جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

لعمله الروائي نجيب محفوظ

رحلة في عقل الكاتب رامي أحمد من «كراسة» يومياته

الكاتب رامي أحمد
الديار- نسمة عودة -

اعتاد أن يُخط آلامه وأحزانه ومخاوفه منذ أن كان طفلا، عشق الكلمات وكانت له معها رحلة طويلة بدأت بيوميات حياته بما فيها من تفاصيل بسيطة وصغيرة، وامتدت طيلة أعوام حياته ليخرج من دائرته الصغيرة إلا العالم الواسع، لتتراص كلماته ومفرداته مكونة روايات وقصص وحكايات، تعكس المشاعر الإنسانية وتحاكي الأفراح والأحزان والمخاوف والرغبات.

7 أعوام في مجال التأهيل النفسي، جعلت الكاتب رامي أحمد يتعمق في بحور النفس البشرية، وبدأت كتاباته تعكس هذا المفهوم الأوسع من الجانب الإنساني حاملا معه ما جُبل عليه الإنسان من مشاعر مختلطة ومخاوف ورغبات تارة تكون محركه الأساسي، وتارة أخرى تكون دافعه للتراجع والهروب، هي حياة كتبت ونسخت داخل صفحات تحمل بينها انقباضات المشاعر، فما بين الحب والموت والأمل والخوف، تمضي رحلات وتنتهي أخرى.

ففي رحلته الحياتية غاصت "الديار" خلال حوارها مع الكاتب الذي حملت أول رواياته اسم "أوتيزم" وشارك بها في معرض الكتاب عام 2015، ثم كان له موعدا مع القدر ليتم اختياره ليكتب عملا دراميا يقدم حياة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وكأن تلك اليد التي رسمت كلماتها الأولى بالقلم الرصاص، باتت الآن تنسج طريق المعرفة والإدراك وتنير الطريق لقارئيه ومتابعيه ومحبي كتاباته.

-كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟

-- الإجابة على هذا السؤال صعبة جدا، لأن الكتابة بشكل عام كانت جزء من تكويني، كنت في صغري أعبر بالكتابة عن المشكلة التي أعاني منها أكثر من شرحها بالكلام، وذلك في سن مبكرة وعمري ما بين ٧ أو ٨ أعواما، وكنت امتلك كشكولا يلازمني، أدون فيه مذكراتي وملاحظاتي اليومية وفي أيام الجامعة، هذا بخلاف القصص التي كنت أحب كتابتها لدائرة أصدقائي ومعارفي، وارسم أغلفتها، ومحتفظ بها منذ الدراسة الإعدادية والثانوية حتى الآن.

وبدأت في محاولات النشر والتقديم بمسابقات للرواية والقصة في عام ١٩٩٦ تقريبا، ونشرت أول كتاب بشكل رسمي وكانت رواية بعنوان (أوتيزم) عام 2015 وشاركت بها في معرض الكتاب ٢٠١٥ في ذات العام.

- عملت 7سنوات بالتأهيل النفسي.. فهل ساعدك ذلك في صقل موهبتك؟

-- بالطبع، شغلي في التأهيل فادني كثيرا وبالأخص في مسألة التعمق في النفس البشرية واكتشاف ما بها من متناقضات، وهذا الأمر أنا شغوفا به جدا، وأهتم به حتى أُظهر جانب أو جوانب منها في كل مشروع أدبي أقدمه.

- حصلت على العديد من الجوائز فما الجائزة الأقرب لك؟

-- كل جائزة أخذتها كان لها طعام ومذاقا خاصا وأثرا طيبا جميلا على النفس، كونك تشعر بالتقدير وهو في حد ذاته شعور عظيم جدا، وتظل الرسائل التي تأتيني من القارئ هي الجائزة الأفضل، والتي تُأثر في خاصة عندما يجبرني بأن قصة لي أو جملة غيرته، فعندما أرى تأثير جملة في روايتي أثرت في حياة إنسان تكون هي الجائزة الأهم والأقرب لقلبي، وبدون مبالغة تدمع عيني من الفرحة، عندما ألتمس شعور صادق وحقيقي من قارئ.

