جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

لا حدود للإبداع.. وتعالوا نتفق!

-

أشعرُ بأنني تورطتُ في كتابة تلك السير والتراجم، التي شرعتُ منذ فترة في إظهارها للقارئ؛ لطولِ القائمة، والتي منها كثيرون لا أعرف عنهم ما يكونُ زادا لي للكتابة، ولانشغالاتي الشخصية أيضًا، فمن اللهِ العون وبه التوفيق.

لكن لابد أن يعرفَ القارئُ أن ما أكتبه ليست سِيرا بالمعني الحرفي، وإنما هي لقطاتٌ سريعة، ومواقفُ طريفة في حياة من أكتب، أما سيرةُ كلِ شخصٍ، فسهلٌ الرجوعُ إليها، ومعرفةُ الكثيرِ عنها، أمرٌ ثانٍ لابد أن أُصارحَ به القارئ وهو أنني لا أكتب كلَّ الحقيقة، ولكنْ كلُ ما أكتبُه حقيقة، كما قال الأديب الكبير يوسف إدريس .

ذات مرةٍ ترددتُ في أن أكتب؛ خشية ألا يروق للقارئ أن يقرأ عن شخصياتٍ محلية لن يكون لها كبيرُ أثر في حياته، وصارحتُ الكاتب الكبير عبد النبي عبد الستار بذلك، فقال لي.. أكتب ما يروق لك فلا حدود للإبداع.. ولا أُخفيك أن تلك العبارة شجعتني على أن استمر.

فليعذُرني عزيزي القارئ لأنني سأستمر، واستمر بحول الله وقوته، رغبة في إدخال السرور إلي قلوب من أكتبُ عنهم من الأحياء، أو إلى قلوب ذوي وأهلِ من رَحَلَ منهم.

وأعدُك عزيزي القارئ بأنك إن لم تجد معلومة مهمة فستجد طُرفة تسوق الابتسامة إلى وجهك، وتُدخلُ السرورَ إلي قبلك، فضلا عن أنك ستجدُ لا محالة بعضًا من الحكم أو أبيات الشعر، التي ستتناثر في ثنايا تلك السير والتراجم، إضافة إلى أنك ستسعدُ بلا شك - وهذه صنعتي - بالاستخدام المُحْكَم للغة، واحترامِ قواعدِ النحو والإعراب، اللذين هما وعاء الفكر، ووسيلة نشره، وبهما يعلو الفكر، أو يهوي إلى أسفل سافلين - والعياذُ بالله -.

فاسمح لي عزيزي القارئ بأن أطل بتلك المقالات على نافذتك، ولن أحملَ لك أبدا تياراتٍ تُعكر صفوك، أو تُكدر مِزاجك؛ لأن ما أعرضُه عليك لن يكون أبدا عواصف وزعابيب، بل هي مواقفُ حقيقية سترسُمُ الابتسامة على وجهك.

فابقَ قريرَ العين، واقبلني للحظات، سيكون لك فيها متعةٌ، وكذلك لي، وأعدُك أخيرا بأنني لن أكتبَ ما يَخدِش حياء، أو يهيجُ مشاعر، أو ينثرُ بذورَ فتنة، بل سأتحرى الصدق قدر استطاعتي، إيمانا بقول الشاعرِ:

وما من كاتــــبٍ إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتُب بخطك غير شيء ... يسُرك في القيامة أن تراه.