جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

بعد تصدرها أبرز موضوعات المنتدى...

حسام الدين محمود لـ «الديار»: قضية المناخ وجودية لا يمكن إغفالها

حسام الدين محمود ومحررة الديار
الديار- نجلاء فوزي -

دعا الأمين العام لمبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي حسام الدين محمود إلى ضرورة تكاتف مختلف الجهات المعنية في الدولة بهدف التصدي لقضية التكيف المناخي، وذلك لإيجاد حلول فاعلة تسهم في التغلب على تلك المتغيرات العالمية.

وأكد في حواره لـ «الديار» أن المبادرة حققت في شهورها الأولى جانبا كبيرا من تشكيل الوعي لدى مختلف فئات المجتمع؛ بدليل أن عدد مؤسسيها بلغ في الخمسة أشهر الأولى ما يقرب من 5000 مؤسس.

ولفت إلى أن المناخ يمثل قضية القرن لما يحمله من خطورة تفوق توقعات البعض، مؤكدا أن اهتمام القيادة السياسية بهذه القضية، ووضعها على طاولة منتدى شباب العالم في دورته الرابعة سوف يسهم بشكل كبير في تدويلها عالميا، وتاليا نص الحوار:

-- بداية ما المقصود بالتكيف المناخي؟

- التكيف المناخي هو استطاعة الإنسان والمجتمعات والدول التكيف مع الآثار البيئية الناجمة عن التغيرات المناخية وفق مجموعة من الآليات تبدو على مستوى الفرد وصولا المستوى الحكومات في تغيير البنية التحتية، والتفاعل مع الطاقة المتجددة.

ومثال ذلك: طاقة الرياح، والمياه، والبحار، و «المد والجزر»، والطاقة النظيفة، وتقليل استخدامات الطاقة الباعثة للاحتباس الحراري مثل غاز ثان أكسيد الكربون، والغازات الدفيئة التي من نتائجها حدوث الاحتباس الحراري.

وبالتالي صنع مشكلة كبيرة جدا؛ ليؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.1 درجة خلال العقود الأخيرة، وهذا لم يحدث على مدار ۲۰۰۰ عام، ومن المتوقع خلال الفترة القادمة أن تصل درجة حرارة الأرض إلى درجة ونصف درجة زيادة عن المعدل الطبيعي.

ويشكل ذلك الارتفاع خطرا كبيرا جدا، وإلى تغيرات مناخية في أماكن كثيرة بالعالم؛ كالارتفاع في مستوى البحار والمحيطات، وزيادة ملوحة الأرض، وتغير البيئة الزراعية، وبالتالي قلة في الإنتاج، والتأثر سلبا سوف يشمل كل شيء.

-- هل نجحت مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي في تشكيل الوعي المطلوب؟

- بمجرد استعراضنا لمبادرة التكيف المناخي أمام الناس، وجدنا اهتماما بالغا الكثير من شباب المجتمع المدني، وشباب مصر، ووجدنا مؤسسات تشارك وتصيح راعية للمبادرة؛ بدليل أن جامعة الأزهر أصبحت راعية للمبادرة، وبمجرد ما تم إطلاق ندوات ومنتديات إلا وجدنا عدا كبيرا من المشاركين والمهتمين.

ويأتي ذلك لأن الشعب المصري يسير خلف قيادته السياسية الحكيمة، وهي مهتمة بهذا الأمر، فالرئيس السيسي في "مؤتمر جلاسكو الأخير" تحدث عن الإجراءات التي خاضتها الدولة المصرية من خلال تبطين الترع، والاستثمار في المياه، وإقامة الصوب الزراعية وخلافه، ولم يتحدث فقط عن مصر، بل عن عموم إفريقيا.

إن كلمة مصر في الأمم المتحدة كان أحد جوانبها موضوع المناخ، ولن تستطيع أية حكومة على مستوى العالم تحقيق التكيف المناخي وحدها، بل لابد من مشاركة المجتمع المدني لتحقيق التكيف المناخي من خلال الوعي، وبالتالي حققت المبادرة في شهورها الأولى جانبا كبيرا جدا من تشكيل الوعي، بدليل أن يصل عدد مؤسسيها ما يقرب من 5000 مؤسس في فترة لا تتجاوز 5 أشهر.

-- هل هناك جهات معينة يتم التعاون معها لتحقيق التكيف المناخي؟

-هناك جهات عديدة تعمل في هذا الإطار، ونتذكر كلمة الرئيس السيسي في "مؤتمر جلاسكو"، حيث تحدث عن الاستراتيجية الوطنية للتكيف المناخي، وهي استراتيجية 2050، والتي لم يعلن عن تفاصيلها حتى الآن، والقيادة السياسية كما اعتدنا أن نراها، تتحرك في كل الاتجاهات باستراتيجية واضحة ومحددة، وجميع مؤسسات الدولة سوف تسعى لتحقيق هذا الهدف بشكل استراتيجي، فاليوم أصبح هناك تعاون ملحوظ بين وزارة البيئة والجامعات المصرية لاسيما جامعة الأزهر، وجامعة عين شمس، وكلية الدراسات البيئية.

-- هل ترى أن استضافة منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة لقضية المناخ يحدث تأثيرا كبيرا في هذه القضية؟

- بالتأكيد طبعا؛ فاستضافة منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة يحدث تغييرا؛ لأنه منصة دولية عالمية، ومنصة هامة يتم مناقشة أهم القضايا على طاولتها، من خلال ورش عمل مختلفة والرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يهتم بكل هذه الورش، ويشارك في بعضها واعتقد أن قضية المناخ سوف تصبح من أهم المشاركات فيه؛ لأنها في النهاية قضية وجودية لا يمكن إغفالها، والعالم مهتم بها، وسوف يصبح هناك تحرك في هذا الاتجاه.

طبعا الأفكار التي سوف تطرح من الشباب في هذا الاتجاه، سوف تكون مهمة، ولها تأثير فعال، وسوف يتم مشاركة الشباب بمقترحات وحلول، وأفكار جديدة، وطرق حديثة، وسوف يتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتكيف المناخي لهذا المنتدى في هذا العام، بالتعاون مع الجميع، وستؤدي إلى حالة من نشر وعي القضية من خلال هذه المنصة، وممكن أن يحدث المنتدى فارقا لدى الشباب، ويجعل لهم أهمية كبيرة في هذه القضية.