- ما أكثر الصعوبات التي واجهتك حتى استطعت أن تُثبت موهبتك؟

- لدي فلسفة خافة في هذه المسألة، فأنا أرى أن الموهبة مخلوقا ينتمي لعشيرة الإبداع، والإبداع كيان متطور ومتجدد وليس ثابت بطبيعته، ففكرة إثبات الموهبة تكون هي النقطة التي يتوقف بعدها الإبداع، وأنا لدي حب عن التجدد والتنوع، وبالتالي في رأيي أني محتاج من كل خطوة جديدة أخطوها أن أُثبت أني قادرا على تطوير نفسي، وأسعى أن أقدم أحسن ما عندي، وهذه من إحدى أهم الصعوبات التي تواجه، أي شخص يسير وراء حلمه.

وذلك بغض النظر طبعا عن الصعوبات المألوفة والمتعارف عليها زي الشللية في الوسط الأدبي، وتغليب العلاقات والوسايط، وطبعا مشاكل تجار السوق الأدبي الذين أساءوا للوسط كله بتغليب المادة على المحتوي وإلخ......

- قمت بعمل العديد من سيناريوهات الأفلام والمسلسلات فما هو العمل الأقرب لك؟

-- جميعهم، الحمد لله، سواء رواية منشورة كتبتها أو قصة قصيرة من القصص التي أنشرها على بروفايلي الخاص، والفكرة لا تكمن في أنهم رائعين في نظري، ولكن الشعور الصادق في التعبير والكتابة والسرد، ففي حال شعور الكاتب بما يكتب سيكون ما كتبه في كل مرة هو الأحب إليه.

- سيعرض لك قريبا عملا يتناول معالجة درامية للكاتب الكبير نجيب محفوظ؟

-- هي بالطبع تجربة مهمة، وكانت ممتعة جدا، خاصه وأني أعمل على ورق الذي كتبه أستاذنا العظيم نجيب محفوظ، والمعالجة تم بالفعل الانتهاء منها منذ فترة، وأنا فخور بهذه التجربة، ويجب التنويه عن أن مسالة عرضه قريبا مشكوك في أمرها حاليا، وهي أمور يسأل فيها المنتج والمخرج وفريق العمل، ولكن أنا ككاتب دوري ينتهي بانتهاء الكتابة.

- من أكثر شخص ساندك حتى استطعت إثبات موهبتك، وتتوجه له بالشكر؟

-- في البداية وبكل تأكيد ساعدني الله عز وجل، ثم من بعده أهلي وأصدقائي المقربين، وأنا أشكرهم كثيرا من قلبي على ذلك الدعم والمساندة.

- في رأيك، هل ساعدت كورسات التأليف والكتابة المنتشرة الآن على مواقع الإنترنت، على الاهتمام بالجانب الأدبي وانتشاره ؟

-- في رأيي الشخصي، أن ٩٥ % ممن الكورسات تكون من منطلق "السبوبة"، ونسبة نادرة جدا وقليلة جدا جدا، الذين ينظمون الورش للتعليم والتدريب، ومن الممكن أن تستفيد من هذه الورش بدرجة كبيرة حال كنت في الأساس موهوب، ولست باحثا عن الموهبة من (الكورس) لان الموهبة هي الأساس.

- من الكاتب الذي تتمنى أن تكون مثله؟

-- لا أتخيل نفسي أبدا مكان أحد، وأسعى لأن أكون متميزا بإذن الله، ولكن عرابي في الكتابة هو أحمد خالد توفيق رحمة الله عليه.

- ما خططك المستقبلية؟

- خططي المستقبلية في مجال الكتابة دائما مقرونة بسؤال (يا ترى أيه الفكرة الجديدة اللي ممكن أقدمها المرة دي؟، وأيه المختلف فيها عن كل اللي فات.