جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

تراجع الليرة التركية مرة أخرى بعد مكاسب الأسبوع الماضي.. تفاصيل

الليرة التركية
الديار-صفاء دعبس -

تراجعت الليرة التركية اليوم الخميس بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسبوع الماضي، حيث تسبب ذلك في مخاوف لدي المستثمرين حيال توقعات السياسة النقدية بالبلاد.

وفي وقت سابق من أمس، انخفضت العملة التركية إلى 13.34 ليرة للدولار، بحلول الساعة 06:17 بتوقيت غرينيتش، من 12.61 ليرة للدولار تم تسجيلها عند الإغلاق.

وإليكم منحى تداول العملة التركية خلال تعاملات اليوم:

تراجع سعر الليرة

وفي 17 من ديسمبر الجاري، تراجع سعر الليرة إلى أكثر من 17 ليرة مقابل الدولار حيث أصدر البنك بيان، أنه تدخل بشكل مباشر في سوق العملات من خلال عمليات بيع الدولار الأمريكي لذلك تجاوزت نسبة تراجع الليرة في هذا 8%، إلا أن تدخل المركزي حد من خسائر العملة لتستقر عند مستوى 16.3 ليرة مقابل الدولار.

وبدوره، وقبل أسبوعين تدخل البنك المركزي في سوق العملات مرات عدة وباع دولارات لإبطاء تراجع الليرة حيث أدى ذلك إلى تآكل احتياطاته الأجنبية المستنزفة أصلاً.

وعلق رئيس غرفة صناعة إسطنبول في 17 من ديسمبر الجاري على تدهور الليرة التركية بنسبة 8 في المئة معربا: عن اندهاشه من قيام المصرف المركزي بتخفيض سعر الفائدة ثم بيع احتياطاته من العملة الصعبة في اليوم التالي لمنع انهيار الليرة أكثر.

ويؤثر هذا التراجع المتسارع في قيمة الليرة التركية على الأوضاع المعيشية بالسلب للموطنين الأتراك الذين تآكلت مدخراتهم بفعل التضخم الذي بلغ 20 في المئة وفقا للبيانات الرسمية بينما يرجح العديد من الخبراء أن نسبتها الفعلية تتجاوز 50 في المئة إضافة إلى تغير المحلات التجارية أسعار المواد الغذائية الأساسية يوميا تقريبا.

سبب انهيار الليرة التركي

ويرجع انهيار الليرة التركية إلى سياسة الرئيس أردوغان الاقتصادية غير التقليدية المتمثلة في إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لتعزيز النمو الاقتصادي في تركيا حسب رأيه وتحسين فرص تصدير السلع التركية لأنها تصبح أقل كلفة بالعملة الصعبة ولكن هناك أمر تتجاهله سياسة أردوغان، وهو أن تركيا تستورد نسبة كبيرة من المواد الأولية التي تدخل في إنتاج السلع التي تصدرها وهذه المستوردات هي بالعملة الصعبة وبالتالي تزداد كلفتها بالليرة التركية بسبب تدهور سعر الليرة.

إهدار المال العام

اتهمت المعارضة التركية وزير المالية التركي السابق صهر أردوغان براءة البيراق بإهدار أكثر من 100 مليار دولار في سوق الصرف التركية بهدف المحافظة الليرة التركية دون أن يحقق نتائج تذكر ولم يتهاون

المصرف المركزي التركي عن التدخل من لحين لآخر في سوق الصرف لمنع انهيار الليرة عبر طرح مئات ملايين الدولار مما أثر سلباً على احتياطي البلاد من العملة الصعبة وفى مطلع الشهر الجاري تدخل المصرف خمس مرات في سوق الصرف حيث باع ما يعادل أكثر من 4 مليارات دولار من مخزونه المحدود من العملات الصعبة.

أسعار الفائدة

ويرى الاقتصاديين أنه من الممكن رفع أسعار الفائدة إذا ارتفع التضخم، كان أردوغان يرى أسعار الفائدة "شرٌ من شأنه أن يزيد الأثرياء ثراء والفقراء فقراً" وفى سبتمبر الماضي بناء على رغبة أردوغان تم تخفيض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة خمس مرات، وانخفضت قيمة الليرة التركية إلى النصف مقابل الدولار وارتفع التضخم إلى 21 في المئة في هذه الفترة وفق البيانات الرسمية، أي أكثر من أربعة أضعاف الهدف الرسمي البالغ 5 في المئة.

وفي 2016 بدأ انهيار الليرة التركية فيما وصل سعرها في بداية العام 2.92 مقابل الدولار وفقدت خلال ذلك العام 17 بالمئة من قيمتها لتبلغ في نهاية العام 3.53 ليرة مقابل الدولار لتتراجع أكثر في أوائل عام 2017 لتصل إلى 3.779 ليرة مقابل الدولار ومازالت تستمر في التدهور خلال الأعوام التالية لتصل في يوم 17 ديسمبر الحالي إلى 17 ليرة مقابل الدولار ثم عادت واستقرت عند 16.3 ليرة ثم إلى التراجع مرة أخرى.