جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

«زي اليوم ده» اغتيال «سميرة موسي» على يد الموساد الإسرائيلي..تعرف على الممثلة التى ساعدتهم .

دكتورة  سميرة موسى
هايدي مصطفى -

 "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية فى أمريكا ، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادى خدمات جليلة فى هذا الميدان ، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام" أنها اخر كلمات أدلت بها سميرة موسي  عالمة مصر الجليلة قبل اغتيالها.

اقرأ أيضا: بداية الثورة العسكرية بقيادة اتاتورك ..تدشين الجمهورية وتغير الهوية 

نجحت سميرة موسي في قيادة  المرأة المصرية والعربية لإبراز نجاحها وأكدت للعالم كله أن ايمان المرأة بنفسها وسعيها لتحقيق  طموحها يحقق المعجزات، فهى أول عالمة ذرة مصرية، كادت أن تعبر بمصر في مصاف الدول المتقدمة بعد محاولاتها تصنيع القنبلة الذرية في مصر باقل الإمكانيات، الا أن الغرب ابى أن يصعد نجم ابنه الغربية وترتقي ببلادها لتلقي مصرعها في حادثة مدبرة بالولايات المتحدة الأمريكية.

نبوغ منذ الصغر

ولدت سميرة موسى فى 3 مارس 1917 فى قرية سنبو الكبرى بمركز زفتى بالغربية، وقد ظهر بنبوغها منذ الصغر ، فحفظت القرآن الكريم في سن مبكرة،وبدأت دراستها بمدرسة سنبو الأولية ،ثم التحقت بمدرسة قصر الشوق الابتدائية بالقاهرة، ثم مدرسة بنات الأشراف الثانوية،وكانت تحصل على المركز الأول دائما متفوقة على قرينتها.

وفي عام 1932 قامت سميرة موسى بتأليف كتاب في تبسيط مادة الجبر،وذلد لصعوبة الكتاب الحكومى، ومنحته لزميلاتها  لمساعدتهم خلال  دراستهم في الصف الأول الثانوى،واستطاعت سميرة موسي  الحصول  على المركز الأول في شهادة البكالوريا .

كلية العلوم بداية تنفيذ الحلم

و طالما حلمت سميرة موسي بجعل مصر رائدة في مجال الطاقة،لذا رفضت الالتحاق  كلية الهندسة رغم أن مجموعها كان يؤهلها لذلك،واختارت كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول لتستكمل دراستها فيها  وتتخرج منها عام 1939 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف لتصبح كالمعتاد الأولى على دفعتها .. ومن المعروف أن أوائل الدفعات يتم تعينهم كمعيدين .

إلا أنه  جدل واسع حدث في مسألة تعيينها كمعيدة في الجامعة حيث لم يكن قد تقرر بعد تعيين المرأة في هيئة التدريس.

الا أن عميد كلية العلوم العالم  د. مصطفى مشرفة  سادنها و أصر على تعيينها ، مما أدى لإصدار مجلس الوزراء قرار تعيينها فى كلية العلوم كأول معيدة في تاريخ الجامعات المصرية ،رغم احتجاجات الأساتذة الإنجليز.

أبحاثها الفريدة

 لتسافر بعدها إلى إنجلترا، ثم أمريكا للدراسة وحصلت على شهادة الماجستير بدرجة امتيياز في موضوع التواصل الحرارى للغازات .

ثم سافرت إلى بريطانيا في بعثة دراسة لمدة 3 سنوات إلا إنها حصلت على الدكتوراه في أقل من عامين في موضوع الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، فكانت أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه .

استغلت سميرة موسى الفترة المتبقية من البعثة في دراسة الذرة وبالبحث في إمكانية استخدامها للأغراض السلمية والعلاج،حيث كانت تأمل أن في استخدامها لعلاج الامراض حيث كانت تقول "أمنيتى أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين" .

و شهدت  سميرة موسى ويلات الحرب العالمية وتجارب القنبلة الذرية التى تسببت في  دك مدينتي هيروشيما وناجازاكي فى اليابان عام 1945.

وعام 1948حرصت إسرائيل على الانفراد بالتسليح النووى من خلال  امتلاك أسلحة الدمار الشامل في المنطقة مما جعل سميرة موسي تفكر بأحقية مصر في امتلاك السلاح النووى واستخدامه لتحقيق السلام، وليصبح للعالم العربي مكانا وسط الدول المتقدمة.

