جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

تبعات تغريدة «كارولين هورندال» في ليبيا

كارولين هورندال
الديار-أمير أبورفاعي -

"المملكة المتحدة تدعم بقوة العملية الانتخابية بقيادة وملكية ليبية، وتدعم عمل المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، بهذه الكلمات أعلنت سفارة لندن لدى طرابلس، موقفها من الأوضاع الليبية الحالية.

التغريدة التي جاءت بالتزامن مع احتفالات ليبيا بعيد الاستقلال، وبعد اقتراح المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية تأجيل الاقتراع الرئاسي إلى 24 يناير المقبل، أثارت الجدل، خاصة بعدما رفض البعض تصريحات السفيرة البريطانية كارولين هورندال في الشئون الليبية الداخلية.

وقال بعض السياسيين الليبيين: إنهم لا يقبلون بهذه التصريحات إضافة لكونها بهذه التغريدة تسعى لشق الصف الليبي، في إشارة إلى أن تغريدة السفيرة البريطانية تنحاز لطرف من الأطراف الليبية على حساب الأطراف الأخرى.

طرد السفيرة البريطانية

لم تمض سويعات على التغريدة البريطانية إلا وخرجت دعوات بطرد السفيرة البريطانية كارولين هورندال من الأراضي الليبية وضرورة مغادرتها لها، والنداء لتنظيم مظاهرات ليبية تنادي بذلك.

كما بدأ عدد من النشطاء الليبيين في تداول وسم "هاشتاج" على موقع التواصل الاجتماعي يحمل نفس المطلب تحت عنوان: #طرد_السفيرة_البريطانية_من_ليبيا.

وهو ما أثار عددا آخر من النشطاء الليبيين ممن تتوافق وجهات نظرهم مع ما قالته السفارة البريطانية في تغريداتها.

سيادة الدولة الليبية

ولم يتوقف الأمر عند حد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل إن التغريدة اللندنية قد شهدت تفاعلاً من نوع آخر؛ ففي بيان لها أصدرت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي بشأن ما وصفته بانتهاك سيادة الدولة الليبية والتدخل الأجنبي.

وقالت اللجنة أن انتخابات في ظل الوجود التركي ومرتزقتهم وفي ظل الميلشيات التابعة لتيار الإسلام السياسي التابع لأردوغان تكون انتخابات غير مجدية وليست شفافة.

التدخل في الشأن الليبي

وحذرت اللجنة في بيانها من الخوض والحديث عن الاتفاق بات المبرمة مع الجانب التركي واصفة إياه بالاحتلال من جهة وحكومة السراج من جهة أخرى، واصفة هذه بغير الشرعية.

كما أضافت اللجنة في بيانها تحذيرها من تدخل سفيرة المملكة المتحدة -بريطانيا -كارولين هورندال، من التصرف بطريقة تمثل تدخلاً في الشأن الليبي الغير مقبول ومطالبتها باحترام السيادة الليبية.

ولم تكن هذه اللجنة وحدها من أصدرت بيان لها، بل إن لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الليبي أصدرت بيان هي الأخرى استنكرت خلالهما نشرته سفارة المملكة المتحدة.

وأكدت أن ذلك يخالف الأعراف الدبلوماسية ويمثل تدخلاً في الشأن الليبي الداخلي، وأن الشعب الليبي وحده من يحدد مصير بلاده.

تطورات الأوضاع الراهنة

وبحسب ما يرى مراقبون، فأن المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين، استعرضت تطورات الأوضاع الراهنة في ليبيا؛ حيث أكد الرئيس السيسي أن مصر مستمرة في جهودها ومساعيها لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين حتي يتسنى لليبيا عبور المرحلة الانتقالية الحالية، وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي الشقيق في اختيار قياداته وممثليه.

وتم التوافق بين الجانبين خلال الاتصال على أهمية تكثيف الجهود المشتركة والتنسيق المتبادل بين مصر وروسيا لتسوية الأزمة الليبية، وتحقيق الطموحات المنشودة للشعب الليبي في مستقبل أفضل، وكذلك مكافحة وتقويض المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.