جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

بدوي الدقادوسي يكتب :حين تكتب سيدة كتارا وصاحبة ميلانين فتحية دبش

بدوي الدقادوسي -

لابد أن أصغي لوقع حروفها وتمنيت لو كنت بعشر حواس .

تكتب تعليقا على نص فقرة من السيرة الذاتية لي :-

لست هنا ألبس جبة النقد وانما البس عباءة القراءة وحسب. القراءة للمتعة والقراءة للتفكير والقراءة للبحث عن علة ما ودواء ما وأبحث ايضا عن نفسي.
إن القارئ لا يبحث في النص عن كاتبه بقدر ما يحاور ذاته ويكتشفها من جديد، ذاتا مختلفة مغايرة.
اكتشف شغفي باللغة العربية الاي يمنحها بدوي الدقادوسي شحنات من العاطفة والعقل. من العاطفة فتقرا بقلبك ومن العقل فتقرأ بإدراكك و تتوه في مجاهل الحياة والوجود بأسئلتها المعلقة والتي لا جواب لها وعنها والتي تظل سؤال السؤال أبدا... اكتشف عمق الشخصية الأدبية سواء كان النص قصة او سيرة او مراوحة بين هذا وذاك. اكتشف ذلك البعد الآخر في الشخوص المختفية وراء اقددارها حينا الواقفة قبالة اقدارها احيانا اخرى..
ان البناء الذي يشيد به الدقادوسي نصه هذا وكل نصوصه التي اقرا ببهجة تجعل القارئ شريكا في جريمة الكتابة وإراقة دماء الحكاية فهو يمنحك المعنى القريب فيبدو لك النص حميما سلسا سهلا ضحوكا ولكنه سرعان ما يطوحك في سماوات الكلام فتشقى عندما تكتشف عمق التجربة الوجودية وجدتنا وفكرا وتكتشف بعد الاسئلة المطروحة وغوصها بين تلافيف الحياة المكتوبة على هذه الفئات من البشر في اوطان تطحن الفرد من ابنائها ويطحنها الاخرون.
انت لا تقرا نصا لبدوي الدقادوسي... انت تشاهد فلما ابيض واسود ولكنه يتمثل في ذهنك بالالوان فترى الحياة بشرورها وخيراتها والانسان بكماله ونقصه وتفكر!
نعم تفكر... تفكر طويلا في هذا الوطن واحواله، في هذه الشعوب ومآلاتها وفي الحياة ومساربها...
لم اقرأ يوما نصا لبدوي الدقادوسي الا وقرأته ايضا على ملامحه... انه رجل يكتب بروحه فلا ينسلخ الكاتب المبدع عن المحترف ولا الفنان المرهف عن المصلح الاجتماعي الحصيف...
فخورة انا جدا بقلمك استاذ بدوي الذي تعلمت عنه الكثير دون ان ادركه وفخورة بكوني قريبا اقدم رؤية ناقدة لعملك القصصي فقط ارجو ان اقرأه بعين العقل فانصفه لا بعين القلب فأسيء إليه من حيث لا ادرك.