جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

اللاجئون على حدود بيلاروسيا وبولندا أزمة إنسانية بطعم السياسة

الحدود البيلاروسية-البولندية
الديار- حسام السيسي -

بدأت أزمة اللاجئين قبل شهور على حدود بيلاروسيا، وكان أبطالها آلاف المهاجرين من سوريا والعراق وأفغانستان ودول أخرى يسعون للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

وتتهم بولندا والاتحاد الأوروبي رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بتشجيع المهاجرين على السفر إلى روسيا البيضاء وعبور الحدود انتقاما من الاتحاد الأوروبي لفرضه عقوبات على مينسك بسبب الانتخابات الرئاسية الأخيرة وانتهاكات حقوق الإنسان.

وينفي لوكاشينكو صحة هذا الاتهام وتقول إن الاتحاد الأوروبي هو المسؤول عن الأزمة الإنسانية على الحدود.

وأصبح المهاجرون يواجهون الآن تحديا أصعب في دخول الاتحاد الأوروبي.

وقيدت شركات الطيران رحلاتها من الشرق الأوسط إلى مينسك وتوقف عدد كبير من وكالات السياحة والسفر في المنطقة عن بيع تذاكر الطائرات للسفر إلى مينسك.

حرس الحدود البولندي

ومن جانبها، نشرت بولندا أكثر من 20 ألفا من حرس الحدود وجنود الجيش والشرطة في منطق حدودية مغلقة بينهما.

ويقول حرس الحدود البولندي إن المحاولات غير القانونية لعبور الحدود تراجعت إلى نحو 200 محاولة يوميا من حوالي 500.

وتوضح بيانات الشرطة أنها ألقت القبض على 314 مهربا في بولندا منذ أغسطس وهم من دول مختلفة من بينها ألمانيا والسويد وأوكرانيا وجورجيا.

وقال مهاجرون لـ "رويترز": إنه مع تزايد صعوبة عبور الحدود رفع المهربون أسعارهم إلى نحو 7000 دولار.

تخلي المهاجرون عن العبور

وتنقل رويترز عن، ماريسيا زلونكيفيتش، الناشطة بجمعية (بالخبز والملح) الخيرية البولندية قولها: يتزايد عدد من يدركون أنهم اقتيدوا إلى فخ، وأن ما حصلوا عليه من وعود لم يكن إلا كذبة.

ونوهت زلونكيفيتش إلى إنه رغم انخفاض درجات الحرارة وزيادة مخاطر الوقوع في أيدي السلطات، فمن المستبعد أن يتخلى المهاجرون عن محاولة العبور.

وقالت عندما يتعلق الأمر بالتنمية والتعليم وإيجاد عمل، ليس لكثيرين من هؤلاء ما يرجعون إليه. ما من خيار أمامهم مضيفة أن الأسر استدانت وباعت شققها السكنية وبيوتها لا سبيل للرجوع

مأساة مهاجر سوري

وقال المهاجر السوري، خالد زين الدين (45 عاما) لــ "رويترز" في مركز مفتوح للمهاجرين في مدينة بياليستوك البولندية: إنه كل يوم يحدث تطور في الأمور على الحدود، كل يوم توجد عقبة جديدة عدد أكبر من الحرس ومن الناس.

المهاجر السوري دفع هو وأقاربه الخمسة 18 ألف يورو للمهربين، الذين وعدوهم بنقلهم إلى شقة آمنة، وأن سيارة انطلقت قبلهم للتأكد من عدم وجود تفتيش أمني، وثبت كذبهم ووقع الجميع في قبضة السلطات.

وتنقل الوكالة عن المتحدث باسم الجيش البولندي إن تشديد إجراءات الأمن يزيد شعور المهاجرين باليأس، وإن كثيرين يلجؤون للقوة في شق طريقهم عبر الحدود، لاسيما في المناطق الجنوبية، وذلك بمساعدة مواطنين من روسيا البيضاء أعطوهم أدوات لإحداث ثغرة في السياج الحدودي.