جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

قرداحي: أنتظر نتائج إيجابية لاستقالتي

جورج قرداحي
الديار - حسام السيسي -

نقلت وكالة الأناضول عن وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي قوله: إنه ما زلنا ننتظر نتائج إيجابية لاستقالتي.

وكان قرداحي قد استقال في 3 ديسمبر الجاري بعد نحو شهر على اندلاع أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية ودول خليجية أخرى، جراء تصريح له قبل توليه الوزارة حول حرب اليمن.

ورفض قرداحي، في مقابلة مع الأناضول، تحميله مسؤولية التسبب بمتاعب لبلده، وقال إن لبنان غارق في الأزمات والمتاعب، والجميع يعلم أن أسبابها متعددة وتعود جذورها إلى عشرات السنين.

واستبعد أن تكون تصريحاته قبيل توليه الوزارة السبب في القرار السعودي والخليجي قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.

واعتبر أن مواقفه بشأن حرب اليمن تم تضخيمها، وكان هناك قرار بقطع العلاقة بلبنان. ومنذ 2015، تقود السعودية تحالفًا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين المسنودين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

ورأى قرداحي أن الدليل على ذلك أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ذكر أكثر من مرة أن المسألة أبعد من تصريحات وزير الإعلام اللبناني، وقال إن المسألة هي هيمنة حزب الله على لبنان والحكومة اللبنانية.

وحزب الله اللبناني حليف إيران، تتهمها السعودية بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار.

وتابع قرداحي: تصريحاتي لم تحمل شيئا سوى أنني توجهت بكل محبة لكل الأطراف كي يتوقف نزف الدم العربي، وكان هذا شعوري الحقيقي بالعمق، لكنهم فسروها تفسيرات أخرى.

وكان في 5 أغسطس الماضي، قبل نحو شهر على تعيينه وزيرا، سجل قرداحي مقابلة بثتها إحدى المنصات الإلكترونية لفضائية الجزيرة،القطرية في 25 أكتوبر الماضي، وصف فيها حرب اليمن بأنها عبثية ويجب أن تتوقف وقال إن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي من السعودية والإمارات.

وبعد أربعة أيام من بث المقابلة، سحبت السعودية سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني بالرياض المغادرة، وهو ما فعلته لاحقا الإمارات والبحرين والكويت واليمن.

وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقف الدولة اللبنانية، فيما طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قرداحي اتخاذ القرار المناسب ما فهم بأنها دعوة إلى الاستقال.

و سببت انقساما في لبنان، إذ دافع البعض عن تصريحات قرداحي، لا سيما نواب من حزب الله، بينما دعاه آخرون إلى الاستقالة، بينهم نواب من تيار المستقبل والقوات اللبنانية

وعشية زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية، أعلن قرداحي، خلال مؤتمر صحفي أنه قدم استقالته بعدما فهم من ميقاتي أن الفرنسيين يرغبون في هذه الخطوة لكي تساعد على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان.

واليوم، وبعد نحو عشرين يوما على استقالته، قال قرداحي للأناضول: صحيح أن الاستقالة أصبحت وراءنا، لكننا ما زلنا ننتظر نتائج إيجابية لهذه الاستقالة، لا أن تذهب سدى.

وأضاف تمنيت سابقا أن تؤدي الاستقالة إلى فتح باب لمبادرة من المملكة العربية السعودية والخليج تعيد العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع لبنان وتعود الأمور إلى سابق عهدها، وما زلنا ننتظر ذلك.

ورغم أن زيارة ماكرون للسعودية نتج عنها اتصال هاتفي بين ميقاتي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فإن العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين لم تعد إلى طبيعتها بعد.

وردا على سؤال، قال قرداحي لو كنت أدرك أن كل ذلك سيحصل، والمقابلة ستعكس هذه التفاعلات والأصداء وصولا إلى الأزمة، لما كنت دخلت في الحكومة كوزير بصراحة.

وعما إذا كان نادمًا.

قال قرداح: لا أندم على شيء، هكذا علمتني الحياة وكل تجربة أستفيد منها، وآخذ منها الإيجابي.

وتابع التجربة الأخيرة كانت صعبة عليَّ وكشفت حقيقة بعض الأشخاص ممن كانوا يظهرون لي محبة، لكن تبين أن لديهم حسابات أخرى، شخصية أو مادية

وختم قرداحي بأن الأزمة التي مررت بها زجتني في السياسة رغما عني كاشفا عن أنه سيدرس إمكانية ترشحه للانتخابات البرلمانية المقبلة.

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه متداخلة منذ عامين مع انهيار الليرة وشح في مصادر الطاقة والغذاء.