جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

أنثى من قطرات المطر.. بقلم/ غادة الحناوي 

. -

يجب أن نعلم أن بعض البشر مثل المصابيح،التي ينطفئ ضوءها عندما تقرر أن ترحل ،نرحل ونظل في عيون من أحبنا،مثل بريق النور الذي يسير في عتمة الأيام لهم،نعيش في داخلهم شيئ جميلا أبديا لا ينتهى حتى بعد الرحيل عنهم .
فعندما اخترت طاولة احلامي التي جلست عليها أمامك، وقد وضعت فنجانين مملوءة بأحلامنا ،وعم المكان رائحة عطرنا، وجلسنا في أضواء خافته،والكل ينظر إلينا في دهشة .
لم أكن في ذلك اليوم مجرد أنثى عادية،كنت امرأة استثنائية،اختصرت كل الطرق، وعبرت حدود الرتابة والحياة التقليدية،امرأة قد ارهقت تفكيرها بأمور عديدة كانت تتمنى أن تعيشها،لم أكن تلك الأنثى التى تجري بخيالها وراء سراب من صنع افكارها،بل كنت أنثى بين الخيال والواقع المؤكد، ذات حروف واطلالة متميزة،بين النساء أحاول أن أتجول بين الحروف والكلمات،بحذر حتى لا اسقط وسط هويتها، 
كان كل شيئ من حولي بدأ في الذوبان والتلاشي،وبدأ الضيق يتخلل مسامي،وبدأت أعزل نفسي عن الجميع ،جريت عليك وحدك وبشده،فلقد كنت احتاجك،لقد كنت لي بمثابة هالة وشعاع نور من السماء ،ضوء ساطع تسرب في عتمة الأيام، اقتحمت صمتك بعاطفة أنثوية،وخلعت عني رداء الحياء،وجئت أنت ونزعت مني برودة أنفاسي،ومسحت قلق كبير بداخلي في ليلة شتاء،أصبحت اشم رائحة الانوثة وهي تقص علي ،الكثير من الأسرار، حين ارتديت معك قميص شفاف،يبرز كل مواطن انوثتي،فلقد جعلتني احلق معك مثل عصفور ضل طريقه إلى السماء،أعلنت منذ تلك الليلة أن تسقط كل قوانين الصمت،فلقد حولتني من أنثى جامدة، صامته،إلى أنثى كما البركان تحمل الماء والنار في داخلها، لقد أصبحت عاشقة ،وضعت بداخلها قطرات من مطرك الحارق ،رويت شهوتي العطشة،وانوثتي الجائعة، بوجبة عشق دسمة كافيه،تعلم أنني امرأة ناضجه، ولست مجرد فتاة مراهقة ،جعلتني ارتشف ركوة قهوتي من فوق أصابعك،تحملت اشتياقي،وعنادي،ومزاجي المتقلب طيلة الوقت،مسحت على جسدي بميه مطرك،وهمسات رجولتك،استطاعت أن تشعل حواس انوثتي،لذلك جمعت معك كل قوانين العشق،وخليط من قصص العاشقين،جعلتني أعشق رجولتك المثيرة رغم هدوئك،كنت مثل العطر الذي انتشر فوق ثياب انوثتي،عرفت حقا كيف تستفز أنوثتي في مزيج من علاقة صداقة وعشق تناسب جنون كل منا .
كتبت في ١ يناير ٢٠١٥.

No description available.