تأسيس هيئة الطاقة بمصر

 بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 قامت سميرة موسي بتأسيس هيئة الطاقة الذرية.

كما اشتركت سميرة موسي كعضوا فى كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية" التى شكلتها وزارة الصحة المصرية .

سفرها للولايات المتحدة

 حصلت سميرة موسي  على منحة دراسية لدراسة الذرة بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام1951 ،وأظهرت تفوق ونبوغ  في أبحاثها، مما  أتاح لها زيارة معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية والتي تحاط نتائج التجارب بها بالسرية الشديدة .

وقد تلقت عدة عروض مغرية لكى تبقى فى أمريكا وتحصل على الجنسية الأمريكية  لكنها رفضت قائلة: "ينتظرنى وطن غالى يسمى مصر".

وفى آخر رسالة لها كتبت : "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية فى أمريكا ، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادى خدمات جليلة فى هذا الميدان ، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام" .

حيث كانت تنوى إنشاء معمل خاص لها فى منطقة الهرم بالجيزة ،بعدما تمكنت من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس وصناعة القنبلة الذرية منه، أو من مواد قد تكون في متناول الجميع.

اقرأ أيضا: «زي اليوم ده».. سقوط عكا وذبح ثلاثة آلاف على يد ريتشارد

اليد الاثمة تغتالها 

و في 15 أغسطس 1952 لقت العالمة الجليلة مصرعها بالولايات المتحدة الأمريكية في ظروف غامضة.

حيث كانت تنوي الذهاب إلى المفاعل ،و  جاءها اتصال هاتفي بأن مرشدا ًهنديا ًسيكون بصحبتها في الطريق إلى هناك.

وكان  الطريق جبلي به الكثير من  المنحنيات وييلغ ارتفاعه  400 قدم،واثناء استقلالها السيارة  وجدت سميرة موسى أمامها فجأة سيارة نقل كبيرة كانت متخفية لتصطدم بسيارتها وتسقط بقوة في عمق الوادي بينما قفز المرشد الهندي الذي أنكر المسئولون في المفاعل الأمريكي إرساله ويختفي بعدها ولم يظهر إلى الأبد.

و يؤكد الكثيرون ان الموساد الإسرائيلي يقف وراء اغتيال عالمة مصر وذلك  لسعيها لنقل تكنولوجيا الذرة من أمريكا إلى مصر والعالم العربى فى تلك الفترة المبكرة .

كما أشارت أصابع الاتهام في تورط  الممثلة المصرية اليهودية الأصل  راقيه إبراهيم،

وهو ما تم تأكيده فيما بعد  على يد ريتا ديفيد توماس حفيدة راقية إبراهيم من زوجها الأمريكي اليهودي الذي تزوجته عقب هجرتها من مصر سنة 1954.

فكشفت  ريتا من خلال  المذكرات الشخصية لراقية إبراهيم (والتي كانت تخفيها وسط كتبها القديمة في شقتها بكاليفورنيا) عن أن جدتها استغلت علاقة الصداقة التى تربطها بالعالمة المصرية مما أتاح لها دخول منزلها وتصوير أوراقها وابحاثها بشكل دقيق .

كما قامت بنسخ مفتاح شقة سميرة موسي و

واستدرجتها بحجة دعوة للعشاء في  الاوبيرج، لتتيح الفرصة لافراظ الموساد بالدخول إلى مكتبها ومعملها الخاص لمعرفة ما توصلت إليه في أبحاثها العلمية.

وأثناء تواجد سميرة موسي في الولايات المتحدة كانت في استقبلها رقية ابراهيم التى توصلت بسهولة لمواعيد وتحركات سميرة موسي وابلغتها للموساد، ومن ضمن المواعيد كان زيارتها المفاعل النووى الأمريكي ، ليتم اغتيتلها في حادث غادر يتم تفيده ضد مجهول، لتحرم مصر من جني ثمار نبوغ أبنائها.

ولم تنس مصر علمائها الاجلاء لذلك منح الرئيس السادات اسمها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981.

اقرأ ايضا:«زي اليوم ده» وفاة « أبو الاقتصاد المصري»..كيف كانت جنازته؟