جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

نيفين عبيد تكتب : مشاعري ممزقة التهمتها أوهام الزمن

نيفين عبيد
نيفين عبيد -

مشاعر تلك الكلمة التي تحمل مجموعة من الحروف كل حرف منها يحمل في طياته مجموعة من المشاعر في خيوط متشابكة مترابطة معا ، تحمل صورة من الحب و الألفة و الرحمة و الود ،لذلك تعجبت لكلمة مشاعر عندما اقترحها علي صديقي في أن اكتب عنها ، كيف أن أكتب عنها وأنا أعيش بمشاعر ممزقة ، متآكلة ، التهمها الزمن ، و طواها النسيان ، تعجبت للكلمة فقد ضاعت و اختفت من وجداني منذ زمن ، لقد نسيتها ، نسيت خطوطها ، لقد تبخرت من وجداني إذ لم يبق منه أيضا شيئا أتلمسه ، كيف أن أكتب عن شيئا ضاعت كل حروفه ، تلك المشاعر التي ماتت بموت أبي ، تلك المشاعر التي اندثرت و اختفت و تلاشت منذ عامين ، بعد أن خطت و دهستها أقدام الحقد و الكبر ، أقدام الطمع و العهر ، لقد نسيت المشاعر و تهت مع الزمن حتى لا أتذكرها محاولة بكل الطرق الانخراط و الذوبان في العالم ، أكتب عن الحالات الاجتماعية ، عن مشاكل الغير ، لأنسى نفسي و انسى تلك المشاعر و الأحلام التي تمنيتها ، لقد ذبحت بسكين أقرب الاقربين بسكين وريد الدم ، لقد سلب مني الزمن أحلى الكلمات لقد أخذ عطر الحياة مني و تركني بدون عطر بدون رحيق ، شخص بارد جاف يابس ، لا يعرف للحب طريقا ، أخشى أن يكون لأبنائي و زوجي في قلبي حبا ، أسقيهم إياه ، حتى لا يخرجوا العالم كارهين ، ادعو الله أن أسقيهم ما ليس لدي حتى لو من خلال مشاهد الحياة اليابسة العفنة التي أراها ، التي اخذت بجحودها و قسوتها كل ما هو جميل ، منذ عامين ضاعت الرحمة و قست القلوب و اخذت معها أعظم قلب عشته قلبي الذي لم يكن يعرف معنى الكره ، استغل حتى سرق مني ، و ذبح ، لأبقى بدونه و أكمل حياتي و انا يابسة المشاعر ، باحثة عن قلب أبي رحمه الله ، إن كنت أضحك و أبكي فذلك لإخفاء معالم وجه شاحب ، لا يرى طعم الحياة ، أحيانا أصدق الكذب و الخداع من أجل أن تلتئم تلك المشاعر ، لعلها تعود لخصوبتها ، لعلها تنبت من جديد ، أبحث في الوجوه عن وجه أبي ذلك الوجه الذي رسم الحب و الرحمة و الصلح مع النفس في في داخلي ، أبحث عن تلك الطفلة الصغيرة ذات الضفائر المرحة المبتسمة دائما ، التي لم تغضب من أحد لم تبغض أحدا مهما أساء إليها ، مما جعلهم يستغلون سذاجتها طيبتها ، فالتهموا تلك المشاعر ظنا منهم إنها ستعفو و تصفح و تنسى ، و لكنهم نسوا أنها تلك المرة لن تصفح ، الإيذاء لم يوجه لها وحدها ، أبغض المشاعر و كرهتها ، و سافرت أميالا عنها ، لأنسى ، و لم أكن أعلم إنها ستطاردني ، و تخرج من ذلك القيد الذي وضعته عليها و امسكتها به لتنطلق محاولة استنشاق العبير ، لن أكن أعلم بأني سأجعلها تحلق و تعود حتى أكتب عنها ، كيف و قد قيدها لتموت داخلي ، دفنتها في قلبي ، تلك المشاعر لم يعد لها علاقة تربطنا سويا ، لا أستطيع أن احررها من قبوها داخلي ، حتى لا أجرح منها ثانية ، عفوا لم يعد لك مكانا داخلي . أخشى أن أقول للحديث بقية ،، بعد أن أطلقت لها عنان السماء ،،،