جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

صناعة السفن والمراكب فى مدينة رشيد بالبحيرة مهنة يتوارثها الأحفاد

محمد هشام -

تتميز مدينة رشيد عن بقية مدن المحافظات الاخرى على مستوى الجمهورية بأنها مدينة سياحية و ساحلية و صناعية ويوجد بها عدة مهن ، لذا فمدينة رشيد تتميز بصناعة السفن ، وأجيال توارثوا هذه المهنة أبا عن جد رغم تعقيدها ، فالرسومات الهندسية والأدوات والتكلفة لايقوم بها خريج كلية الهندسة ، وبه50 ورشة تعمل فى هذه المهنة سواء صناعة أو إصلاحاً، ولا يقتصر الاهتمام بصناعة المراكب للصيد ولكنها أصبحت مقصد السياح من كل أنحاء العالم تتنزه فى نهر النيل وبمياه البحر المتوسط.

 
صناعة السفن بمدينة رشيد تعد من اعرق وأقدم الصناعات الموجودة فى هذه المدينة ، حيث بدأت هذه المهنة فى القرن التاسع عشر وارتبطت بمهنة الحدادة بسوق الحدادين قبلى رشيد ، حيث تم أنشاء مصنعا لقلوع المراكب على يد محمد على باشا ، و كانت السفن هى الوسيلة للانتقال ونقل البضائع من رشيد الى الشام واسطانبول والدول الاوربية .

وتمتلك مدينة رشيد أكبر ورش لصناعة السفن والمركب ، فيوجد مراكب صيد كثيرة ، ما بين صغيرة وكبيرة لتميزها بصناعة المراكب، ورشيد أكثر المناطق تميزاً بصناعة السفن ، وهناك أسر بأكلمها تمتهن تلك المهن منذ 200 عام وورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وما يميز مدينة رشيد، أنها تطل على البحر المتوسط وعلى نهر النيل ، كما تتميز بوجود أماكن يسع للمئات من المراكب والتى تنطلق منه لمياه البحر المتوسط فى رحلات صيد.
 
ويعمل بعض أهالى رشيد بحرفة الصيد إما بالصيد فى مياه البحر المتوسط أو فى صناعة السفن ، وعلى ضفاف مدينة رشيد ورش صناعة السفن يعمل بها الصغار والكبار فهى مهنة الآباء والأجداد يحافظون عليها
 
 قال محمد خميس أبوزهو صياد من رشيد، ليس لدينا مهنه سواها إما الصيد أو صناعة السفن والمراكب وإصلاحهما، ففضلت العمل بصناعة السفن والمراكب لعدة أسباب منها أنها فن تعلمته من أبائى وأجدادى ولأنها مطلوبه سواء داخل مصر أو خارجها بالإضافة أنها يتميز بالصبر وتلك المهنة تحتاج لصبر كبير ليخرج الصنيعى أفضل ما لديه، وأكد أحد أهالى مدينة رشيد صاحب ورشة لصناعة السفن، أنه ورث تلك الصناعة من أجداده، وحافظ عليها وسيورثها لأبناءه من بعده لتظل عائلة المعداوى تحافظ على تلك المهنة الشاقة ، هناك أسر بأكملها تتمسك بها حفاظاً على مهنة الآباء والأجداد، وتظل طبيعة تلك المناطق لا تتغير مهما تغير ما حولها.

 
 تتعدد أنواع السفن والمراكب التى تُصنع بمدينة رشيد منها " مراكب الصيد" وهو يستخدمة الصيادون لصيد السمك، ومراكب "السمبك" وهو زورق صغير وخفيف يستعمله صياد واحد فقط ، وصناعة اليخوت حيث كانت هذه الصناعة فى السبعينات واذدهرت صناعة اليخوت برشيد لتصديرها للدول العربيه والاوربيه نظرا لرخص العمالة فى رشيد ، وهناك مراكب سياحية وهى مراكب خاصة للسياحة ، ومراكب خاصة للشحن ، ويوجد مراكب خاصى لتقل البضائع، وهناك مراكب المصنوعه من الحديد يستخدم فى صناعته النوع الجيد من الحديد المصرى فثمنه مرتفع وصناعته بالطلب مؤكداً أن مدة صناعة المركب الحديد ‏6 شهور .

 
وأشارت الأهالى فى مدينة رشيد أن صناعة السفن ومراكب الصيد بدأت فى الانقراض لعدم توفر الأخشاب وغلو الأسعار، وعدم تجديد الصيادين لمراكبهم لتوقف التراخيص، فلا يوجد إحلال وتجديد للمركب، وهناك عدد كبير من الصيادين تركوا المهنة وسافروا للدول العربية  والأوروبية للعمل بها.

لم تعد السفن و المراكب للصيد فقط، ولكنها أصبحت مقصد للسياح من كافة الجنسيات أوربية، وأمريكية وأفريقية، للتنزه بها، وبدأ الإهتمام بالمراكب وتزيينها لتكون لائقة للتنزه، خاصة أن السياح يحرصون على التقاط الصور وصاحب المركب يتفنن لتكون مركبه فى أبهى صورة، واشتهرت بذلك مدينة رشيد والقناطر إدفينا وهم يشهدون اقبالاً كبيراً من السياح من كافة الجنسيات للتنزه بنهر النيل وقضاء أوقات ممتعة.