جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

سلالة ”الفراخ الفيومي” ثروة قومية تنقرض في غفلة...ما لا تعرفة عن ”الفراخ الفيومي” واقترانها بالمحافظة ....لقب ”كتكــوت” يسقط عن الفيوميه

الفراخ الفيومي
هاني البنا -

عرفت الفراخ الفيومي منذ أيام الفراعنة ونقشت علي جدران المعابد، أهتم بها الامريكيون والعالم وحرصوا علي نقل وتربية هذه السلالة في بلدانهم لما تتمتع به من مميزات تفوق السلالات الأخرى علي عكس ما تم خلال السنوات الاخيرة الماضية من إهدار تلك الثروة الداجنة التي هي في طريقها الي الانقراض بفعل الإهمال وعدم توفير اللقاحات وتوفير الاهتمام بهذا المشروع.

وارتبط «اسم الفيومــيه» بالدواجن والكتاكيت وهو ما يراه أبناء محافظة الفيوم سُبه أو لفظ في غير موضعه وذلك ربما لجهل الكثيرين سبب هذا الاسم الذي نسب الي المحافظة بفعل العادات والمواريث القديمة فقد اشتهرت المحافظة بصناعة الدواجن ولكنها لم تكن السوق الاكبر لهذه الصناعة فهناك محافظات تبنت هذه الصناعة في نطاق أوسع خاصة محافظات الوجه البحري ولكن محافظة الفيوم كانت الموطن الأصلي لسلالة فريدة من نوعها من الدواجن ولذا ارتبط اسمها بهذه السلالة ولقبت بــ "الفراخ الفيومي" أو "الكتاكيت الفيومي" الرمـــادي" نسبة الي منطقة دار الرماد بالفيوم والتي اشتهرت في الماضي بإنتاج أشهر أنواع الدجاج البلدي على مستوى العالم .

حيث كانت تتسارع الوفود إلى المحافظة لطلب هذا النوع من الدواجن الفريد ذو المذاق المتميز، تتمتع هذه السلالة بأنها من السلالات المصرية الأصلية فلديها القدرة علي التكيف مع الطبيعة وتحمل جميع الظروف المناخية كما تستطيع حماية نفسه من الأعداء "الغربان - النسور- البوم" وذلك لأنها سريعة الانزعاج ومزاجها عصبي وليس من الممكن الإمساك بها بسهولة، فلا تحتاج إلى أسلاك شائكة لحمايتها من الطيور الجارحة بخلاف الدجاج الأبيض بطئ الحركة، فضلا عن أن السر الذى يجهله كثير من المصريين هو أن أشهر وأغلى دجاجة بأمريكا تسمى «Egyptian Fayoumi chickens» أى الدجاج المصري الفيومي، حيث سجل ثمن "الكتكوت" من دجاج "لونغ إيلاند" الأمريكي دولارين، بينما سجل الفيومي في مزارعهم 5 دولارات أي ما يعادل 100 جنيها، في الوقت الذى يباع فيه كيلو الدجاج الفيومي محليا بـ36 جنيها حال توفرها بالأسواق المصرية لندرتها ولأنها في طريقها الي الانقراض بعد أن تراجعت نسب التفريخ منها بالقطعان الثلاثة الموجودة حتي الان بمصر وهي "مشروع الدواجن التكاملي بالفيوم – محطة بحوث الدواجن بالفيوم – مشروع تحسين السلالات الداجنة بالبحيرة".

ويؤكد شعبان رمضان، المدير السابق لمشروع الدواجن التكاملي بالفيوم، أن مساحة المشروع مقام علي مساحة 70 فدانا يضم 9 محطات تربية لإنتاج ما يزيد على 20 مليون دجاجة بلدى سنويا، بمعدل تفريخ 94% مشيرًا إلى أن هناك مشكلات يعانى منها المشروع يأتي على رأسها عدم تجديد وحدة التسمين منذ إنشائها عام 1983وكذلك مصنع الأعلاف، بسبب المعوقات التي تفرضها وزارتا المالية والتخطيط ورفضهما إجراء عملية التجديد وأن ما يتم عبارة عن ترميمات بجهود العاملين بالمشروع.

ويوضح "رمضان" أن رأس مال المشروع لا يقل عن 15 مليون جنيه وهو مبلغ ضئيل لمشروع بهذا الحجم ينتج الدجاج والبيض والكتاكيت الصغيرة التي توزع على جميع المربين بأسعار لا تزيد على "6,5 جنيه" في الوقت الذى يباع فيه الكتكوت الصغير بأمريكا بحوالي "5 دولارات "من نفس السلالة ويتم تصدير السلالة لبعض الدول منها "قطر – إريتريا - غرب إفريقيا – وغيرها من الدول"، إلى جانب كليات الزراعة على مستوى مصر، مطالبا بضرورة تدخل أجهزة الدولة لدعم هذا المشروع لرفع كفاءته لإنتاج أفضل أنواع الدجاج في العالم والذي يعد ثروة قومية.

واستهل الدكتور عبدالوهاب عبدالله أستاذ قسم الدواجن بكلية الزراعة جامعة الفيوم، كلماته بوصف دقيق للدجاج الفيومي قائلًا: "هناك صفات "مورفولوجيا وصحية للفراخ الفيومي أهمها لون الريش فلون "الديــك" يميل الريش فيه إلي اللون الأبيض (العنق والسرج والظهر والجناحين) غير أن ريش الصدر والبطن لونة رمادي مقلم وريش الذيل لونه أسود بدون تقليم علي عكس الدجاج "الإنــاث" لون ريش الجسم كله رمادي مقلم العنق لونه أبيض والذيل الخارجي مقلم والداخلي أسود، لون الجلد غامق يميل إلي الزرقة والأرجل والمنقار لونهما رمادي تتراوح أوزانها ما بين "800: 1300جم" ويتراوح معدل انتاج البيض للدجاجة ما بين "240:320 بيضة سنويًا".

وأضاف بأن الدجاج الفيومي يتمتع بمذاقه الجيد وخلوه من الهرمونات وهو الأفضل صحيًا للإنسان لأنه أكثر مقاومة لفيروسات "الكوكسيديا" "الماريك" "الليوكوزيس" المنتشر بين السلالات الأخرى, فلدي هذا النوع مقاومة مناعية وراثية فريده ما لفت أنظار بعض الدول الغربية علي رأسها "الولايات المتحدة الامريكية" فسرقت الجين الفيومي وتقوم هذه الدولة بإنتاج تلك السلالة والحفاظ عليها، في حين أننا في مصر لجئنا الي تهجينها بسلالات اخري لنقل صفاتها الوراثية الي بعض السلالات الاجنبية.

مؤكدًا علي ضرورة التوسع في تربية السلالات الفيومي أعلى أسطح المنازل خاصة أن ذلك موروث ريفي متداول منذ عصر الفراعنة، حيث عثر على نقوش ورسومات داخل المعابد الفرعونية عليها صور للديك الفيومي ما يدل على أن المحافظة هي مركز إنتاج الدواجن عالية الجودة عبر العصور.