جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

ريتا عيسى الأيوب تكتب: إِنْتَظَرْتُكَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهْراً وَعُدْتْ

ريتا عيسى الأيوب  -

عُدْتَ... مِنْ بَعْدِ أَنْ هَمَمْتُ أَنا الرَّحيلَ... فَفَرِحْت...

فَرِحْتُ أَنا... وَفَرِحَ قَلْبي بِلِقائِكَ... أَنا التي مِنْ بَعْدِكَ قَدْ حَزِنْت...

حَزِنْتُ حُزْناً... داكِناً... قاتِماً... كَحُزْنِ أَرْمَلَةِ العَنْكَبوتِ السَّوْداءِ... عَلى زَوْجِها... مِنْ بَعْدِ أَنْ قَتَلَت...

وَعَدْتَني أَنْتَ... بِأَلاَّ تُكَرِّرَها ثانِيَةً... إِلاَّ أَنَّكَ قَدْ وَعَدْتَ قَبْلَها... وَما وَفَيْت...

وَثِقْتُ بِكَ ثانِيَةً... لِطيبَتي... وَلِمَعَزَّتِكَ في قَلْبي... إِلاَّ أَنَّني الآنَ قَدْ نَدِمْت...

نَدِمْتُ لِعَدَمِ وَفائِكَ... بَلْ لِعَدَمِ إِحْساسِكَ بِيَ... أَنا التي كُنْتُ شِبْهَ قَدْ تَدَمَّرْت...

دَمَّرَني رَحيلُكَ آنَذاكَ... وَمِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الأَسْبابِ حينَها... إِلاَّ أَنَّني في هَذِهِ المَرَّةِ قَدْ تَعَلَّمْت...

بِأَنَّ الدُّنْيا لَنْ تَقْتَصِرَ عَلَيْكَ... وَلا عَلى تَواجُدِكَ في حَياتي... فَأَنا الآنَ في ذاكِرَتي مَعَكَ... قَدْ حَزَمْتُ مِتاعي... وَتَغَرَّبْت...