جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

استشاري الأرشاد الأسري: العنف هو أبشع صور الانتهاك لحقوق الإنسان

سهير صقر استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري
نسمة سليم -

قالت سهير صقر استشاري الصحة النفسية والإرشاد الاسري، المرأة هي العمود الفقري للأسرة المصرية بل العمود الفقري للمجتمع بأكمله، فحين نتحدث عن المرأة فلا تكفينا كلمات وحروف اللغة العربية بأكملها بل كلمات وحروف كل اللغات .

وأكدت استشاري الصحة النفسية، أن العنف هو أبشع صور الانتهاك لحقوق الإنسان فقد أطال كل الشرائح بالمجتمع وأكثرهم النساء سواء كانت متزوجة أو مطلقة ,أرملة او عازبة ,طفلة , مراهقة أو حتي مسنة ,متعلمة أو أمية ,عاملة أو غير عاملة , غنية أو فقيرة .

وأشارت استشاري الارشاد الاسري، إلى أن المرأة تتعرض للعنف من الطرف الأقوي قد يكون الأب أو الزوج أو حتي الابن، فمن المؤسف أن تكون نسبة العنف ضد المرأة هي نسبة ١ إلي ٣ لكل امرأة كما أشارت منظمة العفو الدولية وتشير هذه النسبة إلي خطورة كبيرة جدا أطاحت بكل المجتمعات .

وأكدت«صقر »، أن للعنف أشكال كثيرة فهو كل فكر وفعل وسلوك موجه عمدا إلي المرأة يسبب لها الإيذاء النفسي والجسدي والجنسي ,فالضرب والقسوة والشدة عنف , الإهانة لفظا عنف . التجاهل الإهمال وسوء المعاملة عنف, التهديد بأمنها عنف , بل الأكثر من هذا وذاك هو تكبلها بالأعباء وتخلي كل فرد عن دوره وواجبه المنوط به لتثقل هي بكل تلك الأعباء والمسؤوليات فهو عنف، ولا يخفي علينا الآثار السلبية لهذا كله من اضطرابات نفسية وجسدية، أفكار ومعتقدات مشوشة ومشوهة, علاقات غير سوية مع المقربين والآخرين , شعور بالاكتئاب والرغبة في العزلة والانسحاب بل والأكثر من ذلك هو شعورها بالمهانة والدونية وعدم التقدير لذاتها .

وتابعت: "وبعد كل هذا نطلب منها أن تؤدي واجبها كما ينبغي , فكيف لها بهذا وذاك ؟ وتابعت«صقر »، أتوجه لكل من يمارس العنف ضد المرأة ألا تتدبرون قول الله تعالي " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "، ألا تتذكرون حديث نبينا الكريم «صلي الله عليه وسلم» حين أوصي بهن " واستوصوا بالنساء خيرا" ألا تعلمون بأن المرأة هي نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله فهي النصف وهي من أنجبت النصف الآخر فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والزميلة والجارة، أتنكرون أنها مدرسة إن اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق , بل هي المسؤولة عن تربية وتنشئة أجيال ومستقبل ونواة لأسر الغد . ألا تتذكرون بأن الإسلام قد كرمها وأعز من مكانتها ورفع من شأنها وأعطي لها حقوقا لتأتي أنت لتسلبها أياها !!

وتسائلت استشاري الارشاد الاسري، أليست النساء مصابيح البيوت ؟ أليست هي جيشك الذي تواجه به عثرات الأيام ؟ أليست هي وهي ! إذن فالحياة ليست للرجل بمفرده ولا للمرأة بمفردها , والعلاقة بينكما ليست بندية أو تنافسية بل هي تشاركية يشارك كل منكما الآخر , تكاملية يكمل كل منكما الآخر , حتي تستمر وتستقيم الحياة بين آدم وحوا .

واختتمت سهير صقر ، أتمنى أن تتغير الأفكار والسلوكيات التي أدت إلي هلاك نصف المجتمع ألا وهي المرأة، فالمرأة في بيتها إما أن تكون حرة وملكة متوجة، وإما أن تكون ذليلة وسجينة مقيدة، أما الرجل فعليه أن يختار , إما أن يكون أميرها , وإما أن يكون سجانها، فرفقا بها وبحالها،وهذي كانت صرخات من أعماق كل امرأة .

وجدير بالذكر أن قضية العنف تشغل اهتمام الكثير منا حيث أصبحت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة وتعددت واختلفت أساليبها ، على الرغم أنها ليست مستحدثة أو جديدة بل لها باع وتاريخ طويل فهى لم تقتصر على زمان دون زمان أو مجتمع دون آخر بل توجد في كل الأمكنة وفي كل الأزمنة وفي جميع طبقات المجتمع غنية أو فقيرة , شرقية أو غربية , فهي مرتبط بوجود الإنسان وتحديدا سوف يكون الحديث عن العنف ضد المرأة.