جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

رأفت عبد العظيم يكتب : شارع محمد صبرى أبو علم .

رأفت عبدالعظيم
رأفت عبد العظيم -

وقفت ونظرت ليافطة الشارع .. شارع محمد صبرى أبو علم .. وسألت نفسى من الذى يعرف هذا الرجل .. ولو سألت كل من سيمر أمامى عنه فلن أتلقى أى إجابة صحيحة !!! فلا أحد يعرف من هو محمد صبرى أبو علم !!! ...

هو أحد أخلص وأنبل وأطهر أبناء هذا الوطن .. فهو من مواليد ١٨٩٣ .. وتم فصله وهو طالب بكلية الحقوق لمدة عام بحجة أنه أساء التعامل والحديث مع السلطان حسين سلطان مصر أثناء زيارته للجامعة .. وعندما تخرج فى الكلية كان ترتيبه الأول على دفعته .. وفضل العمل بالمحاماة على العمل فى القضاء .. وكان أصغر برلمانى فى برلمان ١٩٢٣ ، وكان خطيباً بارعاً ، وكان لاذعاً فى نقده للحكومة ولقب بـ سوط مجلس النواب .. وكان أيضاً محامي شهير وناجح ..

وقد اشترك فى ثورة ١٩١٩ وكان أحد قادتها الشباب وإعتقل عدة مرات بسبب رفضه للإحتلال الإنجليزى والحكم الملكى الفاسد .. وفى سنة ١٩٣٦ عينه الزعيم مصطفى النحاس وزيراً للعدل فأصدر قرار بقانون بإستقلال القضاء فى ١٠ يوليو ١٩٤٣ ، وكان له الفضل الأول فى تأسيس نادى القضاة حيث وافق على إعطاء القضاة قطعة أرض مساحتها ٢٠٠٠ متر مربع وعشرة آلاف جنيه ميزانية للنادى ( هذا المبلغ حينها مبلغ كبير ومحترم ) ...

وتوفى فجأة فى صباح ١٣ إبريل سنة ١٩٤٧ عن عمر يناهز الـ ٥٤ عام وهو فى كامل صحته وحيويته وخرجت الجماهير الحاشدة فى وداعه فى موكب مهيب ورهيب ومؤثر .. وكانت الجماهير تهتف ضد النظام الملكى الفاسد المستبد هتافات مدوية وهى فى الجنازة وعند إدخال النعش إلى داخل المقبرة علت الأصوات وهى تقول : بلغ الظلم لسعد ياصبرى .. بلغ الظلم لسعد ياصبرى ..