بحضور رئيس اللجنة العليا للموسيقى العربية بالقاهرة "احمد شفيق أبو عوف" وصاحب الصوت العذب "محمد عبد المطلب".
كما غنت "قاسي" من كلمات "محمد بورقيبة "وموسيقى "صالح المهدي" وقد صفق لها "محمد شفيق أبو عوف " بحرارة ثم عرض عليها المجئ للقاهرة، وقبل أن تقبل هذه الدعوة، فقد دخلت للمعهد الموسيقي حيث تلقت تكوينا أكاديميا في الموسيقى إلى جانب "خميس الترنان" و " صالح المهدي" كما أنها حظيت بتشجيع من زوجها، وخلال هذه المدة غنت عدة أغاني من تلحين مكتشفها الفنان " صالح المهدي "وشعراء تونسيين آخرين : "الشادلي أنور" ،" ونّاس كريّم" ، "الهادي الجويني" ، "علي شلغم" أو " عبد الحميد ساسي" و هنا أطلق عليها الموسيقار صالح المهدي لقب " علية" احتداء بأخت الخليفة "هارون الرشيد"، كما أنها تأهلت لنيل لقب "مطربة الجيل"من قبل الجمهور.
كما قدّمت "عليّة " عديد الأغاني الوطنيّة في تونس في فترة ما بعد الاستقلال ومن أشهرها أغنية " بني وطني " التي كتبت كلماتها الشاعر التونسي الكبير " عبد المجيد بن جدو " احتفاء بجلاء القوّات الفرنسيّة سنة 1963 عن مدينة "بنزرت" التونسيّة. وغنّت أيضا بنجاح القصيد ومنها أغنية " الساحرة " للشاعر التونسي "جعفر ماجد"، إضافة لذلك قامت بجولة فنية في أنحاء المغرب لمدة شهر حيث استضافتها الأسرة الملكية المغربية، وتعرفت على العديد من الفنانين المغاربة من بينهم الفنان "الببضاوي" الذي لحن لها قصيدة بعنوان "أضحى"، لتقضي فيما بعد سنتين في لبنان، وعاشت أيضا في الكويت، وكذلك بعدة دول عربية، وفي سنة 1981 تزوجت من الملحن المصري "حلمي بكر" الذي لحن لها أجمل الأغاني من ضمنها " على اللي جرى" التي تغنى بها عدة مغنيين معاصرين منهم: أصالة، وصابر الرباعي، وفضل شاكر.
واقر أيضًا / الأحد .. فرقة المسرح القومي تصل تقدم "المتفائل " لجمهور الفيوم